الأزمة اليمنية معطى اقليمي ودولي وستبقى معلقة حتى يحصل التوافق حولها
14 مارس، 2016
380 4 دقائق
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
مرة اخرى نشير الى ان الازمة اليمنية اصبحت معطي اقليمي ودولي .. و كلام الرئيس اوباما بضرورة تعايش ايران و السعودية معا و تقاسمهما النفوذ في المنطقة لا يعني سوى تحقيق الاجندة الامريكية عبر حلفاء من الاقليم.
و لا يعني ايضا سوى ان الازمة اليمنية لم تعد قضية ثورة من الاصل، و لم تعد قضية شرعية و عودة حكومة من المهجر و انقلاب من طرف سياسي. بل اصبحت مسرحا لصراع اقليمي لا تتجاوز هذا الدور الامر الذي ينقل الاثار السلبية من عواصم القرار بالحروب و الفوضى الى حدائق خلفية بحكم بؤس القيادات السياسية و الحزبية التي وضعت بلادها رهن خدمات للآخرين و فرطت بالسيادة.
كيري في تصريحاته يوم امس يشير الى احتمال تحقيق تقدم في حل الازمة السورية خلال 18 شهر من الآن.
و لأن الدول الراعية للازمة السورية هي ذاتها الراعية للازمة في اليمن، و لأنها لم تتفق بعد على حدود تدخلاتها و حدود التوافقات السياسية المحددة لطبيعة التغيير السياسي في سوريا، فإن الازمة اليمنية ستبقى معلقة لحين توافقات اقليمية و دولية في رسم معالم جيوبوليتك للمنطقة يتشكل معها واقع سياسي جديد يتقاسم مصالح سياسية و اقتصادية و استراتيجية تخدم اطراف الصراع الحقيقية.
من هنا نراهن للمرة الالف على بقايا نزعات الوطنية و الانتماء من اجل اخراج اليمن من نفق الازمات و الاحتراب حتى يقتنع الخارج ان في اليمن ارادة وطنية ترغب في تقرير المسار السياسي و دون ذلك يبقى الخارج هو سيد الموقف وصاحب اقرار المسار القادم..؟