المسافة بين الجبن والطحينة وبين عشر السيارات قد تكون نفس المسافة بين القتال بشرف وبين الاغتيال الرخيص

يمنات

غريمنا في الاعتداء الآثم على نبيل سبيع هم الحوثيون أو صالح، هكذا على بلاطة وبدون مواربة.

قالت العرب قديماً:

إذا ضاع شيءٌ بين أم وبنتها

فإحداهما لاشك ذلك آخذه

يقول الحوثيون، إنهم ليس لهم سوابق في الاغتيالات أو محاولاتها.. وهو قول صحيح، لكن ياحوثيين حاولوا التأكد، مافيها شي..

ليس لديكم سوابق، لكني أعرف أن “صنعاء” قد خلطت حابلكم بنابلكم، وصالحكم بطالحكم، ولم تعودوا تلك الجماعة الطهورية التي نشأت في صعدة..

لقد شاهدت عبد الملك الحوثي يتعشى (وكان صائماً ودعاني للعشاء)، “جبن وطحينية” وقليلا من السلطة، وهو يقود جماعة في ذروة السلطة والنفوذ والتمكين..

وبالمقابل شهدت في صنعاء قضية بطلها أحد نافذي الجماعة، ابتلع لوحده عشر سيارات من ممتلكات مشروع تابع لوزارة الزراعة..!

عشر سيارات جديدة بقراطيسها، رفض أن يكتب حتى استلاماً إلا بأربع منها (صورة الاستلام والملف معي)، ثم أخذها إلى المجهول دون أن يرف له جفن!

وعلى هذا قيسوا..

كم المسافة بين الجبن والطحينة وبين عشر سيارات حبة وربع؟!

قد تكون تقريباً نفس المسافة بين القتال بشرف وبين الاغتيال الرخيص!

قد تكونوا أبرياء فعلاً من دم سبيع، لكن أخشى أن تكونوا مغفلين، وتلك أسوأ من لو كنتم متورطين.

————-

بالنسبة لصالح؛ هل فعلها؟ خصوصا بعد انتقادات ساخرة ولاذعة كتبها سبيع عنه مؤخراً؟!

الله أعلم، لكن يا أصحاب صالح برروا على ذمتكم، قد يكون بريئاً، فقط تأكدوا، مافيها شي..

أقول هذا لأن لمسات النظام الأمني لصالح كأنها موجودة في الجريمة ضد نبيل..

النظام الأمني الذي اختطف الخيواني من جوار زملائه واعتدى عليه بالضرب وتكسير أصابعه ثم رميه في مكان خال..

النظام الأمني الذي اختطف المقالح وأخفاه مدري كم شهر..

النظام الأمني الذي اختطف جمال عامر وعذبه..

النظام الأمني الذي تعود عموما الإقدام على مثل هذه الاعتداءات ذات الطابع التأديبي و “التحذيري”..!

—————-

هذه اتهامات خطيرة، أعرف ذلك، وأعرف أنها قد تطيح برأسي، أو تضر بي على مستويات عديدة، ولكني مضطر للجهر بها ( دون استبعاد أطراف أخرى) لأن المسألة تتعلق بدماء بشر أولاً، ودماء يمنية ثانياً، ودماء زملائي وأصدقائي المقربين ثالثاً.

تعبت، وانهد حيل القلب، وأنا أشاهد أصدقائي يتساقطون حولي قتلى أو مشاريع قتلى، من جدبان إلى شرف الدين إلى الخيواني إلى المتوكل إلى نبيل سبيع.. إلى…

وغير الأصدقاء بلدٌ يدمر ومجتمع يتمزق ومستقبل في كف عفريت لا يرحم.

……………،

ولا تقولوا، يا حوثيين ويا مؤتمريين، قد الخبير “سعودي”،

بسبب كلامي هذا.

والله ما يسكتنا عنكم إلا العدوان السعودي، وانحطاط السعودية وحلفاء السعودية، وأيضاً الدماء الطاهرة التي تُبذل دفاعاً عن البلد في وجه هذا العدوان؛ وإلا قد انتم تستاهلوا ثورة كبرى، مش بس انتقادات علنية.

من حائط الكاتب على الفيسبوك