أخبار وتقارير

تفاصيل جديدة عن مواجهات كرش بين محتجين وقوات الجيش

يمنات – الشارع

أصيب 6 أشخاص بالرصاص الحي, بينهم جنديان, في اشتباكات بالأيدي, في مصادمات وقعت قبل ظهر أمس بين مشيعين محتجين, وجنود موقع عسكري, تابع لقوات الجيش ويتمركز في منطقة "حبيل أوربا" في "كرش" التابعة لمحافظة لحج.

وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات وقعت بين جنود النقطة العسكرية التابعة للواء لبوزة, ومسلحين كانوا ضمن موكب تشييع الشاب بلال مليط, الذي قتل منتصف الشهر الجاري, برصاصة أطلقها عليه أحد جنود النقطة ذاتها.

وذكرت المعلومات أن المشيعين قدموا بجثمان "مليط" من ثلاجة "مستشفى ابن خلدون" من مدينة الحوطة, عاصمة المحافظة, في طريقهم الى "كرش" لدفنه في مسقط رأسه هناك, غير أن حالة من التوتر حدثت عند وصولهم الى هذه النقطة العسكرية, تطورت الى مشادات واشتباكات مع الجنود.

وتبادل الطرفان الاتهامات؛ فبينما قال المشيعون أن جنود النقطة العسكرية بدؤوا بإطلاق الرصاص عليهم؛ نفى مصدر أمني ذلك, وقال إن المسلحين هم من حاولوا اقتحام النقطة.

وأفاد عدد من المشيعين أن الجنود باشروا بإطلاق النار صوب موكب التشييع, عند وصولهم الى النقطة, وتحديداً بالقرب من "مدرسة قُميح" ما أدى الى إصابة أحد شباب "كرش" وهو من أقرباء بلال مليط, الأمر الذي أثار عددا من المشيعين فردوا على الجنود واشتبكوا معهم, ما أدى الى إصابة 3 آخرين بالرصاص الذي أطلقه الجنود, كما أصيب 4 من المشيعين في اشتباكات بالأيدي وقعت بين الجانبين.

وذكر هؤلاء أن المسلحين اقتحموا الموقع العسكري المطل على النقطة العسكرية, وأحرقوا "دشمها" واتهموا الجنود بإطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر نحو المشيعين من الأسلحة الشخصية, ومعدلات "الدوشكا" إضافة الى مصفحة عسكرية كانت متمركزة في الموقع العسكري.

وأفاد عدد من المشاركين في التشييع أن الجنود غادروا المكان على متن المصفحة العسكرية وطقم عسكري, مشيرين الى أن المشيعين هم من سمحوا لهم بالفرار.

وقال هؤلاء إن ألسنة اللهب تصاعدت في السماء جراء إحراق "دشم" وخيم الموقع العسكري, فيما واصل المشيعون طريقهم نحو مسقط رأس مليط, ليجدوا نقطة عسكرية أخرى أحرقوا علم الجمهورية اليمنية الذي كان في مقدمتها, واستبدلوه بعلم "جمهورية اليمن الديمقراطية" وسط ترديد هتافات مطالبة بـ"الانفصال" وتجنب جنود النقطة الرد عليهم.

وقال لـ"الشارع" مصدر أمني رفيع في محافظة لحج إن اثنين من جنود النقطة العسكرية أصيبا بالرصاص في الاشتباكات مع المسلحين, التي أفاد أن اثنين من المشيعين أصيبا فيها, إضافة الى إصابة شخص خامس كان ماراً قرب النقطة خلال اندلاع الاشتباكات".

وقال المصدر: "حصلت المواجهات بين الجانبين بسبب طرف ثالث, لم تتوفر المعلومات عن بقية الإصابات في صفوف المسلحين والموضع الآن متأزم, وهناك جهود تبدل من قبل قيادة المحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة, مع عدد من الوجهاء والأعيان في المنطقة لاحتواء الموقف, وتجدد المواجهات بين الجانبين".

وفيما أشار هذا المصدر الى أن المشيعين يقولون إن الجنود هم من بدؤوا بإطلاق النار؛ قال مصدر أمني ثان للصحفية إن المشيعين هم من بدؤوا بإطلاق النار وحاولوا اقتحام النقطة العسكرية.

وقال شهود عيان للصحيفة إن عددا من المشيعين اندفعوا, عندما وصلوا الى هذه النقطة العسكرية, التي تقع على الطريق الرئيسي, الذي يربط محافظة تعز بمحافظتي لحج وعدن, برمي الجنود بالحجارة. غير أن هؤلاء ردوا عليهم بإطلاق الرصاص الحي, وهو الأمر الذي دفع مسلحين كانوا في موكب التشييع للرد على الجنود بالرصاص, فاشتدت المواجهات وانتهت باقتحام الثكنة العسكرية, وإحراق خيامهم.

وواصل المشيعون عملية تشييع بلال مليط, ووصلوا الى "مدرسة البدو الرحل" (سابقا) حيث صلوا عليه هناك, بعد صلاة الجمعة, داخل هذه المدرسة, ثم انطلقوا لدفنه.

وقالت المعلومات إن مسلحين قبليين توافدوا الى المنطقة بعد الاشتباكات مع جنود النقطة العسكرية, ولا يزال الوضع متوتراً هناك, ويطالب أهالي المنطقة بضرورة رفع النقاط العسكرية الموجودة في المنطقة, وإخلاء المواقع العسكرية المتمركزة في عدد التلال والمرتفعات.

وحصلت "الشارع" على أسماء عدد من جرحى المشيعين, أربعة منعهم أصيبوا بالرصاص, هم: عبد الكافي محمد عبده الصبيحي (إصابة في الكتف والفخذ), محمد مرشد ناصر (إصابة في الكتف), وحيد سالم خضر (إصابة في الكتف), إبراهيم محمد محسن (إصابة في الرجل), هشام محمد صالح (طلق ناري), أحمد مهدي علي سعيد (طلق ناري في الرجل), عبدالله البتيتي (رصاصتان في اليد والرجل), ومحمد جميل (طلق ناري). وطبقاً لمصادر محلية؛ فقد تم إسعاف الجرحى الى مستشفيات في مدينتي الوهط وعدن.

وكان بلال مليط (17 عاما) قتل مساء 15 يونيو الجاري, برصاصة أطلقها عليه أحد جنود هذه النقطة العسكرية, عندما كان على متن دراجة نارية في طريقه الى منزل أسرته.

وانطلق موكب تشييعه في العاشرة من صباح أمس الجمعة, من "مستشفى ابن خلدون" بلحج, ورفع المشيعون أعلام "جمهورية اليمن الديمقراطية" وصور مليط, الذي كان أحد شباب الحراك الجنوبي.

وتوجه موكب التشييع, بعدد من السيارات, صوب منطقة كرش مسقط رأس مليط, حيث تم دفن جثمانه هناك في "مقبرة منطقة المزة".

على صعيد متصل؛ تسلمت, قبل مغرب أمس, قيادة المنطقة العسكرية جنديين كان قد تم اختطافهما, الأربعاء الماضي, من قبل مسلحين ينتمون الى "منطقة كرش", على خلفية مقتل بلال مليط برصاصة أطلقها احد جنود النقطة العسكرية التابعة للواء.

وقال للصحيفة مصدر أمني رفيع المستوى أنه تم إطلاق سراح الجنديين بجهود بذلتها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة, وقيادة المحافظة, ومدير أمن المحافظة, وشخصيات قبلية في المنطقة, تم فيها الالتزام بتسليم الجندي المتهم بإطلاق النار على القتيل "مليط".

وأوضح مصدر أمني رفيع المستوى في لحج أن قيادة السلطة المحلية في المحافظة حصلت على وعود من قبل قيادة اللواء بتسليم الجندي, المتهم بالقضية, الى الجهات المعنية.

زر الذهاب إلى الأعلى