ما وراء تسريب خبر إقالة اللواء علي محسن من عمليات قوات التحالف في الرياض..؟ و من المستفيد من التسريب..؟

يمنات
تناقلت مواقع إخبارية جنوبية، خبرا يشير إلى إعفاء قيادي عسكري يمني موالي للسعودية، من مهامه في غرفة عمليات قوات التحالف التي تقودها السعودية، و تنفذ ضربات جوية في اليمن منذ نهاية مارس/آذار المنصرم.
و يشير الخبر إلى نجاح الرئيس عبد ربه منصور هادي، المقيم في الرياض، في إقناع قيادة مكتب عمليات قوات التحالف، بإعفاء اللواء علي محسن الأحمر من مهامه في مكتب عمليات قوات التحالف.
و نوهت إلى أن عملية إعفاء اللواء الأحمر من مهامه، تم بعد نشوب خلافات حادة بينه و بين هادي، على خلفية ما قالته المواقع بأنها معلومات خاطئة يتم إعطاءها لغرفة عمليات التحالف و التنسيق مع قيادات مشكوك في ولاءها للشرعية في قيادة بعض جبهات القتال في بعض المناطق.
و لفتت إلى أن الرئيس هادي قدم مقترحا لقيادة عمليات التحالف بترشيح اللواء سيف الضالعي للعمل في مكتب عمليات التحالف بدلا من اللواء الأحمر.
و في ذات السياق شكك سياسيون في الخبر المتناقل، معتبرين أنه عملية امتصاص لغضب اليمنيين بشكل عام و الجنوبيين بشكل خاص، جراء تصاعد عمليات استهداف الطيران السعودي للمدنيين في الأسواق و دور العبادة، و التي كان أخرها قصف سوق شعبي في الفيوش و مسجد في الوهط بمحافظة لحج، و سوق في عمران و أخر في مثلث عاهم بحرض حجة.
و أشاروا إلى أن تسريب الخبر، مؤشر على شعور القيادات اليمنية المؤيدة للعاصفة و بالذات الجنوبية، بوجود غضب شعبي عارم على ما تقوم به الطائرات السعودية.
و لفتوا إلى أن تناقل الخبر و عبر بعض المواقع الجنوبية المقربة من هادي، مؤشر على محاولته تهدئة الشارع الجنوبي و إلصاق التهمة باللواء الأحمر، في حين أنه من طلب التدخل السعودي. مشيرين إلى أن اتهام اللواء الأحمر و الجهات المحسوبة عليه في جبهات القتال، بالوقوف خلف تلك الاعتداءات غير مستبعد، خاصة في ظل الخلافات القائمة بين الأطراف اليمنية المؤيدة للعدوان السعودي على اليمن.
و أكدوا أن ذلك يكشف عن عمق الخلافات بين القيادات اليمنية المؤيدة للسعودية و المتواجدة في الرياض و التي تمثل أطراف يمنية عديدة في الداخل بينها الإخوان المسلمين (تجمع الإصلاح) و بعض أحزاب المشترك و قيادات جنوبية.
و كان المهندس حيدر العطاس هاجم اللواء الأحمر في وقت سابق من الشهر الماضي، في لقاء متلفز عبر قناة العربية، و خاطب قيادة قوات التحالف، بأنهم لن يحققوا أي انتصار ما دام اللواء الأحمر متواجد في عملياتها.
و يرى آخرون أن تسريب الخبر، جاء كمحاولة لتحسين وجه السعودية في الداخل اليمني بعد استهداف طائراتها الحربية للمدنيين، منذ بدء العاصفة و تصاعد ضرباتها ضد المدنيين خلال الأيام الأخيرة. مشيرين إلى أن الخبر قد تقف خلفه الاستخبارات السعودية، ما يعني أن النظام السعودي بات يرتب أوراقه في اليمن و يعتمد على حاملات محلية جديدة في الداخل اليمني، بعيدا عن الإخوان المسلمين و اللواء علي محسن الأحمر.
و نوهوا إلى أن السعودية تشعر أن من كانت تعتمد عليهم في الداخل ورطوها في حرب طويلة في اليمن على حساب سمعتها و أمنها الداخلي، دون أن يتمكنوا من الحفاظ على تماسكهم في جبهات القتال التي سقطت معظمها في أيدي مسلحي أنصار الله و الجيش الموالي لهم و للرئيس السابق صالح.
و أعتبر متابعون آخرون أن الخبر مؤشر على تخلي السعودية عن الإخوان و اللواء الأحمر، الذين باتوا يغردون ضمن السرب القطري، و أن أولوياتها القادمة ستكون باتجاه استبدالهم بقيادات جنوبية، و ما تعيين خالد بحاح نائبا للرئيس إلا مؤشر على هذا التوجه.
كما اعتبروا أن الضربة الجوية السعودية لمعسكر العبر، لم تكن عن طريق الخطاء و إنما تأتي في أطار توجهها الجديد نحو الجنوب و التخلص من الجيش الموالي ل”محسن” حتى و إن كان مواليا لما تسمى الشرعية.