بلوغ صواريخ الحوثيين أبوظبي… ماذا يدل في حال نشوب حرب إقليمية؟
يمنات
صلاح السقلدي
دخلت الحرب باليمن- التي ستكمل بعد أسابيع قليلة عامها الثامن، متجاوزة بذلك بذلك مدة الحربين العالميتين الأولى والثانية- منعطفاً خطيرا بالآونة الأخيرة وتحديدا منذ قرابة شهر بعد أن عادت الإمارات وبطلب سعودي الى لعب دورا بارزا بالحرب على مسرح العمليات القتالية، وفي محافظة شبوة خصوصا من خلال دعمها الواضح للقوات الجنوبية التي أحرزت في تلك المحافظة الجنوبية وفي بعض مناطق محافظة مأرب المجاورة انتصارات على قوات الحركة الحوثية، قبل أن تقرر القوات الجنوبية إعادة التموضع بالمحافظات الجنوبية. فقد اضطرت تلك التطورات الحركة الحوثية مهاجمة العمق الإماراتي منهية بذلك هدنة غير معلنة مع أبوظبي والتي ظلت (الحركة الحوثية) تتحاشى بتلك الهدنة مهاجمة الأراضي الإماراتية منذ بداية الحرب، وبشكل اكثروضوحا بعد أن أعلنت الإمارات انسحابها من اليمن قبل قرابة ثلاثة أعوام وهو القرار الذي أخرج الإمارات من حسابات دائرة الاستهداف الحوثي بشكل كلي ،واكتفاء الحركة عوضاً عن ذلك بمهاجمة السعودية بصورة شبه يومية.
هذا المآل الخطير الذي تسير فيه هذه الحرب يدلنا على عدة مؤشرات خطيرة في حال نشوب حرب اقليمية بالخليج سواء على خلفية الحرب باليمن أو لأسباب اخرى تتعلق بالوضع المأزوم بين دول الخليج وأمريكا وإسرائيل من جهة، وإيران واذرعها بالمنطقة من جهة أخرى…. فإن كانت صواريخ وطائرات الحوثيين المسيّــرة- برغم تواضع امكانياتها القتالية وبُـعد المسافة الكبير التي تقطعها- قد استطاعت بلوغ أبوظبي ومن قبلها شرق المملكة العربية السعودية وأحدثت ارباكا وقلقا أمنيين كبيرين لدى الدولتين، فضلا عن التخوفات الهائلة التي تسببها على الصعيد الاقتصادي لدول يعتمد اقتصادها على عامل الاستقرار والأمن لجذب استثمارات وشركات الغرب والشرق كدول الإمارات والسعودية، فكيف سيكون مصير هذه الدول واقتصادها وأمنها في حال هاجمتها قوى اقليمية كبرى مثل إيران بترسانتها العسكرية الجوية والبحرية الضخمة بخبراتها القتالية الهائلة وعلى مسافة مرمى حجر من مدن الإمارات والسعودية الوثيرة،ومن حقول النفط الغزيرة و من محطات تحلية المياه التي تعتمد عليها هذه الدول بشكل شبه كلي؟.
يضاف الى ذلك ان هذه الدول وبغباء سياسي لا نظير له قد منحت الحوثيين وايران ايضا شرفا كبيرا بتبني الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية بالقدس الشريف بعد أن تخلت عنها كل دول الخليج وذهبت بدلا عن ذلك للطتبع علاقاتها مع العدو الصهيوني بشكل مًـهين منح الحوثيين وإيران سلاحا سياسيا وشعبيا فتاكا لا يقل أهمية وخطورة عن السلاح النووي بوجه هذه الدول المطبعة. فمن يتمسك بسلاح مقاومة الاحتلال الصهيونية كمن يحوز بيده أزرار نووية و يمسك بناصية المبادرة بيده. والعكس صحيح، فمن يتخلى عن فلسطين وقضايا الأمة ومقدساتها وارضها كساعٕ الى الهيجاء بغير سلاح والهزيمة حليفته، حتى وأن أستظل بقُـبب تل ابيب الدفاعية وألتحف بطيران الـــ F16 الأمريكية.
المصدر: رأي اليوم