خلافات بين الخبيرين الروسيين والفريق الفني اليمني بشان نتائج سقوط طائرة السخواي
يمنات – الشارع
اكد لـ"الشارع" مصدر عسكري رفيع في القوات الجوية وجود خلافات داخل لجنة التحقيق اليمنية / الروسية بشان سقوط طائرة السوخوي في العاصمة صنعاء ، في 19 فبراير الماضي ، وادت الى مقتل طيارها ، ونحو 12 مدنيا واصابة نحو 14 اخرين.
واوضح اليمنيين والخبيرين العسكريين المنتمين لروسيا البيضاء المصنعة للطائرة السوخوي والذين وصلا اليمن قبل 8 ايام للمشاركة في التحقيقات حول اسباب سقوط الطائرة.
وافاد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه : كونه غير مخول بالحديث في هذا الموضوع ، ان الخبيرين العسكريين الروسيين تحفظا ، في محضر التوقيع على التقرير ، على سبب سقوط الطائرة .
وقال المصدر ان الضباط اليمنيين يؤكدون ان فيديو التصوير الموجود في الصندوق الاسود ، الذي تم انتشاله من بين حطام الطائرة . اظهر ان سبب سقوط الطائرة هو خلل فني في مؤخرتها ، وتحديدا في قلابيها "الدفات"، فيما يرفض الخبيران الروسيان ذلك ، ويحاولان ارجاع السبب الى الطيار.
واكد المصدر ان الخلاف مازال مستمرا بشان ذلك ، دون ان تحدد قيادة القوات الجوية ، او الحكومة اليمنية ، الخطوات التي ستتخذها حيال هذا الموقف.
وارجع المصدر سبب تحفظ الخبيرين العسكريين الى خشيتها من التعويضات المترتبة على الشركة المصنعة التي يمثلانها في حال تأكد ان سبب السقوط هو "خلل فني" حيث سيكون من حق اليمن مطالبة الشركة بتعويضات عن الطائرة والقتلى والجرحى وبقية الخسائر التي سببها حادث السقوط ، وتوقع المصدر ان تعقد قيادة القوات الجوية مؤتمرا صحفيا لإعلان نتائج التحقيقات بشان سقوط الطائرة غير ان قيادة القوات الجوية لم تؤكد ذلك بشكل رسمي.
واكد المصدر ان التحقيقات التي شارك فيها فريق من القوات الجوية مكون من ضباط مختصين ، وفريق من وزارة الدفاع اليمنية ، تؤكد على ان سبب سقوط الطائرة هو "خلل فني" مشيرا الى ان تقرير اللجنة رجح ان يكون "القلاب الايسر للطائرة هو الذي ينفتح، وادى الى ميلان الطائرة 180 درجة الى اليسار وسقوطها لأن الطيار لم يتمكن من السيطرة عليها؛ اذ كان ارتفاعها منخفضا (480 مترا) وسرعتها بطيئة لأنها كانت على وشك الهبوط".
واكد المصدر ان التقرير يحمل الشركة المصنعة مسؤولية السقوط بعد نحو اسبوع من تحميل قيادة القوات الجوية قائد الطائرة مسؤولية السقوط.
وتولت اللجنة التحقيق في ملابسات حادث سقوط الطائرة مستعينة بالصندوق الاسود وفحص حطام الطائرة.
وافاد المصدر:" التقرير أكد ان الطائرة كانت علو منخفض (480 مترا)، وسرعتها كانت بطيئة ، لأنها كانت عل وشك الهبوط ، وهو الامر الذي صعب على الطيار السيطرة عليها ، عندما فتح قلابيها(للطائرة قلاب ايمن وآخر ايسر ينفتحان عند الاقلاع والهبوط) تمهيدا للهبوط ، فانفتح واحد فيما الثاني لم ينفتح ما ادى الى سقوطها".
و"الخلل الفني " طبقا للمصادر يحمل "الشركة الروسية المصنعة مسؤولية الخلل الفني سيما وانه تم ، قبل نحو 5 اشهر ، تجديد الطائرة التي سقطت وصيانتها واعادة تجديدها من قبل مصنع الشركة المصنعة في روسيا . وما زالت الطائرة تحت الضمان لأنه لم يكن قد مضى عليها في الطيران ، منذ اعادة تجديدها، سوى نحو 46 ساعة فقط لا غير، ما يعني انها مازالت تحت الضمانة".
وكان مصدر عسكري آخر في القوات الجوية قال لـ"الشارع" الاحد الماضي ان اعادة اعمار الطائرة يتم عبر تفكيكها ووضعها في صناديق ، وارسالها الى الشركة المصنعة ؛ حيث يجري استبدال محركاتها والقطع التي اصبحت خارج الخدمة ، ثم تعاد بصناديق الى اليمن مع خبراء من الشركة المصنعة يقومون بتركيبها وينفذون بها اولى عمليات الطيران".
واضاف المصدر:" الضمانات تختلف فهناك ضمانات تتراوح بين 1200 و 2000 ساعة طيران ، واحيانا تكون مدة الضمانة عاما كاملا ".
واوضح المصدر انه تم اعادة تأهيل طائرة السوخواي عبر شركة وسيطة تعاقدت معها وزارة الدفاع للقيام بالمهمة ، مشيرا الى ان اسم هذه الشركة "لتس . سبتس . اكسبورت"، ومقرها مدينة ريغا، عاصمة جمهورية لاتفيا، التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي عام 1991م ، وتقع في منطقة بحر البلطيق في اوروبا الشمالية .
وذكر المصدر ان المصنع الذي تم فيه اعادة تأهيل طائرة السوخواي التي سقطت يقع في عاصمة روسيا البيضاء.
وكانت هذه الطائرة سقطت ظهر الثلاثاء الموافق 19 فبراير في "حي الزراعة" بالعاصمة صنعاء ملحقة اضرارا بأربعة منازل .
وفي 23 فبراير الماضي ، اعلنت قيادة القوات الجوية بشكل مفاجئ خلال زيارة مفاجئة قام بها اليها رئيس الجمهورية ، عبد ربه منصور هادي ، ان الطيار هو سبب سقوط الطائرة.
وقالت وسائل الاعلام الرسمية ان الرئيس هادي استمع ، خلال زيارته تلك ،" من قائد القوات الجوية والدفاع الجوي ، اللواء طيار ركن راشد ناصر الجند ، وعدد من القادة المتخصصين ، الى ايضاحات بيانية حول الحادث وطبيعة الجاهزية دائما وملابسات وقوعه وبيان فحص الصندوق الاسود الذي اكد وقوع خطأ فني فادح ، تسبب به الشهيد الطيار ، ادى الى سقوط الطائرة المفاجئ".
واضافت :" وتطرقوا في احاديثهم الى طبيعة الفحص الدائم واستعدادات الطواقم"، مشيرين الى ان "هناك طاقما فنيا لكل طائرة ولا يسمح لها بالإقلاع الا بعد ذلك الفحص كما ويتم (قضاء) مئات الساعات من اجل التدريب والتأهيل وبحسب ما هو محدد علميا واكاديميا".