فضاء حر

غياب الرؤية الاقليمية حول اليمن وانتهازية سياسية وفشل المندوب الاممي

يمنات
حدث جلل تشهده اليمن ويضعها في احتمالات مفتوحة للاستقرار النسبي كما للانهيار والاحتراب القبلي ولم يكن هذا الامر مفاجأة كما ترى بعض القيادات الحزبية البائسة فخطوات الانصار متتابعة ومنظمة في اكثر من مجال فهم في الحوار ومختلف اللجان التابعة له وهم ايضا ضمن تشكيلات مسلحة تحارب في مناطق محددة تنتقل تباعا من محافظة الى اخرى وهم في المدن يبنون صفوفهم وكانوا يستخدمون مناسبات شتى للاعلان عن حضورهم وتنظيمهم عبر مسيرات متعددة ولهم حوارات سرية مع اطراف نافذة في المشهد السياسي كالرئيس صالح والكثير من قادة المعسكرات والضباط الفاعلين تغلغلوا في الاجهزة الامنية والعسكرية بمعرفة المشترك وهادي وهؤلاء هم من توهموا ان الحوثيين من خلال الحوار سيتوافقون على ما يتم الاعلان عنه ويقفون هنا..
مع ان مشروعهم -الحوثيين- كان معلن من قبل ذلك وكان يتم الاشارة اليه تلميحا وتصريحا في ساحات التغيير وفي الاعلام اما وقد امسكوا بالدولة والسلطة اتمنى ان لايدفعهم الغرور الى تدميرها مثلما حدث في العراق فلابد من اعادة بناء الدولة وحماية مؤسساتها وتفعليها ولابد من توحيد المؤسسة العسكرية والامنية وتفعيل دورها مهنيا ووطنيا وان لا تتجه النزعات الثأرية والمذهبية لتسريح الجيش فهنا ستكون كارثة لها عواقب وخيمة..
ولأن الحوثيين فرضوا امر واقع عليهم الاهتمام بحقائق اجتماعية متعددة طبيعة تركيبة المجتمع جهويا وقبليا ومذهبيا وطبيعة التركيبة السكانية وحجم الشباب المتعلم ووعي المواطنين بالمتغيرات التي من خلالها تجاوزا ارث سياسي سابق وطبيعة الجنوب وقضيته بدلالاتها الوطنية والسياسية وان لا يظهر الغرور قيادات ميدانية تصر على الدخول الى تعز ومأرب وشبوة وعدن فهنا المجتمع كله في حالة حرب معهم..
و هم قد امسكوا بالسلطة عليهم اظهار ذكاء في التعامل السياسي تجاه الوطن والدولة والاهتمام بتحقيق الاستقرار الامني وتحسين معيشة المواطنين من خلال دور المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والشراكة مع التمويل الاقليمي والاجنبي.
و هنا لابد وان يتوجهوا بخطاب مطمئن للخارج كما للداخل فالشراكة امر منهجي واساسي في خلق الاستقرار والتوافق وبغيابها يكون الانفراد بالسطة واعتماد مسار انقلابي شامل..
اليمن دولة كبيرة بسكانها ومجتمعها ومشكلاتها وفيها الكثير من ممكنات البناء والتنمية فقط تحتاج الى عقل يدير والى رؤية استراتيجية وطنية وليس رؤى وممارسات تبحث عن المحاصصة والغنيمة..
ان ما حدث يظهر فشل المندوب الاممي وتوطأه بل وقيامه بزيارة خاطفة للملكة في وقت اعلان البيان الاول انما يراه البعض دور مكلف به لفتح حوار وطمأنة السعودية وهو سلوك سياسي مؤقت وهو ما كتبنا عنه مرارا لكن المشهد المتجدد يظهر غياب الرؤية الاستراتيجية لمجلس التعاون الخليجي وللملكة خصوصا..
ففي اطار التمدد الاقليمي ضمن لعبة صراع سياسي ومذهبي واقتصادي ستكون حدود السعودية الجنوبية مكشوفة كما حدودها البحرية وغير أمنة ايضا وهو الامر الذي يعرض اليمن بارضها ومياهها الاقليمية للاغتصاب من دول الجوار او دول الصراع الذي يجعل من اليمن ساحة لتصفيات اقليمية ودولية ويتوزع اليمنيين كوكلاء لتلك الاطراف المتصارعة.
و لعل موقف الخليج وامريكا من استكمال سيطرة الحوثين على الدولة من خلال اتنديد يخفي وراه مواقف براجماتية وانتهازية قد تكون تواصلت وتفاهمت مع الحوثيين وما هذه الاعلانات التنديدية الا استهلاك اعلامي..
ولأن امريكا تتحاور مع ايران لمحاربة داعش والقاعدة فهي ستتحالف مع الحوثيين لذات الامر فهو عدو مشترك لكليهما..
ولأن امريكا لاتريد الاستقرار في المنطق العربية فان مواقفها الانتهازية تدفع باستدامة العنف وللعلم القاعدة كما داعش صناعة امريكية وغربية مائة بالمائة..
هنا يكون امام الحوثيين اعتماد قراءة هادئة للواقع وتداعياته ومخاطره وللادوار الاقليمية والدولية في اطار ان تكون مصلحة اليمن فوق كل اعتبار بدون عنتريات قبلية او غرور اللحظة..
ولا ضير بان نعترف بذكاء الحوثيين واستثمار غباء المشترك كما غباء صالح وتمرير مشروعهم من خلال مواقع ومواضع متعددة.؟
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى