غباء التحالف العربي .. ومكاسب إيران المجانية..!
يمنات
عبد الخالق النقيب
ما يشبه الصراع الإقليمي في المنطقة يشتعل بصورة علنية ودون أية مواربة، ولأن التحالف العربي الذي تقوده المملكة قرر شن هجومه على اليمن تحت تأثير هواجس غبية فقد جرجرته الحرب لاستنزاف هائل وخسائر فادحة وظلت يداه فارغتين ولم يحقق أي إنجاز على الأرض ، غير أنه بعد عامين يستمر في عاصفته بذات الغباء ويحشد لها المزيد من الثروة لتسديد فاتورة الحرب الباهضة ومواصلة التسلح وفتح جبهات جديدة دون أي نظرة إلى الوراء..!
وبالنسبة لإيران فقد وجدت نفسها معنية بساحة المعارك التي يدور رحاها داخل اليمن في إطار حسابات خارجية ، وعلى غرار التهديد الإيراني لطرق الملاحة الدولية وبما يمس الأمن القومي للمملكة السعودية ودول المنطقة ، فأخذت إيران تدير صراعها الإقليمي وتتحكم فيه عن بعد ..! وتفرغت لحصر مكاسبها المجانية من حرب اليمن دون أن تكلفها سنتاً واحداً..!
إيران تعرف جيداً عدم وجود إيدلوجيا مكتملة تربطها مع اليمن وفق استراتيجية اقتصادية وثقافية كسوريا مثلاً ، وكان عليها أن تستمر في تسخير هذه الحرب لابتزاز المملكة بتصريحات مسؤوليها منذ أن وصل الحوثيون صنعاء قبل عامين وخرجت تخبر العالم أن العاصمة صنعاء هي رابع عاصمة عربية تسقط بيد طهران بعد دمشق وبغداد وبيروت \، فيما ظل اليمنيون يخوضون الحرب ويواجهون قوات التحالف العربي بمفردهم دون حلفاء حقيقيون ..! إذ أن إيران ليست سوى تهمة مسنودة بسلة من الأفكار المذهبية الفوضوية المزاج الطائفي البليد لقيادة التحالف العربي ، بينما على الأرض لا تصلح إيران أن تكون حليفاً استراتيجياً لليمنيين ..!
لازال التحالف العربي يفكر ويحارب تحت سطوة الأسئلة الوجودية التي لها علاقة بالفزاعة الإيرانية القديمة ، وفي المقابل تتعامل إيران مع فرصة ثمينة جادت بها اللحظة لصالحها دون أن يرهقها الأمر كثيراً ..! فذهبت لتكريس حرب اليمن وإطالة أمدها بمزاعم وتخرصات مسؤوليها التي تطلقها كلما تخفف سعير الحرب وعند كل جولة تفاوضية تقترب من الحل ..! إلى أن نجحت إيران في جر التحالف العربي لحرب تتسع مآزقها بمضي الوقت ..! وعلى مدى عامين من الحرب الشرسة اكتفت إيران بدعم اليمن بسفينة مشحونة بالمياة المعدنية وتم إفراغها خارج المياه الإقليمية اليمنية..! وهو كل ما صدرته إيران لليمنيين إلى جانب شعار الصرخة “الموت لأمريكا” والذي دعمت إنتشاره ثم طباعته لاحقاً على الجدران في نطاق أوسع ..!
تمادت إيران في طريقتها الانتهازية وتوظيف حرب اليمن لخدمة أجندتها في الصراع الإقليمي القائم مع دول المنطقة ، وعندما بدا الدور الذي تلعبه إيران مكشوفاً لليمنيين وتحديداً عندما دفعت برئيس أركانها ليعلن عن نية طهران لإنشاء قاعدتين بحريتين في سوريا واليمن ، أتى الإعلان بالتزامن مع إعلان كيري الشهير وتصريحاته من مسقط ، القيادي الحوثي “المشاط” وصف جنرال إيران بالمعتوه ، وتلقت إيران أعنف هجوم شنه اليمنيون ضد دورها الباهت في تحريض العدوان وصب الزيت على النار .. كما فاجئها صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى بردٍ قاسِ أكد فيه أنه “لا منة ولا فضل لأي طرف على الشعب اليمني فالصديق خذلنا قبل العدو واستغل قضيتنا لمصالحه الخاصة ..! وأن اليمنيون سيواجهون بعنفوان كل من يحاول انتهاك سيادة الوطن .. وليس لأحد أن يجعل أي شبر من أرض اليمن ومياهه موطئ قدم ..!”
وكلما هدأت الحرب هنا لاحقاً ستجرب إيران تكرار المغالطة والسذاجة وتزج مجدداً ببعض من تصريحاتها التحريضية لتعزز الأوهام الباطلة التي يقف التحالف العربي على أرضيتها ويستند بها في مواصلة عدوانه على اليمن ..!! وياليت أن سفينة المياة الإيرانية المنتهية الصلاحية لم تصل .. ليبقى غباء التحالف العربي مجرداً من كل التبريرات ..!
عن: رأي اليوم
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا