أخبار وتقارير

الزواج عن طريق ال«فيسبوك» في الحديدة

يمنات – الشارع غمدان أبو علي
لم يكن يتوقع الشاب (محمد. ع. أ) من أبناء محافظة الحديدة, والذي يبلغ من العمر 28 عاماً, ان تسوقه الأقدار الى اختيار شريكة حياته والزواج من فتاة عبر شبكة التواصل «فيسبوك» بعد أن مل من البحث عنها في الجامعات والمعاهد والأسواق هو وأسرته, ليحالفه الحظ بالزواج من «فارسة الأحلام» عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حسب قوله.
* محمد أحد الشباب الذين أدمنوا على قضاء وقتهم في شبكة التواصل الاجتماعي, قال إنه دخل عالم ال”فيسبوك” منذ عامين, حيث فتح له حساب للتواصل مع زملائه ومحبيه وللتواصل مع أولاد عمه وإخوته المغتربين في السعودية. ولم يكن يتوقع أن يقوده ال”فيسبوك” الى اختيار شريكه حياته التي طالما حلم بها.
ويروي لنا محمد تفاصيل اختيار شريكه حياته, حيث قال بأنه كان لديه زملاء في الفيس بوك وقاموا بإعداد جروب مجموعات, وتم خلال تلك المجموعات إضافة زملاء كثيرين معظمهم كانوا فتيات كثيرات اضطررن الى استخدام أسماء مستعارة بسبب العادات والتقاليد وخوفاً من الأهل.
يقول: “بدأت بالمراسلة عبر الجروب في الفيس بوك مع الزملاء وطرح المواضيع المهمة, وأحياناً ننشر نكاتا وكل ما يدور في الأسواق والشوارع وفي حياتنا اليومية”.
ويضيف: “بدأت أحدى الفتيات في الجروب باسم مستعار بالرد والإعجاب بكل ما أطرحه وأنشره في الجروب, حيث بدأت العلاقة بيننا من خلال الدردشة في الخاص, وأرسلت لها طلب صداقة, وبعدها كنت أدخل يومياً على حسابي في ب وعلى ثلاث فترات لكي أدردش معها واتقرب إليها أكثر فأكثر”.
وتابع: “بدأت علاقتنا في الدردشة, وكنا نتبادل أروع العبارات وأجمل الكلام حتى واجهتني عواصف من التقلبات العاطفية والحنين, وبدأت أميل إليها كثيرا, حتى أنني لم أكن أنام في الليل وكنت أدردش معها حتى وقت أذان الفجر, وبعد ذلك طلبت منها رقمها للتواصل عبر الهاتف فتعرفت عليها أكثر, حتى وصلت الى أعماق قلبها وسكنت وسط قلبي, الحمد لله”.
ذهب محمد الى حي الفتاة, التي ظل يراسلها عبر ال”فيسبوك”, وسأل عنها الجيران وعن أخلاقها فوجد أنها ناجحة في حياتها الدراسية, وذات سيرة محترمة, فرأى فيها صورة للزوجة المثالية التي طالما حلم بها منذ أن فكر في الارتباط, فتقدم الى والدها بشكل رسمي وطلب يدها وخطبها, وقريباً سيعلن عن زفافة بها.
أما الصحفي قاسم البعيصي فقد استنكر هذا الزواج الذي يطلق عليه الزواج المفضوح, فقال: “لا أعتقد بأن هذا النوع من الزواج قد يتحقق, وإن حصل فإنه يفضي للانفصال المبكر, وهذا ما يدفع لأن تكون هناك حالات لفتيات يقعن ضحايا هذا الاستعجال والتهور”.
فتاة أخرى, تستعير اسم “أمل علي” قالت إنها من خلال خروجها للفيسبوك بأحد المحال القريبة من منزلها, للتواصل مع زميلاتها, تعرفت على أحد جيرانها الذي قالت إنها كانت تحبه منذ الصغر.
وجدت صورة الشاب على الفيس بوك فأرسلت إليه طلب صداقة, فقبل بعد أن أرسلت له رسالة على الخاص تدعوه الى قبول صداقتها, بعدها دخلت معه في علاقة غرامية استمرت طويلا. ظل عليها السنة والسنتان والثلاث سنوات, بعد ان منحته كل ما يريد واعطته حليها من الذهب لأجل مساعدته في الزواج بها, وذهب تزوج بأخرى بعد علاقة حب ظلت ثلاث سنوات.
وقعت الفتاة ضحية ذئب بشري استغل طيبتها وأوصلها الآن الى حالة نفسية حرجة, بعد أن خانها وأصبحت تكره كل الرجال.
“وجع الزمان” وهو اسم مستعار لفتاة أخرى, كشفت لنا عن علاقتها الغرامية مع أحد الشباب: “لقد كنت على وشك الخطوبة من شاب كان زميلي في العمل, بعد أن شعرت بأنه ينوي أن يخطبني من أهلي, وكان لدينا حساب على الفيسبوك نتراسل عليه, وفي يوم أخذت تلفونه السيار ودخلت صفحته الشخصية على الفيسبوك واكتشفت أنه على علاقة بفتاة أخرى, وحين طلبت منه إن يقطع علاقته بها رفض رفضاً قاطعا مما جعلني أقطع علاقتي به”.
الاستاذ مثقف أبو علامة, مدرب في التنمية البشرية وباحث في علوم النفس, قال إن المجتمعات الإسلامية في ظل الانفتاح الإعلامي بقيت جامدة في موضوع الزواج, مع أن الإسلام متجدد ومرن مع كل ما هو جديد.
وأشار أبو علامة الى أنه لو دققنا النظر جيداً لوجدنا أن الأعراف المتبعة في الزواج قديماً لم تعد صالحه اليوم؛ في جيل اليوم ليس كجيل الأمس, والحال تغير كثيراً.
وأضاف: “لو أن التواصل الاجتماعي على الفيسبوك يكون متاحا من الأسرة للطرفين بمساعدة وإشراف الأسرة, أعتقد جازماً بأن الكثير من الممارسات الخاطئة في استخدام الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي ستختفي ولن نرى فتياتنا يقعن ضحية لشباب لا ينوون الزواج أصلا, بل ستتحول هذه المواقع لخدمة جديدة تنفع المجتمع المسلم وتحقق أهدافه”.
25% من النساء يكذبن في الفيسبوك
من جانب آخر كشف استطلاع للرأي أن واحدة من كل أربع نساء, 25% على شبكات التواصل الاجتماعي “فيسبوك” “تويتر” تكذب في ما يتعلق بحياتها, وذلك حتى تبدو أكثر إثارة وتشويقاً بين الأصدقاء.
وكشف الاستطلاع, الذي شمل 2000 امرأة في بريطانيا, بأن واحدة من كل أربع تبالغ أو تكذب مرة واحدة شهرياً, فتزعم أنها بالخارج ؛ بينما فيا لحقيقة هي بمفردها بالمنزل, وتبالغ فيما يتعلق بعملها أو مدى استمتاعها بالإجازة.
وعن الأسباب التي تدفع المرأة الى الكذب عبر الفيسبوك, يقول الاستطلاع إن المرأة تخشى أن تكون مملة, كما أنها تغار من التعليقات الجذابة التي يكتبها الآخرون, وتطمح في التأثير على أصدقائها على شبكات التواصل.

زر الذهاب إلى الأعلى