أخبار وتقارير

إطلاق رصاص وعملية تمرد واسعة في إدارة أمن محافظة البيضاء على خلفية احالة ضابط للتحقيق بتهمة الانتماء للقاعدة

يمنات – الشارع أمين الصفاء
شهدت إدارة أمن محافظة البيضاء, صباح أمس, عملية تمرد واسعة تخللتها حالة من الفوضى والشغب وإطلاق النار, على خلفية قرار أصدره رئيس أركان قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) قضى باعتقال مدير شؤون أفراد الإدارة, العقيد صالح الهيال, وإيقافه عن العمل, بتهمة انتمائه الى تنظيم القاعدة.
وأوقف العشرات من الجنود العمل في إدارة الأمن, وأغلقوا بوابتها الرئيسية, ولم يسمحوا بدخول المواطنين وأقارب السجناء وأصحاب القضايا المنظورة لدى الإدارة, كما رفضوا السماح لعدد من الضباط والقادة الأمنيين, بينهم نائب مدير الأمن العقيد عامر الشيبري, بمغادرة المبنى.
و قالت ل”الشارع” مصادر أمنية متطابقة داخل إدارة الأمن إن الجنود المحتجين أغلقوا البوابة الرئيسية للإدارة, وحاصروا نائب مدير الأمن و عدداً من الضباط داخل مبنى الإدارة, ورفضوا السماح لهم بالخروج من المبنى من العاشرة صباحاً وحتى بعد صلاة عصر أمس.
و أضافت المصادر أن العميد أحمد علي المقدشي, رئيس أركان قوات الأمن الخاصة, استدعى, صباح أمس, العقيد صالح الهيال الى فرع قوات الأمن الخاصة في البيضاء, ووجه بإيقافه عن العمل واعتقاله, بتهمة انتمائه الى “القاعدة”.
وذكرت المصادر أن الجنود انتفضوا عندما سمعوا بهذا الخبر, وهو الأمر الذي تطور الى حالة فوضى داخل مبنى الإدارة الأمنية, للمطالبة بإطلاق سراح العقيد الهيال, الذي تم توقيفه في معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة البيضاء.
و أوضحت المصادر أنه, تم بعد عصر أمس, الإفراج عن الهيال, تلبية لمطلب الجنود المحتجين, الذين قاموا بأعمال شغب وتمرد داخل إدارة الأمن.
من جانبه, قال العقيد عامر الشيبري, نائب مدير أمن محافظة البيضاء, في اتصال هاتفي أجرته معه “الشارع” مساء أمس, إن عددا من الجنود “أغلقوا بوابة إدارة أمن المحافظة احتجاجا على استدعاء العقيد صالح الهيال, من قبل رئيس أركان قوات الأمن الخاصة العميد أحمد علي المقدشي”.
و أضاف الشيبري: “كانت مشكلة بسيطة, وتم حلها سريعاً, ولم يعد هناك أي شيء يستدعي القلق, الأمور مستقرة, والحالة الأمنية جيدة, والوضع مستتب”.
و حول ما تردد عن محاصرته وعدد من الضباط من قبل الجنود المحتجين, قال الشيبري: “حدث سوء فهم, والحقيقة أن الجنود علموا بما قيل إنه توقيف العقيد الهيال في فرع الأمن المركزي, تنفيذاً لتوجيهات العميد المقدشي”.
و تابع: “مثل هذه القضايا لا تعد كبيرة, ولا تستدعي القلق, نحن أمام قضايا أكبر من هذه القضايا, و يجب على الجميع تحمل مسؤولياته”.
من جانبه, أكد ل”الشارع” العقيد صالح الهيال, مدير شؤون الأفراد, تلقيه استدعاء من قبل العميد المقدشي الى فرع قوات الأمن الخاصة, حيث جرى اعتقاله عند وصوله بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة.
و قال العقيد الهيال: “عندما وصلت إلى مكتب المقدشي, قال لي أني متهم بالتعاون مع تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء, فقلت له إن هذا الكلام غير صحيح, و عليكم أن تتأكدوا من صحة هذه المعلومات, وأن هناك آليات وأجهزة اليكترونية يمكنكم الاعتماد عليها للتأكد من مثل هذه المعلومات, أنا ضابط شرطة وليس من المعقول أن أتعاون مع مسلحين. فرد علي المقدشي بأن ما قاله كلام صحيح, ثم وجه بتوقيفي”.
و أوضح الهيال أنه تم توقيفه في المعسكر, بناء على توجيهات العميد المقدشي, و أنه بقى في التوقيف حتى بعد صلاة العصر.
و قال: “خرجت من التوقيف بعد أن علمت أن العشرات من الجنود قاموا بإغلاق بوابة المعسكر, واحتجزوا نائب مدير الأمن, العقيد عامر الشيبري, وعددا من الضباط, على خلفية توقيفي”.
و أضاف: “أتصلت بالفندم عامر الشيبري, قلت له: هل صحيح أن الجنود احتجزوك؟ فقال لي: أنا متضامن معك.
و بعدها اتصل بي مدير أمن المحافظة, العميد نجم الدين هراش, وقال لي إن الجنود احتجزوا العقيد الشيبري, و أغلقوا بوابة إدارة الأمن احتجاجاً على توقيفي من قبل المقدشي, و أن علي أن أتصل بهؤلاء الجنود لتهدئتهم”.
و تابع: “تواصلت مع الجنود وقلت لهم: إذا كنتم تحبوني وتناصروني وتقفون معي, فأنا لست مع مثل هذه التصرفات, هذه التصرفات مرفوضة و غير مقبولة, و بالنسبة لي الكل يعرفني, و الأيام كفيلة بتقديم الأدلة والبراهين التي تنفي صحة مثل هذه المعلومات”.
و قال: “خرجت من التوقيف خوفاً من تطور الاحتجاجات وتفاقم المشكلة, مع أن عددا من زملائي قالوا لي بأن أطالب المقدشي بالأدلة والبراهين التي تؤكد اتهامي بالتعاون مع القاعدة في البيضاء, و في حالة عدم وجود هذه الأدلة فعلى المقدشي أن يقدم اعتذاراً صريحاً, وأمام الملا”.
على الصعيد ذاته, قالت وكالة “خبر” إن عدداً من جنود إدارة أمن البيضاء اتهموا مدير أمن المحافظة, العميد نجم الدين هراش, ب”العمالة والتعاون مع عناصر تنظيم القاعدة”.
وذكرت مصادر صحيفة “الشارع” أن مدير الأمن لم يحضر, صباح أمس, للعمل في الإدارة, دون معرفة أسباب ذلك.
و كان تنظيم القاعدة قال, في بيان أصدره أمس الأول, إن مدينة البيضاء سقطت بشكل جزئي في أيدي مقاتليه, بعد تنفيذهم, خلال الفترة الماضية, هجمات عدة استهدفت عددا من المواقع العسكرية في المدينة, تمكنوا خلالها من الاستيلاء على “عدد من الأسلحة والعربات العسكرية, إضافة الى عدد كبير من العمليات الأخرى على طول البلاد و عرضها”.
و مؤخراً, تحدثت المعلومات عن إيقاف السلطات في محافظة البيضاء عدداً من الضباط على خلفية اتهامهم بالانتماء لتنظيم القاعدة. وكان رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, أكد أن “القاعدة” مخترق لقوات الأمن والجيش.

زر الذهاب إلى الأعلى