جامعة لحج من الحلم إلى الواقع !!
يمنات
وليد ناصر الماس
يراود أبناء محافظة لحج منذ زمن بعيد حلما مشروعا بوجود صرح تعليمي جامعي في محافظتهم المعطاء، تلك المحافظة التي رفدت مختلف قطاعات التنمية وسوق العمل المحلية، بالكثير من الكفاءات المتخصصة وأيدي العمل المهرة، فلا تكاد اليوم مدينة من مدن بلادنا المتناثرة على طول البلاد وعرضها تخلو من وجود أيدي عاملة متخصصة فيها من أبناء هذه المحافظة.
افتقار محافظة لحج لوجود جامعة تعليمية متكاملة على ترابها، ضاعف من معاناة أبنائها، وحدَّ من إقبالهم على الالتحاق بالتعليم الجامعي بشكل واضح، سيما الالتحاق في التخصصات العلمية والنوعية منها، لكونها محافظة مترامية الأطراف، ويتركز أكثر سكانها في مناطق ريفية تتسم بتظاريسها الوعرة، الأمر الذي انعكس على مستواهم المعيشي ونمط حياتهم اليومي، وقلل من عملية الإقبال على التعليم في كليات بعيدة خارج المحافظة، فأحجم بذلك أعداد واسعة من خريجي الثانوية العامة عن اللحاق بركب التعليم الجامعي، لما له من تبعات ثقيلة، وما يترتب عليه من أعباء ومتطلبات في وضعيته الراهنة.
لقد بذلت جهود مضنية في الماضي في سبيل تحقيق هذا الحلم الكبير، إلى إن تولى قيادة المحافظة معالي اللواء الركن أحمد عبد الله التركي حفظه الله، الذي وضع عملية إنشاء جامعة في محافظته نصب عينيه، واضطلع بقصارى جهده، وأفرغ كل طاقاته على مدى السنوات الفارطة في سبيل تحقيق هذا الطموح العريض، إلى ان تحقق له ما أراد، بصدور قرار رئاسة الجمهورية القاضي بإنشاء جامعة لحج وتسمية قيادتها.
يشعر أبناء محافظة لحج اليوم بارتياح شديد، وفخر بالغ إزاء هذا المنجز العظيم، وتتعاظم ثقتهم تباعا بإمكانية استكمال إنشاء جامعتهم بما تتطلبه من مرافق ومبانٍ مختلفة، سيما بعد تولي دفة قيادتها كوكبة من القيادات الإدارية المتمرسة المشهود لها بالكفاءة والخبرة والنزاهة، برئاسة ابن لحج الأستاذ الدكتور أحمد مهدي فضيل، المعروف عنه حبه وتفانيه وإخلاصه في خدمة أهله في هذه المحافظة.
قيام جامعة لحج من الواضح سيساهم بصورة فعالة في مجابهة الكثير من التحديات والعقبات التي تواجه أبناء المحافظة في مواصلة تعليمهم العالي، وستفتح آفاق أرحب لتحديث العملية التعليمية والارتقاء بها على أكثر من بُعد، خصوصا في ظل احتضان المحافظة لعدد هائل من الكفاءات في مختلف التخصصات.
يتعين على أبناء محافظتنا (محافظة لحج) بمختلف مؤسساتها، مساندة جهود استكمال إنشاء مرافق الجامعة، وتقديم الدعم اللوجستي الاحترافي لها لتخطي الكثير من العقبات الماثلة، فالجامعة قد وجدت أصلا لخدمة هذا المجتمع والإسهام في تقديم حلول ناجعة لهمومه ومشكلاته المتنوعة.