الناس مصدومين بكم !
يمنات
نبيل حيدر
الناس يا هذا مصدومون نفسيا لأنهم وجدوكم على غير ما كنتم تدعون من ألم على المظلوم و الجائع والمستضعف ..
مصدومون لأنهم وجدوكم مثل غيركم في الفساد و العبث و التنفذ و قتل الدولة الوطنية..
الناس مصدومون نفسيا و بدنيا و عقليا و فكريا و كل أنواع الصدمات بعد أن باتت الجرعة المغضوب عليها من طرفكم جرعا و جبايات و رفع أسعار سلع أصلية بحجة مواجهة العدوان.. و هي استغلال و انتقام .
الناس مصدومون جدا عندما وجدوا سخطكم و وقاحة غلمانكم تجاه من يفضح فسادكم و كنتم في السابق تصفون نقد الفساد و الدفاع عن المظلوم بالإقدام و الشجاعة خاصة عندما تعلق بالدفاع عن حقكم الطبيعي .
الناس مصدومون بكم لأنكم نسيتم أنفسكم و كيف كنتم و أين صرتم و نسيتم أن سكن مساكن الذين ظلموا امتحان و اختبار سقطتم فيه بالتسلط و الطغيان .
صدم الناس عندما وجدوا العدوان يتحول إلى مشروع عريض للاستثمار و التربح منه ..
صدم الناس عندما وجدوكم تدفع مئات الملايين تبرعا للخارج فيما لديك في الداخل مآس و مناطق فقر تفوق ما في الخارج . صدم الناس بمزايدة موجعة ليس فيها إلا عجب بالذات و رياء و تصنع مفضوح .
كيف للناس ألا يصدموا و هم يرون و يشاهدون تسلطا و اضطهادا يقول عنه علماء النفس أنه عقدة في المظلوم يحتاج إلى الشفاء منها و صاحب العقدة يرفض مراجعة نفسه و بدلا من ذلك يلصق مرضه بغيره . !
صدم الناس عندما وجدوكم تقدحون في من يقدح في فسادكم و نسيتم أنه حتى أسر شهداء الحروب الست يعانون الفقر و الجوع و العوز و برد الشتاء ، و هذا الكلام صادر عن قيادتكم قبل غيرها إلا إذا كانت تعاني من خلل نفسي وفق نظريتكم الخارقة، و بجانبه حديث متناثر عن فساد و عن تطييف داخل التطييف و أمور عديدة يضجر العقل من تزاحمها.
إن القوة غير دائمة، و إن التجبر الى هلاك مهما طال، مهما ادعى، مهما راوغ، مهما اصطنع المشاجب، مهما حاول النكران، مهما تخيل تمكنه تمكينا ربانيا أبديا، مهما نسي وتجاهل مكر الله وهو يتبختر بمكره وشطارته ،
والله خير الماكرين