فضاء حر

الحوثي قد يحبط مشروع الفيدرالية، ولكن من أجل ماذا؟

يمنات

انسوا إقليم آزال!
لم يعد هذا حلم الحوثي إن كان قد شكل بالأمس حلما له. فقد أصبح إقليمه فعلا بعد سيطرته على صنعاء، وبات الآن يحلم بما هو أكبر.
السيطرة على محافظات ما كان يسمى ب”الجمهورية العربية اليمنية” هو على الأرجح ما يحلم به الحوثي اليوم ويسابق الزمن لتحقيقه.
في خطابه بمناسبة انتصار جماعته في 21 سبتمبر، تحدث عبدالملك الحوثي عن “البيضاء” مثيرا علامات استفهام عديدة حول سبب حديثه عنها. لكن علامات الاستفهام هذه تتبدد شيئا فشيئا بمجرد القاء نظرة على خارطة المناطق التي يعتزم نشر “لجانه الشعبية” فيها أو تلك التي بدأ تحركه فيها فعلا.
في نفس ليلة خطابه، وبالتزامن مع بسط سيطرته على العاصمة صنعاء بواسطة “لجانه الشعبية” وبحجة “حفظ الأمن”، بدأ الخطاب الاعلامي للحوثي الحديث عن ضرورة نشر لجان شعبية مماثلة في تعز بحجة “حفظ الأمن” فيها. وما بين ذمار وتعز، ستدخل إب تحت سيطرته تلقائيا.
بعد سيطرته على صنعاء، اتجه الحوثي غربا صوب الحديدة حيث يعتزم نشر “لجانه الشعبية” على امتداد الساحل الغربي من مضيق باب المندب الى المخا وصولا الى ميدي بمحافظة حجة الواقعة تحت سيطرته أصلا.
و بالتزامن مع توجهه غربا صوب الحديدة، تصاعدت اليوم أنباء توجهه شرقا صوب محافظة مأرب حيث يعتزم بسط سيطرته على مصادر الطاقة وخطوط امداد النفط والغاز في الشمال. وبهذا، سيضيف مأرب الى الجوف الواقعة تقريبا تحت سيطرته.
من صعدة الى عمران الى حجة الى المحويت الى صنعاء الى ذمار الى إب الى تعز الى الحديدة ومضيق باب المندب الى البيضاء الى الجوف الى مأرب، هكذا يتحرك الحوثي راسما بخطواته خارطة سيطرته الكاملة التي تشكل بوضوح خارطة ما كان يسمى ب”الجمهورية العربية اليمنية”.
يبدو أن الحوثي في طريقه الى طي مشروع الفيدرالية الذي يقسم البلد الى 6 أقاليم ووضعه في أدراج الماضي، ولكن من أجل مشروع تقسيم آخر: قد يكون مشروع فيدرالية من اقليمين، وقد يكون مشروع تقسيم اليمن الى بلدين كما كان عليه قبل الوحدة، وهذا هو الأرجح لاسيما في ظل المطالب الجنوبية بالانفصال عن الشمال.
فهل كان هذا ما قصده عبدالملك الحوثي حين وعد الجنوبيين في “خطاب الانتصار” بالتعامل بإيجابية مع مطالبهم؟
وحدها الأيام القادمة من ستجيب على هذا السؤال.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى