كيف استطاعت روسيا اعادة الاعتبار لذاتها كقوة دولية..؟
17 مارس، 2016
445 5 دقائق
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
روسيا اعادة الاعتبار الى ذاتها كقوة دولية بعد ان ضاع هذا الدور و اختفى تدريجيا من خلال قيادات سابقة ارتهنت للغرب.
الدور الجديد لروسيا يعزز من حضور النزعة الوطنية – القومية – الروسية – و بحضورها في شرق المتوسط وبإصرار و عناد فرضت قواعد جديدة في اللعبة السياسية، و في قواعد الاشتباك و من ثم في مسارات المشهد السياسي و العسكري.
و وفقا لذلك قررت الانسحاب تدريجيا بعد ان حققت اكثر من هدف يعزز الحضور الروسي و القوات العسكرية الروسية و فرض اجندتها ضمن اجندات اخرى امريكية و اوربية و قللت من رغبات و مطالب الاتراك في الجغرافيا السورية و جعلت من الحوار مع امريكا و خلق توافقات اهم من انتصارات عسكرية مباشرة. لكنها لم تمنح الاسد و ايران كل مطالبهم من خلال أنهم يأملون بعودة غالبية الاراضي الى سيطرة النظام. و هذه نقطة توافق مع الامريكان حيث خلع الاسد من حكمه لا يستلزم السرعة التي تريدها المعارضة و لا يردون تمكينه من استعادة مصادر قوته كاملة.
هنا تفاوض ايران روسيا وفق منطق الصفقات و المصالح الكبيرة في سوريا و اليمن، و تفاوض ايران امريكا على استمرار حضورها اقليميا ضمن الاجندة الامريكية مع تفرد ايران ببعض مصالحها في المنطقة، و هو الامر الذي يقلق دول الخليج خاصة السعودية.
هنا يمكن القول ان البلقان كان مفتاح اعادة ترتيب الخارطة في وسط أوربا و جنوبه و سوريا مفتاح لإعادة ترتيب الشرق الاوسط مرورا بالعراق و لبنان و ليبيا و اليمن ثم اعادة توزيع الادوار السياسية وفق فاعلية اللاعبين الجدد في الساحة.
هنا يفهم كلام اوباما و وزير خارجيته بضرورة التفاهم المشترك بين السعودية و ايران باعتبارهما طرفين اقليميين ترى فيهما واشنطن حلفاء او شركاء في معادلة الهندسة السياسية لشرق اوسط جديد.
الدولة ذات القيادة الغبية و البائسة هي التي لا تستطيع ان تناور في هذا السياق المتداخل في قواعده و اشتباكاته و لا تستطيع ان تحصل لشعبها و مجتمعها دعما اقتصاديا او على الاقل تنأى به عن التدمير و اخراجه من ساحة المعركة الى مرحلة البناء والتعمير.