العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (282) .. أنتم ذاكرتي ومذكراتي إن اعتقلوني

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

قال لي يريدون اعتقالك؟!
قلت طالما الحق معي فأنا جاهز لأكثر الاحتمالات سوءا..
لا أبالي إنه قدرا يريد لي بطولة لا تنتهي .

(2)

– لماذا يريدون اعتقالك؟!
قلت: لأنني شكوتهم لاتحاد البرلمان الدولي!

(3)

تعرفوا ماذا أهم وما يجب أن احتاط له في حال اعتقالي؟!
لا يوجد ما أهمه أكثر من مذكراتي..
اريدها ان تنجو منهم مهما كان الثمن..
وما عداها لا اكترث..
طلبي منكم أن تكونون انتم ذاكراتي ومذكراتي..

 (4)

تخيّل كل يوم وأنت تعيش حال متعفن كهذا الذي نعيشه، وفساد أشد فتكا من الوباء والحرب.. يحاصرك من كل صوب واتجاه.. يسد في وجهك أبواب الله وسبل الهرب والنجاة.. يغلق عليك كل المنافذ والطرق ويثقل كاهلك بما هو أشد ثقلا من الجبال، ولا يترك لك حيلة إلا وصيرها أمامك محال في محال.. حال كهذا وأنت تجمع أشتات صبرك من أقصايه، قليل ودونه أن تتخيل نفسك وأنت تأكل شعر رأسك وإبطيك وعانتك..

(5)

كنت أظن أن عدم محاسبة الفاسدين أو عدم إيقاف الفساد سببه المكابرة والعناد أو إهمال وانشغال بالحرب، أو عدم مبالاة، أو أسباب أخرى دونها..
اليوم تيقنت انها سياسة فساد وإفساد ممنهجة تدار بعلم ودراية السلطة بقصد وإصرار وإمعان..
لوبي فساد نافذ ومدعوم بسلطة وصلاحيات واسعة، موجود في كل الأجهزة والمؤسسات.

(6)

لماذا أنتحر؟!
فيصل المخلافي فضّل اختصار العذاب، واختزال المعاناة لتكون مرة واحده دون تطويل أو تكرار.. احتجاج في وجه الحرب.. صرخة في الوجه العبوس والمتجهم لهذا الواقع الذي بات بشعا ومرعبا ويفوق الاحتمال.. احتجاج على حاضر أكثر سوءا ومستقبل مصادر أو مجهول..
ربما لهذا أنتحر..
جميعنا ننتحر ولكن كل واحد على طريقته..

(7)

ما كفاهم قاضي بنصف راتب
بل يريدوا فوق هذا قضاء ملبجة

(8)

المعتمد شيء
والذي نستلمه شيء اخر
يا لصوص باسم الله

(9)

قال: أنت تساوي بين الضحية والجلاد
قلت: كلكم جلادون..
الفارق أن ابن جلدتنا هو من ينهب ويستبيح حقوقنا دون أن يهتز له رمش عين
كل يستمد بقاءه من قُبح الآخر
الأضداد تخدم بقاء واستمرار بعضها..
القُبح يخدم بعضه ونحن الشعب ضحايا الجميع

(10)

قال: انت الشعب
قلت: انا الشعب..
أنا الشعب الذي يدافع عن حقوقه
لا من يسرقه..

(11)

نعيش اليوم ما هو أكثر سوء وردائه وكارثية.. يتم فرض الفاسدين علينا كقادة ورئاسة وإدارة.. يلقون بعقدهم وذاتيتهم ورغباتهم اللزجة في وجه نقاءنا وصدقنا وما نبحث عنه من عدالة.. يفرضون علينا بما يملكونه من سلطة وغلبة مخرجاتهم المنتنة، وفسادهم الأكثر نتانة، وجهلهم الأشد من الجهل نفسه..

يتم توجيه ما يملكوه من غلبة وصلاحيات مغتصبة لابتزازنا وإذلالنا بحقوقنا واستغلال حاجاتنا وعوزنا وفقرنا برغبة تحويلنا إلى قفازات ودُمى بلا وعي ولا إرادة ولا حياة، ثم دون خجل ولا حياء يقذفوننا بالباطل والادعاء المفتري أننا من نبتزهم.. يا لهول ما نعاني..

(12)

نريد محاسبة الفاسدين الكبار ..

فحاسبوا الحراسة..

منظرو ومكافحو الفساد قالوا تنظيف الفساد يبدأ من أعلى مثل تنظيف الدرج بالضبط لا العكس..

حيلهم على الضحايا الصغار تاركين عتاولة الفساد الكبار ..

إنهم يحرفون النظر عن السبب الرئيس وهو الفساد إلى أسباب أخرى تعمية وتغطية على القضية الأهم..

(13)

إلى أولئك الذين يلقون علينا تبعات تصرفاتهم:
ليس لدي سلطات أو صلاحيات بمقدورها تغيير معادلة ومجريات الحرب.

(14)

أصحيح هذا؟

محال للنيابة ومتهم بجرائم اختلاس 242 مليون ريال ولازال من موقعه ومنصبه يصرف مكافآت ويحضر الجلسات كل ثلاثاء .

والايام الباقية يداوم في الصندوق..

إن صح هذا يفترض على الأقل إيقافه من العمل حتى لا يستغل سلطته ومنصبه في التأثير على سير العدالة..
هل صار الفساد مهابا إلى هذه الدرجة..؟!!

(15)

القيادة العليا تأتي وتشل حق الجبهات.. والله يعلم..
الاهم إنها تخلي سعد يفعل مشتهاه..

(16)

محمد عبدالرب ناجي أستاذي ومثالي وقدوتي..

له فضل كبير ومتميز ومخلص في الأخذ بيدي لأكون ممثلا لهذا الشعب..

لم أجد ما أرد له هذا الجميل إلا أن أمثل هذا الشعب كما يجب..

لازلت على العهد باقي..

هو الأن طريح الفراش في العناية المركزة في مستشفى العلوم والتكنولوجيا..
اتمنى له السلامة ووافر الصحة..

رجل بألف رجل .. والرجال قليل..

(17)

بنفس الروح التي عرفته بها .. الرجل الطيب والنبيل.. رجل الخير محمد عبد الرب ناجي لازال يستبسل في وجه المرض في غرفة العناية المركزة في مستشفى العلوم والتكنولوجيا.. نسأل له الصحة والعافية..

محمد عبد الرب ناجي كان قائدا فذا وأستاذا يستحق الثناء والتقدير.. صرت أحد طلابه وتعلمت منه كيف أكون رجل عملي، وشعلة من النشاط لا تهمد ولا تخمد.. إليه إدين بمعظم نجاحي خلال سنوات عملي معه في عمل الخير وما ظفرت به من نجاح آنذاك..

قليلون هم رؤسائي الذين أحببتهم بصدق، وأحسست أنني أنتمي إليهم وإلى مدارسهم التي عشقتها.. محمد عبد الرب ناجي الذي لديه حكم واجب النفاذ بخصوص تسوية راتبه التقاعدي ولم تنفذه كل السلطات التي تعاقبت على حكم هذه البلد خلال أكثر من خمسة عشر عام ماضية..

ناجي صار قدوتي وملهمي وجزء من ذاكرتي التي ألوذ إليها واستعين بها كلما أدركني الوهن.. لازال صوته يرن في مسامعي وهو يقول “نشتي عمل.. نشتي عمل”.. شهادة صادقة لم تستطع الأيام وتقادم السينين وتبدل الظروف أن تنتقص منها، رغم ما اعترى الأيام من التبدلات والتغيّرات وحتى الانقلابات..

(18)

حاولت أن أسدي لمحمد عبد الرب ناجي في عهد “الأنصار” خدمة في حقوق تقاعده المغتصبة هو و زملائه، والمدعومة بأحكام نهائية، واجبة النفاذ، ولكن الأنصار أكثر من خيبوا الآمال.. من السيء أن يرحل المرء مظلوما دون عدل أو إنصاف، ونفشل في مساعدته، ونعجز عن أن نسدي له يد عون أو رد جميل وعرفان..

زر الذهاب إلى الأعلى