اطراف النزاع يقومون بدورهم وفقا لمصالحهم .. ماذا عنكم ؟
يمنات
امين ثابت
لم يعد أي يمني قادر على تحمل اكثر مما هو جار في البلد ؛ ولم تعد البلد تحتمل استمرار الحرب ؛ ولم يعد لمجتمع أن يستمر. إلى زمن قادم في وضع استمرار الانهيار والدمار وتهاوي القيم؛ لم يعد له ان يكون مجتمعا حين تعم ثقافة الكراهية والعداء والانتقامية والمواجهة بالاستقواء لمنتصر يذهب الى الاستعلاء على المجتمع ؛ وإلى الضعف والذل لاغلبية ؛ تؤمن حياتها عبر خوفها بالتنازل عن الحقوق ؛ وقبول أن تكون طيعة خاضعة بدلا عن مواجهة الاذى اذا مارفضت مصادرة حقوقها.
اعزائي
لم تعد هناك امكانية لانتهاء ( مسمى الحرب في اليمن ) ؛ والذي يقصد به الانتهاء من حالة الاقتتال الدائر – على اعتبار حقيقة. – غصبا علينا كلنا – أن الحرب ستظل مستمرة حتى بعد وقف القتال او الاحتراب الحادث ؛ حيث وأن امراء وتجار الحروب ؛ والانتهازيات المنتفعة – خلال مسار الحرب ؛ وبعد وقف الاقتتال مقابل صفقة في سلطة ودولة النظام وحكومته . . لما بعد الحرب – والتي ستسمى انقاذية او وطنية او مدنية. . الخ – حيث جميعهم لن يسمحوا بفقدان اية مصالح . .
خلال الفترة الانتقالية او لما بعدها والتي هي مصالح مبنية على معادل قوته ؛ وكمقابل لوقف الاستمرار في الاقتتال – نعم على صعيدي الخطابين الاعلامي والسياسي لدوله الانتقال ومابعدها سيقومان على اعادة تسويق توهيمات الاستقرار واعادة الاعمار والتشارك في تحقيق المطالب الشعبية ؛ بينما الحقيقة لن يكون هناك سوى تقاسم للمجتمع بثرواته وانسانه بين عصابات ذات سلاسل عنقودية ؛ تفرض كل واحدة قوتها ونفوذها واقعا . . في مقابل غيرها – وتكون المعادلة الا تحدث بين تلك العصابات الحاكمة اية تصادمات في المصالح ؛ وذلك تأكيدا على انهاء اية امكانية لعودة الاقتتال مجددا “وهذا ماتبنى عليه مهمة المبعوث الاممي الى اليمن ( السابق والحالي) “.
نعم قد تقود الصفقة الدولية وبعد اتفاق قوى النفوذ الخارجي – العالمي والاقليمي – لتحقق وقف الحرب في اليمن ؛ ولكن مايجري لن يخرجنا الى بناء دوله ومجتمع وتعويض الناس بحياة افضل ؛ بل ان جل مايسعى اليه الجانب الدولي هو توافق المصالح المقتسمة- بين قوى الخارج ؛ وبين قوى وكالة الداخل ؛ وهي الهديه للشعب والبلد .
عودة ؛ نقول أن المبعوث الاممي لايعمل بالصفة التي يسمى بها ؛ بل تظل مهمته ايصال اطراف النزاع الى قبول صفقة الاقتسام عبر مسمى الحوار. ؛ وهو مانجده حين مايصاب طرف من النزاع بخسائر يخرج بمبادرة جديدة لعودة ترتيب الخاسر لاوراقه ويعود قويا مجددا . . وهكذا ؛ حتى المعونات الاغاثية للشعب تسلم لايدي منظمات مفرخة من اطراف النزاع ؛ ولاتصل الا الى قلة ممن منسبين كمواطنين تابعين عصبيا او تعصبيا لهذا الطرف او ذاك ، وكثير منها تستغل كمكاسب لمنتفعي زمن الحروب .
اما على الصعيد الداخلي ؛ نعم يسقط قتلى بين منتسبي اطراف الاقتتال ؛ ولكن الغالبية العظمى من الشعب غير المنخرط بالقتال ؛ هو من يجني الدمار والموت والمذلة والمهانة والتشرد والجوع والمرض والتشوهات والخوف والاختلالات النفسية والامراض الوبائية والقاتلة- فهو اصبح سجين امتهان في قفص ؛ تمارس عليه كل صنوف التعذيب والتجريد من سمته الانسانية ؛ كنكرة يجلد من جميع اطراف النزاع ؛ كونه يتوسط وجوده بينهما ؛ ولانتصار جزئي لطرف على اخر ؛ يكون كل الاذى واقع على الانسان والمنطقة والملك العام والخاص ؛ الذي يتواجد جبرا في محيط ذلك الطرف الموجه له الضربة ؛ حتى الارهاب المعيشي والروحي يصب على المواطن ؛ ليكون مسايرا لنهج الطرف المسيطر. – حتى ان كان الامر يصل الى الحق بالراتب او العلاج او السكن او التعليم. – وإلا تحسب خائنا او متآمرا.- داعشيا. . هنا ؛ وهناك حوثيا وعفاشيا- ولذا تصبح الحياة مصادره كليا على الانسان اليمني من جميع اطراف الاقتتال ؛ ويصل الامر. ان يكون محرما ان تقول انك جائع او تخاف على اولادك من الموت ؛ ويصبح غير ممكن الهروب. ؛ فالطرق مقطوعة ؛ وحدود بلدان الجوار ترميك للسباع والهلاك اذا لم تقتلك بالياتها ؛ ولايقبلك اليمنيين في مناطق اقل احترابا ؛ لكونك لاتمتلك توفير ادنى ضرورية قوت اسرتك وشربها ليوم ؛ فمن اين لك المال الكافي للانتقال والعيش . . في وضع نزوحي..
اعزائي
إن خلاصة القول انتم بأيديكم وقف الحرب ووضع قانونية حياتكم القادمة فلا امان ولا استقرار ولا عمل ولا رواتب ولا تجاره ولا تعليم .. اذا ماذا تبقى لكم .
إن مقاتلي اطراف النزاع يقومون بدورهم بما يعتقدونه ووفقا لمصالحهم اما انتم غير المحاربين تحصدون كل سوء ذلك الاحتراب واسركم ؛ وتسهلون استمرار دمار البلد ؛ حين تختلقون عداء التخندق مع هذا الطرف او ذاك ؛ او حين تغيبون انفسكم عن كلمة الحق ؛ او الدفاع عن حق اولادكم في قوتهم ومعيشتهم وتعليمهم وامنهم – انكم بأيديكم وقف مايجري ؛ مادامت لاتوجد دولة ولاحقوق وحياة ممزقة معطلة.
اعلنوا العصيان المدني العام في كل انحاء البلد ؛ واعلنوا رفضكم للحل الاممي عبر تقديم الصفقات على حساب العدالة للانسان اليمني والمجتمع؛ ورفضكم لاي فاسد من.
المراحل السابقة او من الاسر المتعيشة تسيدا على المجتمع طول 70 عاما ان يكونوا من قوام حكومة الانتقال لما بعد الحرب ؛ وان تعاد كل ممتلكات الدولة ويكون كل مشارك في نظام الانتقال منتقى وفق معايير وخاضعا لبراءه الذمة وان يكون القانون هو فوق الجميع نافذا واستبعاد ورثة المناصب الحكومية والفاسدين من البقاء في مواقعهم او تدويرهم ؛ واهم من كل ذلك تاسيس جيشا وطنيا بعقيده وطنية لا تابعا للقائد فلان او للشيخ فلان او للحزب المستثمر انتصاره بخروجه بعد انتهاء الحرب بتخليق ولاء عسكري له بدلا من العقيده العسكرية للوطن والدولة والقانون ؛ ولا ان يخلق جيشا بولاءات مناطقية عصبوية ضيقة وراء. المسميات الاقليمية – كبديل حداثي التسمية عن المناطقية او العصبويات بكل اشكالها .
إنكم دون استبصار ماتقدم ؛ فإن حرب موطنكم اليمن . . لن ينتهي ؛ فكل تفكك بشري وجسدي لليمن تفتح بوابات استمرار التنافس الخارجي للمصالح .
وهو مايفتح وضع مستمر من التصدع والتلاشي اخيرا لهذا البلد المنكوب على امره – ولكل مايراه ؛ والله فيما وراء القصد.