فضاء حر

ابتعدوا عن التلفزيون واتجهوا لقراءة التقارير والتحليلات عن سوريا

يمنات

لأننا نتعامل بعاطفة ونجيد الصراخ فقط دون إدراك لمخطط يمرر بهدوء حذر , لأننا لا نجيد قراءة الفعل بتجرد وبوعي قادر على النظر لما هو أبعد , الكثير يتأثر بصورة الدم الذي يسفك الآن ولا يتأمل إلى أين يقود هذا الفعل وهل بمجرد سقوط بشار سيصان الدم..؟

تأملوا دفاع روسيا والصين وإيران عن سوريا وفي المقابل دور أمريكا والسعودية وقطر … هل هذا حدث إرتجالي عاطفي فقط ؟

لنعتبر أن الوعي لم يصل إلى مرحلة التأمل والاستنتاج وهذا الأغلب لكن هل سنعجز عن المقارنة بتجارب سابقة .. ماذا حدث بالعراق وكيف كانت كل وسائل الإعلام تروج لسقوط صدام بأنه سقوط لعقود من الظلم .. هل ذهب الظلم مع ذهاب صدام ..؟؟ ولماذا عاد البعض الآن للتباكي عليه ..؟ هل حققت ليبيا ثورتها وأستعادت بناء وطنها ..؟؟ سيقول البعض كل ذلك يهون في سبيل الحرية .. عن أي حرية سنتحدث عندما تأتي الطائرات الأمريكية لتدك كل البنى التحتية في الوطن وتسلبك ثورتك التي خرجت للمطالبة بأن يكون لك نصيباً فيها .

عن أي حرية سنتحدث عندما يكون السفير الأمريكي هو من يتحكم بصناعة القرار ..؟؟ عندما يكون المال الخليجي من يصنع المستقبل للوطن .. بعد أن عجز عن صناعة أي فكرة للدولة في وطنه , وأصبحت ثروات الخليج معظمها تستثمر لبناء وتعمير بلدان أوروبا وأمريكا بينما تفتقد شعوبها لتأمين مستقبلها بصناعات تنافس بها أمام أوروبا وأمريكا , إذ ليس من مصلحة الخليج كله أن توجد دولة عربية مجاورة لديها القدرة على التصنيع والتطور كما صنعت العراق سابقاً وسوريا حالياً .

لكل متضامن ومتأثر لما يحدث للشعب السوري , إذا كنت تهتم لما يحدث هناك حاول أن تتخلص من المؤثرات التي تحجب عنك قدرتك على التمييز , جرب أن تبتعد لمدة اسبوع عن التلفزيون واتجه لقراءة التقارير والتحليلات التي تحاول معرفة ما يحدث في سوريا , اقرأ كل شيء ومن كل التيارات , ومن كل الإتجاهات , بعدها انظر مايدور في الخلف .

تنويه : كلامي أعلاه ليس دفاعاً عن بشار ولا نظامه بقدر ما هو تجنب الوقوع في ذات المأساة التي عشناها بعد سقوط العراق , وعودة الإستعمار إلى ليبيا , كما أعترف بأن كل هذا الذي يحصل الآن هو بسبب الديكتاتورية التي يمارسها الحكام تجاه شعوبهم , لكن الذي يقول أن الديكتاتورية ستغرب مع غروب هذه الأنظمة بهذه الطريقة معناه أنه لم يقرأ التاريخ جيداً.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى