أخبار وتقارير

ابنة المختفي قسرا علي قناف زهرة صرخت في مؤتمر الحوار: أين أبي؟!

يمنات – متابعات

تبدي سميرة علي قناف زهرة, عضو مؤتمرا لحوار الوطني, تفاؤلا بالمؤتمر قائلة: "سعدت سعادة غامرة حين سمعت بخبر أنه سيكون هناك مؤتمر يناقش قضايا اليمنيين كافة دون سقوف أو خطوط حمراء, فحرصت على أن أكون من أوائل من قدموا طلبات الالتحاق بالمؤتمر, وبفضل الله حصلت على الفرصة".

سميرة هي ابنه الرائد علي قناف زهرة, قائد المدرعات, الذي اختفى قسرا في اليمن في 11 أكتوبر 1977م بعد ساعتين من مؤامرة اغتيال رفيقه الشهيد أبراهيم الحمدي, رئيس الجمهورية آنذاك, فقد تم استدعاؤه الى القيادة العامة قبل أن يعلم بالمؤامرة ولم يظهر منذ تلك اللحظة.

تقول سميرة, عضو فريق العدالة الانتقالية- مجموعة المختفين قسرا: "مؤتمر الحوار كان بمثابة الفرصة التاريخية لكل الأفراد والأسر التي مورس بحقها القمع والانتهاك لسنين طويلة ولم تجد منبرا حتى لتوصل مظلوميتها أو لتصرخ, على وجه التحديد أسر المختفين قسراً", مضيفة: "أنا اليوم أصرخ: أين علي قناف زهرة؟ أين آلاف المختفين قسراً؟!".

حين تحدثك سميرة عن والدها, الذي لا تتذكر سوى صورته, تتحدث بإباء واعتزاز, رغم مرور أكثر من 35 سنة من الألم والأوجاع مع أسرة لم تعرف بعد هل فارق عائلها الحياة أم ما زال علة قيدها, فتقول: "شرف عظيم أن والدي كان ممن ساهموا في الحركة التصحيحية 13 يونيو, تلك الحركة التي استطاعت بقيادة الشهيد الحمدي أن تغير الحكم دون إراقة قطره دم واحدة, وأن تسجل أنصع الأمثلة في تحقيق الإنجازات المتعددة, والمضي باليمن قدما ً خلال فترة لم تتجاوز بصدق, الثلاث سنوات".

وتضيف: "الحمدي أحب اليمن وشعبه بصدق, فبادلته اليمن ذلك الحب, والتف الجميع من حوله, وحقق إنجازات عظيمة لا توال راسخة في عقولهم ولا يزال هو زعيما في قلوبهم, هو ورفاقه. حتى اللحظة, رغم محاولات مستمرة لطمس تلك الفترة بكافة تفاصيلها محاولات استمرت 33 عاما؛ ولكنها باءت بالفشل".

وتعتبر سميرة أن "الحمدي ورفاقه يشاركون في المؤتمر بفاعلية, فجميعهم حاضرون كأمثلة يستفاد منها يذكرها المؤتمرون باستمرار في عدد من القضايا, في الحكم الرشيد او تعزيز المدنية أو توحيد الجيش وهيبة الدولة العدل المساواة وإلغاء التعصب والمناطقية وغيرها من القضايا".

وفيما يخص الثورة الشبابية, تتحدث سميرة عن الثورة باعتبارها المنجز الذي صنعه الشباب والشعب كافة, والذي يجب أن يكون نقطة التحول غي التاريخ اليمني وبدء مرحلة جديدة لبناء الدولة اليمنية الخالية من عقد الماضي وأخطائه.

وتضيف: "يؤسفني أن يكون هناك حالات ما بعد الثورة لأشخاص مختفين قسرا كان يجب ان نكرمهم ونصنع لهم تماثيل لنضالاتهم" مطالبة في ذات الوقت أي شخص أو أسرة بتسجيل أي اختفاء قسري أحد أفرادها, كون "اللجنة القائمة على هذا الأمر لن تتواني للحظة عن إيصال اصواتهم ومتابعة قضاياهم".

وفيما تعبر سميرة عن اعتزازها بوالدها؛ تفخر بوالدتها أيضا, تلك المرأة التي تصفها بالمناضلة والتي قامت بتربية 7 أبناء (ولد وست بنات) كان أكبرهم 9 سنوات وأصغرهم 3 حين اختفى والدهم, وتعتذر بأنها رجعت بذاكرتها من خلال مشاركتها في المؤتمر والحديث المتكرر عن والدها والمختفين قسرا لمرحلة ما بعد عام 77 أي ما بعد الاختفاء.

تتابع: "تملك والدتي من الإيمان والعقل والحكمة ما مكننا من المضي قدما في الحياة رغم المعاناة" مثنية في ذات الوقت على أخيها الأكبر الذي يعد بمثابة والدها وبقية أخواتها.

تختتم سميرة حديثها بقولها: "على كافة اليمنيين أن يغتنموا فرصة قد لا تتكرر, تمثلت في انعقاد مؤتمر جمع كافة التناقضات والأطراف التي اختلفت كثيرا, وعلى جميع الفئات المجتمعية من خارج المؤتمر أن توصل صوتها وتقدم مظلوميتها ورؤاها وتكون الجهة الرقابية على كافة نتائج المؤتمر وتساهم في نباء اليمن الجديد الذي يجب أن يسوده العدل والمساواة".

زر الذهاب إلى الأعلى