فضاء حر

هل تهاجر رساميل البترودولار في الامارات الى الدول الأوروأمريكية؟!

يمنات

محمد اللوزي

امريكا وبرطانيا وفرنسا اليوم يتحدثون: ان الأستثمارات في الإمارات صارت غير آمنة . زجوا بهم في تحالفات وحروب وصراعا ت وثارات، حتى إذا ما استنزفوا ماليتهم أدخلوهم في شر فعالهم وبدأوا ينظرون إليهم بغير مستقرين، بعد ان شجعوهم على العدوان لامتصاص أموال البترو دولار، ولأنهم اعراب محدثو نعمة،فقد وقعوا في فخاخ الغرب الذي وعدهم بحماية وتخلى عنهم في لحظة وجد ان ثمة موقفا آخر يدر عليهم مزيدا من الأموال.من خلال تحويلهم الى بيئة غير صالحة للإستثمار وتعاني من مخاطر دمار وفشل اقتصادي عند اول ضربة تتلقاها أبو ظبي من صنعاء، ورغم محدودية تأثيرها المادي إلا ان تبعاتها المعنوية مؤلمة وقاسية وعلى وجه الخصوص الاقتصادية.

لقد أعلنت أمريكا عن تحذير رعاياها من السفر الى ابوظبي عند اول انفجار، وتبعتها اوروبا الت ي أعلنت عن مخاطر اقتصادية تواجهها الإمارات. وإذا ليس من بديل سوى هجرة الرساميل الى الغرب المتعطش لهذه اللحظة الفارقة التي سعى إليها الاعراب بسؤ تقدير وطيش وغرور، تم تحت وهم القوة وهم البيت الزجاجي الذي لايقوى على ان يواجه ساعة واحدة حرب. لقد تمرغت الإمارات في الهزيمة من اول صاروخ انطلق إليها وكشف عن دولة مهترئة قابلة للفشل السريع والهزيمة وببساطة لايتصورها محارب.

لعل ساسة أبو ظبي المغرمون بالتوسع لم يحسنوا التقدير في مواقفهم وتصرفاتهم، فدخلوا في رهانات خاسرة شجع عليها الأورو امريكي الذي رأى في هذه الحرب فوائدمالية ضخمة يجنيها من أعراب الجزيرة بحماقاتهم، وخبلهم العقلي وإسرافهم في العبث بالمال حد الطيش والجنون. لم يكن مع صنعاء منذ السنة الاولى حرب ماتخسره، فكل شيء قدتحطم وكل هدف جرى قصفه بوحشية وبنقل التجربة الاسرائيلية الى تحالف الشر في مايسمونه الصدمة والترويع، التي مارستها إسرائيل في غزة ونقلها التحالف الى صنعاء، ليدمر كل مايقع عليه مع فارق أن اسرائيل كانت تخوض حروبا قصيرة، لايام او لاسابيع بحيث تجدحلا في اسرع وقت يكفيها شر قادم قد تقع فيه، على عكس دول التحالف التي أخذت حربها تتسع وتطول لسبع سنوا دون اي نتيجة سوى الفشل، وهو هزيمة، وبالتالي لم يبق أمام المعتدى عليه وقد خسر كل شيء سوى المقامرة والدخول في التحدي، لتنتقل سلطة الامر الواقع في صنعاء من العجز في الرد والمواجهة الى التصعيد والمفاجاءة والقدرة على توجيه ضربات موجعة، فاجأت التحالف، لتنتقل فلسفة الصدمة والترويع من التحالف الى صنعاء وبتفوق، لكونها أمام بنك من الأهداف لاينتهي في الرياض وابو ظبي وأينما يممت وجهها وجدت هدفا يستحق الضرب.

هذا اوجع التحالف الذي يوجه ضربات مكررة لاطائل منها، وصارت خسارة ما تكلفه الضربة اكثر من قيمة الهدف الذي لم يعدموجودا أساسا. وإذا كأنما التحالف دخل حقل الغام واسع لايقدر على الخروج منه، فحلفائه في الغرب يعلنون أنه بيئة استثمارية فاشلة ويتعطشون لهجرة الرساميل إليهم، وفي نفس الوقت يعدونهم بحماية لتستمر الحرب ويقعون في شر غبائهم. يبدو أن ابو ظبي اليوم تدرك جيدا مقدار حماقاتها ومغامراتها وأنها على رمال متحركة، في المقابل اليوم يجد الحوثيون فرصتهم لاشتراطات كبيرة وهم قادرون على تحقيقها لو انهم واصلوا توسيع فجوة مابدأوه وطالبوا بتعويضات كبيرة.

ابو ظبي اليوم في حالة ترنح وثمة صراع غير معلن عنه بين بن زايد وأمراء الإمارات المتبقية، الذين يرون أن محمد بن زايد قد ورطهم في حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل، وأن مئات المليارات صرفت عبثا لم تحقق اي نتيجة، علاوة على أن الاقتصاد الاماراتي مهدد بالإنهيار الشامل. لم يعد امام ابو ظبي اليوم سوى البحث عن اقل هزيمة والخروج كيفما اتفق من حرب لايقدرون عليها والقبول باشتراطات سلطة الامر الواقع في صنعاء، وفك الارتباط مع الرياض والتخلي عن تطلعات السيطرة والتوسع الذي وقع فيه محمد بن زايد ولم يجد غير خفي حنين، وأن دولته على شفى جرف هار ولاتملك غير رفع اليد للتسليم اليوم اوغدا او بعد غد، وكل يوم يبقى التحالف وتستعر الحرب تزداد مخاطر انهيار اقتصادي كبير في الإمارات. وإذا ليس سوى البحث عن صيغة تكفل خروج ابوظبي بأقل الخسائر من حرب مجنونة، قبل ان تتفكك الإمارات وتهاجر الرساميل الى الغرب وينهار الاقتصاد الذي قلنا منذ البداية أنه زجاج قابل للتحطيم وليس الكسر فقط.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى