أخبار وتقارير

تحقيق صحفي: توجس وسخرية واستفسار في نظرة الجنوبيين إلى دعوات المصالحة بين “صالح” و “محسن”

يمنات – الغد صالح أبوعوذل
قال موقع “عدن الغد” في تحقيق صحفي أعده الزميل صالح أبوعوذل : إن صورة التقارب بين قيادات بارزة في نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء أول أيام عيد الفطر المبارك باتت أكثر الصور التي تداولها جنوبيون في الداخل والخارج مصحوبة بالكثير من التعليقات الساخرة والمستفسرة والمتوجسة .
كانت الصور تظهر تقاربا بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وخصمه اللدود علي محسن الأحمر بعد سنوات من القطيعة والحرب بين الطرفين .
منذ العام 2011 أعلنت حالة من القطيعة بين الرئيس اليمني السابق “علي عبدالله صالح وبين رفيقه علي محسن الاحمر الذي ظل إلى جانبه طوال عقود قبل ان يعلن تخليه عن صالح عقب احتجاجات شعبية اطاحت بحكم الرئيس اليمني السابق علي صالح.
يحمل الجنوبيون في ذاكرتهم السياسية ذكريات مريرة لنظام علي عبدالله صالح الذي يتهمونه بانه دمر الجنوب خلال حرب صيف 1994 والتي كان فيها اللواء الاحمر شريكه الاول في هذه الحرب ولقب عقب الحرب بعلي كاتيوشا لهول ما امطر به مدينة عدن بقذائف سلاح الكاتيوشا.
بعد سنوات من القطيعة بين الرجلين بدأ واضحا ان حالة من التقارب في طريقها إلى الانجاز.
قسم التحقيقات في موقع (عدن الغد) عكف على انجاز تحقيق صحفي بعنوان كيف ينظر الجنوبيون إلى دعوت المصالحة بين قيادات الشمال؟
والتحقيق يندرج حسب الموقع حول دعوات المصالحة التي أطلقت في الشمال مؤخرا وتهدف إلى ابرام مصالحة بين الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ورفيقه القديم علي محسن الاحمر وقيادات أخرى من اسرة “ال الاحمر”.
وكان محور التحقيق هو سؤال بعنوان ” كيف ينظر الجنوبيون إلى دعوت المصالحة بين قيادات الشمال؟ وماهي الطريقة الأمثل للرد على هذه التحركات ؟؟ وهل هنالك امل ببزوغ فجر توحد وتوافق بين القيادات الجنوبية ؟ وماهي اسباب تأخر هذا التوافق من وجهة نظر عدد من القيادات الجنوبية والنشطاء ؟
وكانت هذه الحصيلة:
*احمد الصالح: الشماليون أمنوا ان المصالحة هي الحل الوحيد
احمد الصالح العولقي ناشط في الحراك الجنوبي بأمريكا قال ” اجد دعوات المصالحة في صنعاء بأنها فرصة ايضا للقادة في الجنوب لأخذ دروس من فرقاء الشمال في ترتيب الاولويات ،رغم ان في الشمال دوله قائمة ومناصب ومصالح كبيرة ورغم العداوة الشخصية والمكايدات السياسية واختلاف الايدلوجيات إلا انهم امنوا ان المصالحة بينهم هي الحل الوحيد للحفاظ على كل ذلك مهما كان الخلاف”.
وشدد الصالح على ” قادتنا في الجنوب ان يستغلوا مثل هذه الارهاصات والمخاض الذي يحدث في صنعاء قبل ان تلتئم جراحهم والبحث عن نقاط التقاء بين فرقاء الجنوب وهي كثير وواضحة وعادلة ولكن عامل الوقت مهم جدا فكل ما توحدت الجبهة الشمالية في صنعاء كلما زادت تعيقدات قضيتنا في ظل هذا الخلاف الجنوبي ،كما إننا في مرحله ثورية وليس لنا دولة او مصالح خاصة لنختلف او حتى تكون محور خلاف او تقاسم, يجب ان تستغل كل الظروف ويسعى القادة لتقديم تنازلات لبعضهم وعدم التحجر والتمترس ضد القوى الجنوبية الاخرى فلن يستطيع طرف واحد ان يسيطر او يتسلط على شعبنا وثورته مهما كانت صفته او تاريخه او نفوذه السياسي او المادي”.. مؤكدا ” يجب يكون الرد العملي على هذا التقارب في الشمال ان يعقد اي لقاء يشمل كل اطياف الجنوب وينبثق عنه تشكيل ائتلاف جنوبي موحد على اسس ثورية صحيحة مبدأها استعادة الدولة الجنوبية وبأي طريقه كانت”.
*فؤاد راشد: قيمة التصالح في الشمال تأتي من هن
وقال فؤاد راشد القيادي في المجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ان ” المصالحات الوطنية لأي شعب من الشعوب قيمة انسانية عظمى وعمل جبار لاسيما تلك الشعوب التي مرت بحروب ولذا فالحراك الجنوبي تبنى هذا المشروع في عام 2006م قبل انطلاقه باعتباره المدماك الصلب الذي يمكن ان يقف على ارضيته شعب الجنوب وينطلق دون طعنات من الخلف “.. مضيفاً” ربما إننا لم نستكمل حلقات التصالح بهيئتها الكاملة ولكننا خطونا هذه الخطوة المهمة ومن هنا فأننا ننظر إلى اي مشاريع للمصالحات الوطنية لأي شعب بنظرة اعجاب حتى ما يقال عن دعوة التصالح في اليمن الشقيق رغم واقع احتلالهم لأرضنا إلا أننا نرجو ان يتم ذلك وسيكون عظيما اذا جرت هذه المصالحة كخطوة نحو التصالح مع الجنوب وتفهم حقيقة واقع الاحتلال الممارس من قبلهم جميعا علينا والبدء في حوار جدي لأنهاء هذا الوضع والعودة دون تكاليف باهظة إلى العيش كدولتين جارتين يرفرف عليهما السلام “.. مؤكدا ان” قيمة التصالح في الشمال تأتي من هنا فنحن لا يخيفنا من يقول ان تصالح القوى في الشمال يعني العمل على تمزيقنا وإنهاء ثورتنا فهذا ليس صحيحا انطلق الحراك وهم متجمعين علينا وواجه الحراك القوى السياسية في الشمال وهي مجتمعة وحتى وهي متفرقة كانت في الاصل تتفق على الجنوب “.
وقال ان “الشي المهم الذي يقع على عاتق مكونات الحراك الجنوبي وقياداته هو المضي نحو توافق جنوبي لتعزيز الثورة ولا باس ان تبقى المكونات كما هي لأننا نعاني في مسالة المكونات من حب الزعامة الذي حال دون التوحد وحتى التقارب” .
وقال “يحذونا الامل اكيد في بزوغ فجر ينهي التشتت الجنوبي لا نرى منه شيئا الان ولكنه سياتي , ليس التوحد والتقارب فقط ولكن يهمنا ايضا خارطة طريق سليمة وسلمية وواقعية التنفيذ على المدى القريب لاستعادة الجنوب المحتل “.
*نزار انور: دعوات المصالحة محاولات حثيثة وجادة لإعادة صياغة تحالفات قوى 94 م من جديد
نزار انور ناشط سياسي في حركة شباب عدن التحررية الجنوبية قال ” من الواضح جدا أن هناك محاولات حثيثة و جادة لإعادة صياغة تحالفات قوى 94 م من جديد و ذلك لإدراك تلك القوى أنها باتت اليوم مستهدفة من قبل النظام الجديد القديم وكذلك إدراكها بأن المجتمع الدولي لم يعد راغبا في التعامل معها وهذا ما يمكن أن تفسره الفقرة الموجودة في قرار مجلس الأمن الأخير و المتعلق بالعملية السياسية في اليمن و الذي يحمل رقم 2140 و التي ذكرت طي صفحة علي عبدالله صالح و خروج القرار برمته تحت البند السابع الأمر الذي أعطى بعدا آخر للقرار و كذلك الأحداث المتتابعة التي شهدتها الساحة السياسية والعسكرية بعد صدور القرار والتي ألقت بظلالها على الوضع الإقتصادي للبلد فزادته سوء إلا أنها أيضا ساهمت في صعود وتمدد قوى جديدة وفي المقابل بداية أفول و إنكماش القوى التقليدية القديمة التي بات نفوذها ينحسر ويتقلص يوما بعد يوم الأمر الذي قد يهدد في المستقبل القريب بزوالها أو خروجها من دائرة السباق والمنافسة على كرسي السلطة والحكم لذلك سارعت إلى الإعلان عن تلك الدعوات للمصالحة مع خصوم الأمس في محاولة منها لإعادة ترتيب صفوفها من جديد و إستعادة أنفاسها و جمع قواها و خاصة بعد معركة عمران المفصلية في هذا الصراع فهي اليوم تسعى إلى إعادة الصفعة التي تلقتها في موقعة عمران وغيرها من خلال رسم ذلك التحالف من جديد لمواجهة حلفاء الأمس خصوم اليوم. من وجهة نظري أن الطريق الأمثل للرد على هذه الخطوة هو بالأقدام على خطوة مشابهة منا كجنوبيين بإعلان مصالحة جنوبية شاملة لا تستثني أحد بما فيهم الجنوبيين الموجودين في السلطة و رسم تحالف جديد يقف في مواجهة ذلك التحالف المتجدد.
وقال ” يجب يطي كل صفحات الماضي والسمو على الذات الأنانية التي تقف كواحدة من أكبر العبات أمام توحدنا و توافقنا كجنوبيين قيادة وشعبا”.
*احمد ابو صالح: المصالحة هدفها اطالة معاناة الجنوبيين*
احمد ابو صالح كاتب وصحفي جنوبي يقول :” فيما يتعلق بدعوات المصالحة بين حزب الاصلاح بل دعني أقول أولاد الشيخ الأحمر والرئيس السابق صالح من جهة وبين قطبي النظام هناك وابرز ثنائي حكم اليمن واحكم قبضته على كل شيء فيه صالح والجنرال علي محسن تلك الدعوات التي أطلقت مؤخرا في العاصمة اليمنية صنعاء أعتقد انها جاءت كنتاج طبيعي للظروف التي يعيشها هؤلاء من تضييق خناق الحاضر وأحداثه وما لحق بهم من إذلال واهانة في مناطقهم ومراكز نفوذهم وتخلي معظم قبائلهم ومناصريهم واتباعهم عنهم وسقوط اهم معاقلهم في أيدي جماعة الحوثي هذا جانب والجانب الآخر توسع سلطات الرئيس هادي وإمساكه بزمام امور الدولة من خلال تفرده بقرار توجيه المؤسسة العسكرية ( الجيش) وتوجيهه ضربات قاتلة متتالية كانت كافية بتجريدهم من سلطة ونفوذ وتأثير حافظوا علية طيلة ثلاثون عام ونيف”.
ويؤكد ابو صالح ان ” كل تلك الاسباب والخوف من المجهول القادم الذي ربما سيكون أقوى وأسوى وأشد عليهم استوجبت الدعوة لعقد المصالحة التي كمواطن جنوبي أرى انها تجديد لتحالف قوي ومتين ساد طويلا وتسيد وعاث في الارض ظلما وجورا وفسادا من ابرز نتائجه ما حل بالجنوب الذي دخل مع الشمال في وحدة اندماجية عام 90 م ومسلسل تم تدشينه منتصف عام 2003 م وبلوغ ذروته في حرب صيف 94 م وما يزال الجنوب يعيش في ضلالة حتى اليوم”.
وقال” شخصيا انظر لهذه المصالحة التي اتوقع ان تتم أو ربما تمت سرا بعيدا عن عيون الأعلام إن تطيل عمر معاناة الجنوبيين لأن الخوف من عودة الجنوب إلى وضع ما قبل عام 90 م يعد من اهم وابرز اسباب إطلاقها وستفعل تحالف الحرب على الجنوب مجددا والعمل على استمرار الوقوف ضد مشروع أبناءه التحرري لهذا أرى إن الجنوبيين مجابهته وإفشاله عبر عدد من السبل أبرزها توحد الصف القيادي الجنوبي وتوحيد الكلمة والموقف وتوضيح الرؤية الجنوبية والاتفاق على اليات تنفيذ واضحة المعالم بغية الهدف الوحيد المتفق علية من قبل كافة القوى والمكونات الثورية الجنوبية والشارع الجنوبي الثائر منذ سنوات طويلة”.. مؤكدا ان ” ذلك طبعا يتطلب تنازلات وتضحيات من قبل قيادات الجنوب التي وللأسف الشديد لم ترتقي حتى الآن إلى مستوى طموح وتطلعات شعبها الذي قدم الالاف من الشهداء فيما تلك القيادات لم تريد إن تضحي برغبة أو نزعة أغرسها الماضي في دواخلها”.
واضاف” أدعو بل وأتمنى إن تعي تلك القيادات وتدرك معاناة وتضحيات شعب الجنوب وتعمل على تحقيق ما يصبو الية من خلال اولا: التعامل مع الامور بمنظور القيادي الماهر والسياسي المحنك وليس من منظور هذا شيء لا يعنينا وذلك لن يتحقق إلا بتوحيد الرأي والكلمة والموقف”.. ثانيا:” سرعة عقد مؤتمر جنوبي جامع يضم كافة المكونات والشخصيات الجنوبية المؤثرة ووضع آلية عمل وبرنامج زمني لتنفيذ مخرجات هذا المؤتمر يلتزم الجميع بتنفيذها دون أستثناء”.
* صلاح السقلدي: دعوات المصالحة الشمالية استهدافا للجنوب
صلاح السقلدي كاتب واعلامي جنوبي يقول” الجنوبيون دعاة سلام ووئام واصحاب تجربة وان كانت حديثة العهد بثقافة التصالح والتسامح”.. مشيرا الى ان ” ما يتم اليوم بالشمال من حديث حول تصالح والقوى اليمنية نبارك لهم هذا التوجه ان كان لا يستهدف الجنوب ولا يعاد مرة أخرى اصطفاف شمالي ضد الجنوب واعادة تقاسم ثرواته”.. موضحا ” مع ان لدي قناعة ان هذا التصالح بوجهه السياسي لا يكون إلا استهدافا للجنوب كون هؤلاء المتصالحون في صنعاء هم شركاء الحرب على الجنوب وهم يتفقون على مجمل الأمور باستثناء نهبه واستمعارهم للجنوب”. فالجنوب وباعتراف قادة وامراء حرب 94م يقع تحت الاحتلال الشمالي وبالتالي ومع إننا نبارك هذه الخطوة التصالحية كقيمة انسانية ليس فقط في صنعاء بكل في كل ارجاء المعمورة إلا إننا نتوجس خيفة من ان يكون هذا التوجه التصالحي هو تدشين مرحلة جديدة من قهر الجنوب”.
وقال ” اما بخصوص التصالح بالجنوب فقد دشن بالفعل هذا التوجه في غمرة الظلم عام2006م وطوى صفحة الماضي إلى الأبد ولم يبق إلا مزيدا من تجذير وتكريس هذا الثقافة التصالحية”.
العيسي: المصالحة فضيحة اخرى للمبادرة الخليجية في ان النظام القبلي العشائري استطاع ان يعيق كل شيء
وقال القيادي في ائتلاف قوى الثورة الجنوبية اديب العيسي ان ” المصالحة بين القوى النافدة في صنعاء فضيحة اخرى للمبادرة الخليجية , ودليل واضح للمجتمع الدولي ان التسوية قائمة على الشمال والجنوب وليس عصابة صنعاء المسيطرة على الحزب الحاكم والممثل بعلي عبدالله صالح واللقاء المشترك الممثل بأسره علي محسن وحميد الاحمر”.. مؤكدا ان ” هذا طعن وكشف جميع الاكاذيب في ثورة التغيير وفي المبادرة الخليجية المزمنة ,ان النظام القبلي العشائري استطاع ان يعيق كل شيء وفي مقدمتهم مخرجات الحوار”.
وقال ” كان الجميع ينتقد شعب الجنوب الذي طالب باستقلال دولته على كامل ترابه واستطاعت صنعاء ان تلفق التهم الكاذبة بأن الجنوب بؤرة ارهاب وان تكون التسوية السياسية القائمة في اليمن تحت سقف الوحدة والمقصود بها الوحدة الأسرية وليس الوحدة الوطنية فضيحة دولية اخرى قائمة على المصالح”.. مشيرا الى ان ” من اعاق الوحدة اليمنية وقتل الجنوبيين هم هؤلاء ومن اعاق وثيقه العهد والاتفاق واجتاح الجنوب ومن اعاق مخرجات الحوار برعاية دولية والتي تمتلك البند السابع هم هؤلاء ولا احد سواهم”.
سريب: المصالحة ردة فعل على الثورة الشعبية
الناشطة الجنوبية نور سريب قالت ” ننظر دعوة المصالحة بأنها ردة فعل على الثورة الشعبية المستمرة في جنوبنا الثائر التي لم تنتهي بل توهجت و استقرت في كل بيت جنوبي حر رافض الظلم”.. موضحة” نتوقع مصالحة كتلك ليتقاسمون التركة ويحتفظوا بما اغتنموه سابقا” “.. مؤكدة ان ” تحركاتهم في تلك المصالحة قد تكون سببا لانطلاق توافق جنوبي فقط للشخصيات المشتتة , لان الحقوق الشعبية والظلم الواقع على الجنوبيين متفق عليه والعمل الثوري اثبت ذلك الحق في التظاهرات السلمية والمليونيات”.
وشددت سريب على انه “لابد من التوافق الجنوبي للتقدم في العمل السياسي ، ومهما كانت اسباب تأخير التوافق يجب ان لا ننسى بأن الثورة شعب والشعب متفق ومتصالح بينه البين على ان الثورة هي الطريق للحرية والكرامة واستعادة كافة الحقوق”.

زر الذهاب إلى الأعلى