أخبار وتقاريرإختيار المحرر

امريكا وحلفائها يصنعون الفوضى في الدول العربية

يمنات

استمرارا في التنبيه بالدور الامريكي في صناعة التنظيمات المتطرفة والارهابية التي يستخدمها في اتجاهات شتى بدئا من العام 79 وحتى اليوم .. حيث تتزايد مخاطر الدور الامريكي من خلال تحالفاته مع انظمة اقليمية تلعب ادوار مكملة لاجندته السياسية، خاصة وان القوة العظمي التي كانت تجابه امريكا انهارت من الداخل ونقصد المنظومة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفييتي.

و مع وضوح الادلة والبراهين التي تؤيد ما نذهب اليه فان الكثير في منطقتنا لايزالون يرون في التنظيمات المتطرفة والارهابية نتاج طرف ثالث مجول الهوية والصورة وهو ماتريده امريكا التي تجعل من الدين والثقافة الوطنية محفزات لهذه التنظيمات.

و مع انهيار القطب المنافس لامريكا اظهرت الادارة الامريكية توجهها باختراع عدو جديد بلورته افكار هنتيجتون في مقولته صدام الحضارات .. مع العلم ان التدخل الامريكي خارج حدودها كان ولايزال محوري في سياسات شركات تصنيع الاسلحة الامريكية .. فالكارتل الصناعي مع الادارة الامريكية هما وراء نشوب بؤر نزاع في اكثر من مكان في العالم، اضافة الى ادوار المخابرات و قيادات الجيش التي تأخذ دورها الكبير و ميزانيتها الضخمة في اطار استمرار ايهام الامريكيين بمخاطر تهددهم هنا يستمر دافعوا الضرائب بالدفع بسخاء وعدم مناقشة الموازنة العسكرية.

في هذا السياق نشير الى اهم خطاب و تحذير من الدور العسكري الامريكي ومن الكارتل الصناعي الامريكي .. في 17 يناير عام 1961 وجه الرئيس الأمريكي أيزنهاور خطاباً إلي الشعب الأمريكي أسماه خطاب الوداع.

كان هذا آخر خطاب يلقيه كرئيس قبل أن يسلم السلطة إلي الرئيس الجديد جون كينيدي. وقد حذر ايزنهاور في هذا الخطاب من المجمع الصناعي – العسكري و خطورة تحالفه مع الجيش على الديمقراطية الأمريكية، ومما قاله أيزنهاور في هذا الخطاب .. هذا المساء جئت إليكم مودعاً و مستأذنا في الإنصراف، وفي نفس الوقت فإن لدي بعض الهواجس التي أريد أن أفضي بها لكم حتى تشاركوني فيها وتحملوا أمانتها إن رأيتم صوابها…

“علي أن أقول صراحة أن هناك الآن مجموعة صناعية عسكرية مالية سياسية وفكرية تمارس نفوذاً غير مسبوق في التجربة الأمريكية ومع أننا نتفهم الظروف التي أدت لنشأة هذه المجموعة فإننا لابد أن نحذر من وصولها إلي مواقع التأثير المعنوي والسياسي والعملي علي القرار الأمريكي، لأن ذلك خطر شديد علي المجتمع الأمريكي قبل أن يكون خطراً علي غيره..

و من سوء الحظ أن الثورة التكنولوجية التي تتدفق نتائجها على عالمنا اليوم تساعد أطراف هذا المجمع الخطر تزيد من قدراتهم وتمكنهم من السيطرة على برامج الإدارة و مخصصات إنفاقها، خصوصاً أن قوة أموالهم توفر لهم تأثير فادح التكاليف علي مؤسسات الفكر والعلم.

علينا ان نحذّر من اكتساب نفوذ لا سابق له عبر ذلك الإرتباط بين المجمع الصناعي العسكري والقوات المسلحة.

علينا أن لا ندع ذلك الإرتباط للمجمع الصناعي – العسكري بالقوات المسلحة تعرض حريتنا و مسيرتنا الديمقراطية للخطر.

و مع هذا الوضوح في الخطاب السياسي ومع الدلائل الامبيريقية خلال نصف قرن من التدخل الامريكي في شؤون منطقة الشرق الاوسط ووضوح هذا الدور في تعويم المنطقة العربية ببؤر نزاع دائم اهم مظاهرها هدم الدولة الوطنية واعادة رسم الجغرافيا بمنطق سياسي يخدم الاجندة الامريكية.

و هنا لاننسى الاشارة الى انظمة عربية مساندة له بشكل مباشر وغير مباشر وانظمة غير عربية مثل ايران وتركيا واسرائيل .. ناهيك عن الادوار الاوربية المكملة للتدخل الامريكي .. و الاخطر من هذا كله ان تعميم الفوضى في المنطقة العربية وفق محفزات جهوية ومذهبية ناهيك عن استغلال الصراع الاجتماعي بمحدداته الطبقية ومظاهر الفساد مما يترتب عليه تعميم الفوضى الى داخل المجتمعات والدول الحليفة للامريكان وهو امر تظهر ملامحه بين الحين والاخر في شكل مظاهرات وتفجيرات.

الغرب الامريكي والاوربي واعوانه من الانظمة غير الديمقراطية او الجماعات والمليشيات المذهبية جميعهم ينفذون مخطط يخدم اجندة تستهدف الدولة والمجتمع في الشرق الاوسط ولابد من رؤية سياسية وثقافية كاشفة لهذا المسار وخطابه السياسي ناقدة لمنظومته الاجرائية.

مع التدخل الامريكي واشعال بؤر الزاع الاخطر هو دعمها لجماعات مذهبية لتصل الى السلطة لتكون بمثابة مبرر لنزاعات مستمرة تمنح الامريكان وحلفائها مبررات لمزيد من تعميم الفوضى.

و هنا لابد من نضال الشعوب نحو تغيير سياسي يعيد بناء الدولة وفق انظمة وطنية ديمقراطية لامجال معها للمرجعيات المذهبية والجهوية بل مرجعية مدنية لاتقبل ان تكون اداة بيد الغرب ضدا على مصالح الشعوب العربية..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى