المغادرون من الحدود اليمنية على وجه الدقة من يتمثلون متطلبات شكلية وأصبحوا بسوء فهم ظنا رائجا يمكن وصفهم بالنخب السياسية والثقافية والاعلامية والحقوقية الكوزموبوليتانيين ، الذين يمتطون وسائل النقل الدولي عابر الحدود القومية متنقلين بين القارات ، أنهم يحققون المرتبطية المعقدة التي تعتبر اساس اختراق العولمة لجهاتنا المحلية وليتهم كانوا كذلك كي نحفل بوسيط ينقل لهم احساس مريب يدب في جهاتنا ، أنهم ينتقلون بقدر ثقافي مادي : الجنز ، وبدلات إنجليزية مع ربطة عنق انيقة ، وحذاء إيطالي فاخر ، وتلفون حديث ، وﻻ ننسى أنهم يعتنون ببطونهم في مطاعم النهار والليل ممتدين من حدودنا العربية الى قطب أوروبا. لكن انظروا الى ما تنتج هذه المجانسة الخادعة كيف يتكلمون وهم يعبرون الموﻻت وكبرى اسواق عربية و أوروبية ، ثم كيف يعودون ليصبحوا ما هم عليه في شاشات الفضائيات من سطحية وسقوط أخلاقي وانبطاح ، يخطر في بالنا سؤال كيف أنهم استطاعوا الرأسمالية المشوهة شعار لجوﻻتهم التكسبية والإثرائية على حساب الجثث الموزعة في الجهات اليمينية العزيزة ؟ يناموا في فنادق النجوم بأسرة مريحة بينما يدثر ذوي الضحايا بالكفن أبنائهم دون إرفاق وصية تقلب مضاجع الآمهم ذات الشمال وذات اليمين ، انظروا الى ضحكتهم المنمقة في الشاشات والسلفي المنشور على صفحاتهم الإلكترونية وقارنوها بذلك الحزن الضغين في اعماق هرمة فقد عزيزها. ترف يزيح جانبا صورة عامة اليمنيين الغارقين في الدم والحصار والجوع، وفي غمرة هذا التصور التحريض من الكوزموبوليتانيين اليمنيين مازال مستمر وبعضهم “بلهاء الجنة ” كما يحلوا للكاتب الكبير محمد ناجي وصفهم يتعللوا بأسباب بلهاء أيضا ! العجب أن الكوزموبوليتاني على قدر معرفي مجانس للأخلاق ومنتظم بها ، بينما هؤﻻء عراة ﻻ يملكون هذا الانتقال اللازم لحل معظلة الكوننة في صورها الأولية..
أشعر بالغبن علينا وقد صفقنا مرارا ورفعنا صورهم حينما شددوا على اليمن واليمنيين، لحظة كنا مخدوعين بحسن النية و بخواء المعرفة ، انهم لا يصلحوا ان يمثلوا حتى انفسهم تجنبا بألا يؤذونها بأفكارهم الوحشية و الانتهازية ، اذا كان من مقترح بشأنهم فالنصيحة ان يذهبوا بهم الى مصحات نفسانية تسبر أخلاقهم ليس الا.