أخبار وتقارير

خلاف بين هادي وباسندوة بدعم سعودي

المستقلة خاص ليمنات

في عام 1990 قامت المملكة العربية السعودية بإصدار قرار يفرض على العمالة اليمنية  الحصول على الاقامة والكفالة وذلك بعد غضبها من علي عبد الله صالح الذي وقف في صف صدام حسين عند غزوه للكويت، وقد تسبب ذلك القرار في عودة مئات الآلاف من اليمنيين إلى بلادهم وانضموا إلى رصيف البطالة .. واليوم السعودية لم تجد في الرئيس عبده ربه هادي الشخصية التي توافق أهواءها وتنفذ إملاءاتها، وحسب مصادر مختلفة فإن الرئيس هادي رفض المصادقة النهائية على ملحقات اتفاقيات الحدود بين البلدين بحجة أنه رئيس انتقالي كما أشار بتصريحات ضمنية أن اليمن ستقوم باستخراج الثروات النفطية في المناطق الحدودية.

وبناء على هذه المواقف التي استوحت المملكة منها أن هادي لن يكون أداة طيعة لأوامرها فقد بدأت باستغلال نقاط الضعف التي تمتلكها ضد هادي أو غيره من رؤساء اليمن الخارجين عن طاعتها، حيث قامت بتعديل قانون العمل السعودي وهذا التعديل سيؤدي إلى نتائج كارثية للعمالة اليمنية في السعودية .. كما قامت السعودية برفع وتيرة العمل في جدار الفصل العنصري ولم تكتف بذلك بل لجأت إلى دعم خصوم هادي وبناء جبهة عريضة لمقاومة طموحاته واضعافه، واخطرها ماذكره موقع المساء برس من أن السعودية قدمت دعماً مالياً كبيراً للرئيس السابق علي عبد الله صالح وبالتنسيق مع دولة الامارات وقد برز إلى جانب الدعم المادي دعم معنوي تجلى في الاستقبال المهيب لعلي عبد الله صالح أثناء زيارته الأخيرة للسعودية ..

ولزيادة الضغط على هادي فإن السعودية عملت في الأونة الأخيرة على تقريب وجهات النظر بين صالح وعلي محسن وتسعى جاهدة إلى عقد لقاء مصالحة واعادة العلاقة بينهما.

وتشير التقارير أن زيارة علي محسن للسعودية تأتي ضمن هذه الخطة .. وفي ذات السياق تتحرك السعودية بكل  قوتها مستخدمة كل أدواتها لتربية هادي ومنها استخدام نفوذها على مراكز القوى التي بدأت تصرح بأنها لا ترغب بالتجديد لهادي أو التمديد له وهذه القوى ونتيجة تحالفها مع السعودية فإنها تقوم بتنفذ ما تأمر به ويرىمراقبون أن الخلافات القائمة بين هادي وباسندوة تأتي ضمن هذه الاستراتيجيات السعودية وهي الخلافات التي لم تعد خافية على أحد وقد شكا الرئيس هادي مراراً من ضعف الحكومة واتهم وزراء فيها بالعمل لصالح أحزاب وجهات.

كما أن وسائل اعلامية تناقلت خبر قيام هادي بتقديم ملف لمبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر يتضمن مخالفات مالية، وفساداً وتلاعباً بالموازنة العامة واتهم الرئيس هادي حكومة باسندوة بأنها السبب في تدهور الوضع الاقتصادي نتيجة ضعف أدواتها وعجزها عن القيام بمعالجات فعالة بالاضافة إلى فساد بعض وزرائها وانقياد البعض الآخر لأحزابهم.

كما يرى هادي أن باسندوة في جيب الشيخ حميد الأحمر وتابع له ولا تمر شاردة أو واردة إلاّ ويطلع عليها حميد عبر باسندوة وفي المقابل فإن باسندوة يشن حملة عاصفة ضد هادي ويصفه بأنه يتعامل بنفس عقلية النظام السابق، وأنه يصدر التعيينات والأوامر دون الرجوع إليه وأنه لا يعرف كثيراً من القرارات إلا من خلال وسائل الاعلام، ويتهم باسندوة الرئيس هادي بأنه يسعى إلى تهميشه وتهميش حكومته وأن أولاد هادي يتدخلون في ادارة شؤون حكومته وأنه قد نصحه بتغيير هذا السلوك لكنه لم يفعل.

ومما يصرح به باسندوة أن هادي يرفض قراراته ولا يصادق عليها إلاّ بعد أن تمر عبر أبنائه.

ويشير المراقبون أن حملة باسندوة تأتي ضمن خطة تدعمها السعودية لتهيئة رئيس جديد يكون بدلاً عن هادي يتم انتخابه في العام القادم أو التوافق عليه إذا تعثرت اجراءات الانتخابات، كما أن هناك من يرى أن السعودية تسعى إلى جعل الأوضاع تتدهور أكثر فتقوم بفرض رئيس من القوى التقليدية الموالية لها بحجة أن البلاد محتاجة إلى رئيس منقذ وليس ضرورياً أن يكون من الجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى