إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر

كن عظيما لوحدك ولا تكون واحدا من قطيع

يمنات

أحمد سيف حاشد

الإهداء إلى توكل كرمان الحائزة على جائزة نُوبل للسلام

استحضر قيمك الأخلاقية ولا تتنازل عن الحد الأدنى من الاخلاق عندما تتعاطى مع السياسة و الشأن العام.

أتخذ قرارك بعد أن تتداوله و تراجعه مرة و مرتين و ثلاث، فإن تأسست عندك قناعة بصوابه فامضي و لا تربط قناعتك بمعارضيك، حتى و إن كان المجتمع كله ضدك.

قل لمجتمعك الذي يقمع رأيك و موقفك إن الصواب لا يعتد بالأكثرية، و ما كانت الأكثرية معيار صواب.

اعتز بنفسك و كن عظيما لوحدك و لا تكون واحدا من قطيع.

عندما أجمعت الأحزاب والنخب ـ أو كادت ـ و ذهبت كالقطعان في كرنفال احتفالي لممارسة الخداع و الزيف و الاتباع والتعري عن الاخلاق و الولوج في النفاق و العبث السياسي في مصير وطن و شعب، رفضت أن أكون ضمن القطيع فيما كانت هي مفردة واحدة في قطيع كبير.

و المؤلم اليوم أنها تتحدث عن سوء خاتمتنا لمجرد صورة في جبهة تحدي و بطولة في حدود الوطن مع مملكة آل سعود أكثر الأنظمة تخلفا و رجعية و استبداد و عفونة و أكثر الأنظمة التي تصدر الإرهاب و نفايات الفكر للعالم.

تتحدث عن سوء الخاتمة فيما الحقيقة هي من تعيش السوء كله و منذ سنين.

و الأكثر حسرة أنها تصر على السير فيه إلى نهاية العمر و تتبرأ من مسك الختام.

الفرق عظيم..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مثل هذا اليوم من عام مضى كتبت:

كرنفال البؤس..

ما عدا الأحرار المدركين كلهم ذهبوا (ينتخبوا) عبد ربه منصور هادي، وكان يبدوا عليهم الزهو يصل بهم إلى ما فوق النجوم ..

كل من شارك في هذا الذي سموه (انتخابا واقتراعا) كان يريد أن يحتفظ بأصبعه ـ التي غمسها بحبر الاقتراع وبصم لهادي ـ في متحف تاريخ مجيد ومفاخر..

كنت يومها وحيدا مع مجموعة قليلة من أصدقائي الثوار نرفض الذهاب لنبصم لهادي وكانت الأحزاب و(قطعانها) يتسابقوا ليبصموا ويتفاخروا أنهم فعلوا .. فيما كنت أنا وقليل القليل نرفض تزيف الوعي وتسمية ما يحدث أنه انتخاب وشرعية، ونرى ما يحدث هو استكمال لوأد الثورة برعاية سعودية خليجية أكثر حرصا على هذا الوأد..

كل من بصم ذلك اليوم نرى جلهم يسفُّهوننا ويتهموننا بالميل والخذلان لمجرد إننا أصحاب راي من هذا وذاك، ونرفض أن نكون قطيع نصطف مع هؤلاء أو أولئك ومن باب أولى مع السعودية عدو اليمن الأول..

حاشد ما عدا الاحرار

***

ذهب جميع الساسة الأوغاد يوقعون المبادرة الخليجية وعادوا منتشين بالتوقيع وكأن اليمن ولد من جديد..

و لأنني لم أكن وغدا ـ كما أدعي ـ رفضتها من يومها وظللت أعارضها إلى اليوم لأنني أدرك أن الخطيئة أن أجد نفسي والسعودية على خط مسار واحد..

كنت أدرك أن هذه المبادرة لا تفرغ الثورة من مضامينها ولا تحرف مسار الثورة فحسب ولكنها ستصل بنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من كارثة بكل المقاييس..

حاشد ذهب جميع الساسة

***

رفضت أن أخدع الشعب

عندما ذهبوا للحوار ورد اسمي بقائمة عبد ربه منصور هادي وشكرته على هذه الالتفاته التي لم تأت من الأحزاب، ولكني رفضت ولم أذهب إلى الحوار لأنني كنت أدرك أن لا حوار ينجح قبل أن تزاح مراكز القوى التقليدية التي ما أن يأتي موعد استحقاق الحوار حتى تقلب الطاولة على الجميع وتفرض المشهد الذي تريد أو تخلص إليه..

رفضت الحوار لأن ممهدات هذا الحوار على الأرض غير موجودة..

رفضت الحوار لأن الحوار مجرد عنوان ينهب الوقت ويشكل غطاء لتمكين الإصلاح من الاستيلاء على كل مفاصل الدولة والمؤسسات .. أو ما بقي منها ..

رفضت الحوار .. ورفضت استلام مائتين دولار أو أكثر عن كل يوم، و انحزت إلى الناس .. إلى الثوار .. إلى الجرحى .. إلى الشهداء .. إلى كل الحالمين بالثورة والمستقبل الذي يرومونه.

حاشد عندما ذهبوا للحوار

***

أكثر سفالة وانحطاط

لا يمكن لإنسان سوي أن ينحاز لهذا القصف .. أن يفرح به .. أن يحتفي بكل هذا الدمار العنيف الذي يطال خمسين عام من الجهد والعرق والصبر..

لا يمكن لإنسان سوي يقبل بهذا الذي يحدث..

لا يمكن لإنسان سوي يرى القتل اليومي للأطفال والنساء والشيوخ .. و يرقص على أشلاء أبناء بلده حتى الثمالة وتنتابه نوبات من السعادة لا نجدها إلا عند الخونة الأكثر سفالة وانحطاطا..

حاشد لا يمكن لانسان سوي

***

من يصطف مع السعودية يخسر نفسه وضميره..

إذا وجدت موقفي السياسي مصادفة يتوافق مع السعودية أعيد النظر في موقفي لإدراكي أن الاستمرار في موقفي خطأ لا يغتفر .. عندما أحتار أزيد استوثق حتى أطمئن..

“طالما أنا ضد السعودية أعتقد أنني في المكان الصح” و قد جربت هذه المقولة ألف مرة وتأكدت من صحة هذا الظن والاعتقاد وفي التجريب والتكرار يقين..

من يكون في اصطفاف السعودية يخسر نفسه وضميره..

حاشد ان وجدت موقفي

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى