تحليلات

الزنداني يكشف عن موقف حزبه الحقيقي من الدولة المدنية ويستغل بعض القضايا للظهور الاعلامي

يمنات – البلاغ

جاء البيان الصادر عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني ليؤكد رأي وموقف الإصلاح الحقيقي من قضية بناء الدولة..

فالزنداني لم يُخف رأيه الذي بالتأكيد هو رأي حزب الإصلاح عندما عبر عن موقفه بأنه ضد الدولة المدنية الديمقراطية, وأنه يطالب بدولة دينية وفقاً للشريعة طبعا هذا أثناء الزخم الثوري, في الوقت الذي كانت قيادات حزب الإصلاح تضلل الناس بأنها مع الدولة المدنية وتخرج في مسيرات مؤيدة لمطالب شباب الثورة بإقامة دولة مدنية ديمقراطية, ليتم انتقاد الزنداني بأنه يسعى الى شق صف الثورة عبر مطالبته بتبني الدولة الدينية, في حين أنه كان يعبر عن رأي حزب الإصلاح, وهو الأمر الذي تم تأكيده من خلال محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح الذي قال بأنهم ضد الدولة المدنية!! واعتبرها فاشلة.

اليوم يخرج الزنداني برأي لكنه في حقيقة الأمر رأي وموقف حزب الإصلاح الذي يغالط ويضلل الناس بأنه مع المدنية ومع دولة مدنية.

الزنداني عندما يخرج ببيان أو بفتوى هو لا يعبر عن رأيه فقط, لكنه يوضح موقف الإصلاح الحقيقي من هذه القضية أو تلك, وهو أصرح الإصلاحيين وأشجعهم؛ لأنه يقول ويعبر عن موقف الإصلاح.

لكن ما الفائدة من ظهور الزنداني في هذا الوقت بالتحديد؟ فالرجل الذي يقتنص الفرصة المناسبة للظهور, هو ذكي, لكنه في بعض الأحيان يكون غبياً عندما يحشر نفسه في قضايا خلافية يمكن حلها ومعالجتها عبر التوافق.

ظهور الزنداني بهذا التوقيت فيه نوع من الذكاء, فالرجل مولع بحب الظهور, خاصة في الظروف التي يكون فيها حزبه في مأزق سياسي, فالإصلاح والنظام مطالب بالاعتذار للجنوب ولصعدة, وأعضاء مؤتمر الحوار يطالبون الزنداني والديلمي بإلغاء الفتاوى التكفيرية.

الأمر الثاني أن جماعة الإخوان المسلمين تعيش حالة نفسية سيئة بعد خروج الأب الروحي لهم من السلطة في مصر, ويخشى الإصلاح في اليمن من حركة تمرد التي بدأت بالعمل على إسقاط الحكومة من خلال جمع تواقيع استعدادا لساعة الصفر, فكان لا بد من قطع الطريق على حركة تمرد وجبهة الإنقاذ وأنصار الله وإنشاء مجموعة معارضة قوية, أوكلت المهمة الى المتشدد عبد المجيد الزنداني الذي قال صراحة بأنه قد يلجأ الى المهرجانات والوقفات الاجتماعية والمسيرات, هذا لن يكون إلا بعد العيد, وهو الوقت الذي تستعد فيها حركة تمرد وجبهة الإنقاذ وأنصار الله بدء فعاليات لإسقاط الحكومة التي يشكل فيها الإخوان بسبعة وزراء, وهو ما تخشاه قيادات الإصلاح التي أوكلت مهمة الحفاظ على التناغم الحاصل حتى تتم السيطرة على كل مفاصل الدولة للزنداني.

الأهم أن الزنداني قادم على لعب دور جديد بتنسيق مع حزبه, الهدف منه- ليس كما يقول- تطبيق الشريعة؛ لأنه يعرف أن اليمن متعددة المذاهب ولا يمكن فرض مذهب على الآخرين, ولكن الهدف منه هو الحفاظ على ما تحقق للإصلاح حتى تتسنى لهم السيطرة على الدولة.

وهو الأمر الذي أكده الأستاذ علي الزنم- رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر بإب- رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر بإب – حين قال بأن دور الزنداني معروف ومتوقع له, لكنه قلل من احتمال تأثيره على مؤتمر الحوار الوطني, مستغرباً من المواقف الصادرة, وحالات الاعتداء التي تحصل بين اعضاء مؤتمر الحوار, وعن فتاوى الزنداني قال " الناس قد عرفوا حقيقة  الإخوان الذين يزايدون باسم الدين وهم بعيد وكل البعد عن الدين. وأضاف: كنا نتوقع ظهور الزنداني, خاصة عند مناقشة تلك المواد؛ لأنه يعتبر نفسه حامي الإسلام في اليمن, وهو عكس ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى