وفق تاريخ اليمن الحديث والمعاصر تظهر حقيقة بالغة الاهمية ان السلم الاهلي كان مرتبطا بحضور الدولة؛ حتى لو كانت ضعيفة. لكن اذا غابت هذه الدولة انتشرت الفوضى والحروب الاهلية.
و من هنا لن يستقر وضع صنعاء او عدن او اي مدينة اخرى؛ الا في اطار دولة وطنية حديثة تعمل من خلال مؤسسات وقانون؛ لا مجال معها لمراكز القوى او الاستقواء بالخارج.
و لا يمكن لليمنيين ان تكون لهم صورة حضارية وحضور اقليمي ودولي؛ الا من خلال دولة حديثة تمثلهم وتعبر عنهم.
في هذا السياق لامجال لاستمرار النزق السياسي؛ و تشدد اطراف الصراع وفق منهج المحاصصة والغنيمة؛ و إلا فاستمرار الفوضى ستتشكل معها قياداتها الميدانية التي لن تعترف بأي سلطة أو زعامة أيا كانت، لأن منطق السلاح والفوضى سيكون هو الاسهل لمن يجيد فن القتال والحشد الشعبي و التدمير الاكثر.
خلاصة القول: لا يمن حديث ومستقر دون دولة وطنية حديثة..؟