التراث الشعبي الحي غزال المقدشية أنموذجا
يمنات
حسن الدولة
تراثنا الشعبي غني بالحكم ؛ التي كانت بمثابة القوانين الأمضى من الشريعة، كتراث الحميد بن منصور،وعلى ولد زايد وغزال المقدشية.
سمعت ان احد القضاة كلف بإجراء قسمة تركة احد المشايخ في خولان الطيال؛ وعندما بدأ ذلك القاضي بتنزيل الدين من اصل التركة رفض الورثة ذلك فذكر لهم القاضي الاحاديث والآيات التي توجب ذلك فقالوا له اقسم ومالك ومال الدين ولما هم القاضي بالمغادرة ذكر انهم يعتقدون في اقوال على ولد زايد فنظم لهم ثلاثة ابيات مفادها ان الدين بعد الوراثة تنزيل الدين – وكنت احفظها ولم اتذكرها لحظة كتابة هذا البوست – فما ان سمعوا القاضي يقول قال على ولد زايد قالوا له ارجع واقسم …فالتراث
الشعبي هو الذي نظم حيات الاباء وبخاصة في اوساط القبائل، ونحن في هذه العجالة سوف نتطرق لبعض إلى بعض حكم غزال المقدشية وتشتهر اوساط الناس بالقصيدة التي تقول فيها :
قالوا غزال وامها شرعة بنات الخُمس
مابه خٌمُس يا عباد الله مابه سدس
من قد ترفع لوى راسه وعد البقش
وقال لابأس يُحبس وما يِحتبس
سوا سوا يا عباد الله متساوية
ماحد ولد حر والثاني ولد جاريه
عيال تسعة وقالوا بعضنا بنت ناس
وبعضنا بيت ثاني عينه ثانيه
بقال بأن غزال المقدشية كانت امية – لا تقرأ ولا تكتب – لكنها كانت تتمتع بذكاء خارق واوقوالها تنتشر بسرعة البرق حاى اعتبرت احكم حكماء منطقتها، وقد استطاعت ان تفجر مواهبها الشعرية ، لتعيد الناس إلى المساواة واقامة العدل من وحي دين الفطرة..
حيث كان يسمى اصحاب المهن كالمزاينة والدواشين والجزارين والقشامين، بأصحاب الخمس، لكنها تصدت لهذا التمييز الطبقي بحكمة وشجاعة، مؤكدة أن الناس سواسية كلهم ابناء ادم الذي سجدت لع الملائكة وما احد ولد حر والثاني ولدجاريه،الم يقل الله في محكم كتابه (إن اكرمكم عند الله اتقاكم، وكلامها ينطبق ايضا على دعاة التميز بكل اشكاله العرقي والديني والمناطقي …
كما انها ذات مرة تحرش بها احد المخمنيين – وهو الذي ياتي لتحدبد نقدار الزكوات – ويسنون ايضا بالمثمنيين الذين كانوا يحصلون الزكاة فلطمته بيدها في قذاله اي في قفاه وقالت:
رحمها الله :
يا رجال البلد
المثمر مخالف
جا يطوف الذره
او جاء يطوف المكالف
قال يشتي غزال
ولا يزيد الغرامه
باضربه في القذال
وإلا اربطه بالعمامه
لا رجع يا رجال
ماشي علي ملامه
وعندما كلفت الدوله الشيخ علي ناصر الشغدري ان يخرج مع الجيش النظامي إلى حِوروَر انتقدته وقالت:
والله لوما حورور يا علي ناصر
أف الحدا ذي ترد الغيد من ظلمان
حليت زغن النمر وانا عليك حادر
ما بين قيفي وكوماني وبين ثوبان
هي دولة الحق للفطرة وللعاشر
نمير المشايخ تبا الطعمه لها عدوان
وقد وقفت على قصائد واشعار منسوبه لها تنتقد فيها الوضع السياسي والتفسير الخاطئ لدين الإسلام وسوف اقوم بالكتابة عنها في اقرب فرصة ممكنة. وتحتاج إلى وقفات مطولة فمثل هكذا تراث يجب علينا إحيائه كونه موجها لسلوك الناس افرادا وجماعات..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا