علي ناصر : هناك قوى مستفيدة من استمرار الحرب في اليمن ولا يريدوها ان تنتهي .. ولابد من الضغط على جميع الاطراف لوقف هذه المعاناة
يمنات – صنعاء
سنوات من القتال المتواصل في اليمن لم تكن كافية ليشبع أثرياء الحرب من الدماء، فمازالت لديهم رغبة في تحقيق أكبر استفادة ممكنة من ماكينة الحرب، حتى لو سقط في سبيل ذلك مئات الآلاف من الأبرياء.
الموت في اليمن واحد، إما بطلقات “الفرقاء” أو المجاعة أو وباء الكوليرا، رغم أن الأمل في حل سياسي للأزمة أصبح وشيكا.
اجرت صحيفة “الوطن” المصرية، حوار مع رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الأسبق، علي ناصر محمد، حول حلول الأزمة اليمنية المتفاقمة، ومبادرته لإنهاء الحرب، مؤكدا إمكانية التوصل إلى حل سياسي، إذا كانت هناك جدية من جميع الأطراف المعنية.
وقال علي ناصر ان الأوضاع في اليمن معقدة وصعبة وهي تراكم أزمات خلال سنوات ، ولا يمكن اختصارها فى الربيع العربي، فهناك الكثير من المقدمات السابقة على الربيع العربي، سواء فى اليمن أو في البلدان الأخرى التى طالها، وفي كافة دول العالم أيضا بشكل او بآخر.
وأكد ان البعض يريد للحرب ألا تنتهي، فهناك قوى مستفيدة من استمرارها، مثلما حدث في حرب اليمن خلال ستينيات القرن الماضي.
كما شدد على أهمية الدور المصري في التوصل إلى حل، خاصة أن استمرار الحرب يؤثر مباشرة على أمنها القومي.
نص الحوار
لماذا انزلقت اليمن إلى الهاوية بعد موجة الربيع العربي؟
الأوضاع في اليمن معقدة وصعبة وهي تراكم أزمات خلال سنوات ، ولا يمكن اختصارها فى الربيع العربي، فهناك الكثير من المقدمات السابقة على الربيع العربي، سواء فى اليمن أو في البلدان الأخرى التى طالها، وفي كافة دول العالم أيضا بشكل او بآخر.
ففي اليمن كانت هناك قضايا وطنية كبيرة بحاجة لحل جذري وشامل وليس بطريقة الترقيع فهناك القضية الجنوبية العادلة ، و قضية صعدة، وقضايا لا تقل اهمية مثل مكافحة الارهاب والفقر والفساد وغيرها من القضايا التي تمس حياة المواطن كالإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وكلها عوامل أدت إلى وصول البلاد إلى الوضع الحالي، وكان في الإمكان معالجة كل هذه المشكلات عن طريق الحوار الوطني الجاد ، ولكن النظام او السلطة بعد حرب صيف 1994 وجدت نفسها منفردة في الحكم مما زاد في غطرستها.
عقب حرب 19944 طالبت النظام بفتح حوار مع الطرف الذي خسر الحرب، لتجنب حدوث آثار سلبية، وقلت حينها أن المنتصر في الحرب مهزوم, لكن لم يتم الأخذ بموقفنا وآرائنا، ومع الوقت ظهر الحراك الجنوبي السلمي الشعبي في يوليو 2007 كنتيجة طبيعية لمعاناة الشعب في الجنوب، وظهرت في الشمال مطالب الحوثيين “أنصار الله”، وفي الوسط وغيرها ظهرت مطالب أخرى لأن هناك مشكلات، وعبرت كل هذه الأطراف عن نفسها للمطالبة بتغيير النظام، ومع انطلاق الربيع العربي فى تونس ثم مصر وليبيا والبحرين تحركت الجماهير الشعبية في كافة مدن وقرى اليمن شمالا وجنوبا للمطالبة بإسقاط النظام وأيدتها لاحقا القوى والشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية وحتى القبلية .
بالنسبة للكثيرين، ارتبط مصطلح (الربيع العربي) بتوجيه اتهامات إلى أصابع خارجية بتحريك الشارع.. هل ترى هذه الاتهامات واقعية؟
الامر لا يخلو من ذلك ولقد سمعت الكثير من الكلام عن وقوف قوى خارجية وراء ما يجري فى المنطقة العربية وأخطاء الداخل هي من يستدعي التدخلات الخارجية، لكن برأيي أن وجود مشكلات حقيقية ذات بعد وطني وتؤثر على أمنه الوطني والقومي أدت إلى حراك وثورة تغيير وارتفعت المطالب من التغيير والإصلاح إلى المطالبة بإسقاط النظام.
إن ما جرى في اليمن ثورة حقيقية، سواء في ثورة التغيير التي اندلعت في اليمن عامة او ثورة الجنوب التي عبر عنها الشعب عبر الحراك السلمي الشعبي الحامل السياسي القضية الجنوبية .
واليوم وبعد سنوات على اسقاط النظام في تقديري أن هناك قوى استفادت من الثورة، وكنا نحتاج في اليمن إلى ثورة لا تكتفي بتغيير شخص الرئيس او بعض الرموز وإنما إلى تغيير الأوضاع كلها.
الوضع في اليمن الآن أكثر التباسا، فهناك صراعات على السلطة، وتدخلات لقوى إقليمية، كما أن البلاد تنزلق في حرب ومجاعة وكوليرا؟
الأوضاع في اليمن اليوم شديدة الصعوبة، فمؤتمر الحوار الوطني خرج -ونستطيع ان نقول لم يخرج- بقرارات منها على سبيل المثال موضوع الأقاليم الستة والتي أرى فيها سببا للأزمة لأن عزل إقليم أزل في الهضبة عن البحر والماء والثروة أثار مخاوف كثيرة للمؤتمر وأنصار الله وغيرهم مما أدى إلى التحرك عسكريا ضد النظام وتحالفهم مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكان ذلك عبر دعوتهم لإسقاط حكومة الوفاق في النصف الثاني من عام 2014 على خلفية أخطاءها وخاصة موضوع زيادة أسعار الوقود او ما سمي حينها (الجرعة) وجرت المطالبة بإسقاط الجرعة التي أسقطت الحكومة، حينها تصدر أنصار الله المشهد وقادو الاحتجاجات والتف الناس حولهم نتج عنها اتفاق السلم والشراكة في سبتمبر من نفس العام 2014 ، وأعتقد أنه (اي اتفاق السلم والشراكة) كان تفاهما ثلاثيا بين أنصار الله وبين كل من الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، والرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث جسد الاتفاق وتقاطعت المصالح لهذه الأطراف !
لكن أنصار الله غرهم تقدمهم السريع في عمران وصنعاء بالتفاهم مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ودخلو عدن والجنوب بالتنسيق مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكل ذلك جرى لتصفية حسابات بين مراكز القوى في السلطة وخارجها.
طالبت مرارا بوقف الحرب، وما زلت أطالب بوقفها، فالبعض كان يعتقد أنها نزهة، وستستمر لمدة شهر أو شهر ونصف على أبعد تقدير ، بينما كنت أرى أنها ستستمر لسنوات، وهذا ما يحدث الآن، حيث دخلت العام الثالث، وما تزال الحرب مستمرة، وأنا في تحذيراتي كنت حريصا على اليمن أولا ثم المنطقة ثانيا، فالعنف لا يولد إلا العنف ، ولهذا نصحت بحكم معرفتي بالشأن اليمنى وطبيعة الأوضاع فيها باللجوء إلى الحوار لحل المشاكل بدلا عن اللجوء إلى السلاح.
البعض يريد للحرب ألا تنتهي، فهناك قوى مستفيدة من استمرارها، مثلما حدث في حرب اليمن خلال ستينيات القرن الماضي، فوقتها اعتقد المصريون أن سرية مظلات أو صاعقة كافية لتثبيت حكم المشير السلال، وتنتهي القصة، لكن الحرب طالت فبدلا من 70 عسكريا وصل العدد إلى 70 ألفا، وسقط فيها 17 ألف شهيد مصري وبدلا من بضعة أشهر استمرت 7 سنوات ، واستمر الوضع على هذا الحال حتى التقى الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل بن عبد العزيز فى قمة الخرطوم عام 1967، واتفقوا على إنهاء الحرب، لكن بعدما خسرت السعودية أموالا، وخسرت مصر رجالا.
كيف يمكن أن تنتهي الأزمة اليمنية؟
قدمت مبادرة للمسؤولين في دول الخليج والدول الإقليمية والدولية وذلك سعيا مني لإنهاء الأزمة، وهي النقاط التي أعلنتها وأكدت عليها في العاصمة الروسية موسكو أثناء كلمتي في مؤتمر عن الشرق الأوسط في نهاية فبراير الماضي 2017 وتقوم المبادرة على عدة نقاط وهي :
ضرورة وقف الحرب، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ونزع السلاح من جميع الأطراف، وتشكيل قيادة جديدة للبلاد.
وبالنسبة للجنوب وقضيته العادلة ، اقترحت أن تكون الدولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي لفترة مزمنة وفقا لمخرجات مؤتمر القاهرة 2011.
اي أنه لابد ان يكون الحل شامل لكافة القضايا الوطنية والمصيرية كل ذلك وفق خارطة طريق وضمن سلة متكاملة.
لكن يبدو ان الأمور لم تنضج بعد على المستوى الاقليمي لحل الأزمة اليمنية ، وهنا لابد من الضغط على القوى اليمنية للانصياع إلى مصلحة الوطن والمواطن ووقف هذه المعاناة .
عند مناقشة الحلول تظهر 33 أطراف في المعادلة، هادى منصور وشرعيته، والحوثيين، والرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يعتقد في شرعية الشارع، هل أنت مع خروج هذه الأطراف؟
أنا أميل للابتعاد عن كل هؤلاء، فيجب أن تكون هناك مرحلة جديدة وقيادة توافقية، وقناعتي أولا يجب أن تتوقف الحرب، ثم تتشكل حكومة جديدة، وأن تبدأ عملية نزع السلاح، وأن تحل مشكلة الجنوب وأرى أنه بعد هذه الحرب المدمرة، أصبحت لدى جميع الأطراف قناعة بأهمية الحل السياسي ولكنني لست مع استئصال أي حزب سياسي في اليمن.
الأغلبية لديها قناعة بضرورة توقف الحرب، فهناك 199 مليون متضرر في حاجة إلى مساعدات إنسانية، وفي مؤتمر جنيف الخاص بجمع المساعدات لليمن، علقت على الحدث برأيي إن اليمن لا يحتاج إلى مساعدات إنسانية فحسب، وإنما نحتاج قبلها إلى وقف الحرب، فإذا توقفت الحرب سيعود المواطنون إلى أعمالهم ومزارعهم، ونبدأ عندها في بناء الوطن من جديد، اما اليوم فحتى لو وصلت المساعدات سنجد أنها لن تصل إلى المحتاجين الحقيقيين والأرقام والإحصاءات خير دليل على فداحة الأزمة واليمن غني بثرواته وخيراته وأبناءه وموقعه الاستراتيجي ولكن كل مايحتاجه اليمن هو الأمن والاستقرار لاستثمار خيراته وثرواته.
هل تعتقد أن الأزمة في اليمن ستنتهي عندما تتفق القوى الإقليمية؟
بالتأكيد، فهو ما حدث عندما انتهت حرب اليمن في الستينات بتوقيع الاتفاق بين مصر والسعودية، كما ذكرت سابقا، والأمر ينطبق على الصراعات بين الاقطاب في منطقة الشرق الأوسط واليمن إحدى ملفات الصراع.
لديك علاقات قوية بالعديد من الأطراف الفاعلة في الأزمة اليمنية، مثل سلطنة عمان وإيران والحوثيين، وغيرهم، هل يمكن أن اتصالات لتمهيد الأرض للوصول إلى حل سياسي؟
لا يمكن أن تسمع صوتا لا يتحدث عن وقف الحرب فى اليمن، حتى بين الخليجيين، فالجميع يتحدث عن وقف الحرب، ونحن نريد خطوات عملية للوصول إلى هذا الهدف، حيث توجد الرغبة لكن تنقص الإرادة، ويجب أن تكون هناك إرادة لدى أصحاب القرار، سواء القوى المحلية او الإقليمية او الدولية،
لا أنكر أن لي علاقات جيدة مع الجميع، في اليمن شمالا وجنوبا وكذلك مع المسئولين في دول الخليج، وسلطنة عمان، وإيران، وبالفعل أسعى مع جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لحل المشكلات فى اليمن حاليا، القضايا مترابطة، ويجب الوصول إلى حل
قابلت مؤخرا عددا من المسئولين الروس في موسكو، وجميعهم يتحدثون عن ضرورة وقف الحرب والعودة إلى الحوار، وحل المشكلات بالطرق السلمية، كما قابلت مسئولين أمريكيين وبريطانيين ألمان فى بيروت والقاهرة، والجميع يطالب بوقف الحرب.
من الطرف القادر على قيادة اليمن إذا تنحت أطراف الأزمة الثلاثة؟
لا أستطيع تحديد البديل القادر على قيادة اليمن فى الفترة المقبلة، لكن بعد حل جذري للقضايا الوطنية ووجود دستور جديد وقانون عادل ودولة نظام ومؤسسات يمكن وقتها ان نقول ان البلد بدات تسير في الطريق الصحيح وبغير ذلك لايمكن بناء وطن معافى يحقق لمواطنيه أبسط أسباب الحياة ومقوماتها.
ما موقف الحوثيين من المطالبات بوقف الحرب؟
مواقف الحركة معروفة سواء من خلال بياناتهم او من خلال مباحثاتهم في جنيف والكويت او ما يطرحونه على المبعوث الاممي السيد اسماعيل ولد الشيخ .
سبق وان التقيت مع وفد من جماعة أنصار الله في سلطنة عمان، وتحدثت مع أعضائه بكل صراحة حول ضرورة وقف الحرب، وطبعا كلهم قالوا إنهم مع وقفها، لكن يجب أن تحدث تنازلات سياسية وعسكرية بين جميع الأطراف والأهم من ذلك ربط الأقوال بالأفعال.
أعتقد أن الأمور بدأت تنضج بين جميع الأطراف للوصول إلى حل، ولابد من تغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الشخصية والحزبية
قدم وزير الخارجية السابق جون كيري مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية، طرح ضمنها عددا من الأسماء، وقال إنها قيادات مقبولة فى الشارع اليمني، وكنت أنت أحد هذه الأسماء المرشحة لقيادة اليمن في الفترة المقبلة، هل تقبل ذلك من أجل إنقاذ اليمن؟
أقولها بكل صراحة، لا أريد العودة إلى السلطة، لكنني أبحث عن حل لمشكلة اليمن والمنطقة، فأنا أبحث عن الحل وليس السلطة، وهناك أسماء كثيرة يمكن أن تترشح لهذه المهمة، ويمكن لو حدث توافق أن يتم الاتفاق على عدد من الأسماء وليس اسما واحدا، وأن يختار الناس الشخص المناسب لقيادة البلد، وهناك شخصيات كثيرة تستطيع ان تقود البلاد إلى الأمن والاستقرار. ولكن نريد دستور وقانون أولا والاحتكام لاحقا لصندوق الانتخابات.
والوزير كيري لم يطرح أسماء وإنما هي توقعات من أشخاص ومحللين سياسيين وصحفيين .. وهو طرح مبادرة بناء على لقاءاته التي أجراها مع مستشاريه في دول المنطقة والتقى خلالها في عمان مع وفد أنصار الله وغيرهم من مسؤولين من الدول المعنية بحل الازمة اليمنية ووصل في النهاية الى المبادرة وهي تقريبا رؤية لقاء اللجنة الرابعية (اميركا وبرطانيا والسعودية والإمارات) وانضمت لهم لاحقا سلطنة عمان ولكن هذه المبادرة أجهضت لأن بعض مراكز القوى لايريدون إنهاء الحرب.
هل هناك أسماء مرشحة بالفعل يمكن التوافق عليها حتى لو فى الغرف المغلقة؟
المهم الآن وقف الحرب وإيجاد حل ، وبعدها يمكن عبر الحوار الاتفاق على باقي التفاصيل، وهناك أسماء كثيرة يتم تداولها،
هل الرئيس الحالي قادر أن يواصل مهمته حتى اختيار رئيس توافقي جديد؟
الحقيقة أن الأزمة ليست في زيد او عمر ، وإنما الأزمة أيضا في كمية الأسلحة المنتشرة ونوعيتها التي يجب أن تسلم إلى جهة واحدة وهي وزارة الدفاع.
الحقيقة أن لدينا رئيس دون دولة مع الأسف، لهذا نحتاج رئيس دولة ورئيس حكومة ووزير دفاع واحد وجيش واحد وأمن واحد، لأننا الآن لدينا أكثر من جيش وأكثر من مليشيا، فهناك جيوش علي
عبد الله صالح، وعبد ربه منصور هادي، والحوثيين، والأحمر، والإصلاح والسلفيين إضافة إلى المنظمات الإرهابية التي يجب معالجة ملفها كأحد القضايا الأساسية وفق إستراتيجية واقعية.
خلال الفترة الماضية، تم الزج باسمك كقائد الحراك الانفصالي فى الجنوب، ما حقيقة ذلك؟
الحراك الجنوبي السلمي الشعبي هو حركة وطنية نابعة من معاناة الناس بدأت مطالب حقوقية ومن ثم سياسية ومع تعنت السلطة في عدم حل القضية الجنوبية وحل مشاكل الناس ارتفع سقف المطالب الى المطالبة بالانفصال واستعادة الدولة
انا مع الوحدة العادلة واسمي ارتبط باتفاقات الوحدة ابتداءا من اتفاقية القاهرة ودستور دولة الوحدة وقيام المجلس اليمني الأعلى والمشاريع المشتركة والمناهج المشتركة وكلها خطوات متدرجة على طريق الوحدة ومع الأسف أنه جرى عام 1990 الهروب إلى الوحدة من قبل الطرفين دون الاستفتاء عليها وهذا أدى إلى أزمة الثقة وحرب 1994 كما أشرنا آنفا وعملية الاقصاء للآلاف التي تمت بعدها. وهذا تاريخ …
لذلك طرحنا الحل منذ عام 20111 بدولة اتحادية من اقليمين لانه الحل الواقعي والعقلاني والبعيد عن الغلو والمزايدة
اما ما ينسب لي -مؤخرا- هنا وهناك من تصريحات فليس لي علاقة بها .. وأنا مسؤول عن موقفي ومواقفي معروفة
هل وجود التيارات المتطرفة كالقاعدة وداعش في الجنوب وصل إلى مستوى الأزمة؟
الفكر المتطرف هو سبب الأزمات سواء في الماضي او الحاضر وكذلك في المستقبل .. وهذه التيارات هي مشكلة ليست في اليمن فحسب وإنما اصبحت خطر عالمي يهدد العالم من شرقه الى غربه
وهذه التنظيمات هي انعكاس لسياسات، فالقاعدة معروف للجميع تاريخ نشأتها وفي اليمن هي صناعة يمنية إقليمية دولية، كانت بدايتها مع الحرب في أفغانستان، عندما جرى إرسال عدد كبير من اليمنيين وغير اليمنيين إلى هناك، وعقب انتهاء المهمة هناك ارتد هذا السلاح على المنطقة كلها والسحر على الساحر، ولكن النظام حينها قبل بصفقة (دولية وعربية) على توطين هذه العناصر في اليمن كما تردد آنذاك.
اليوم المطلوب هو حل هذه الظاهرة وفق إستراتيجية فكرية وتنموية واقتصادية وسياسية
وتجفيف مصادر تمويل هذه الكيانات، ومحاربة الفكر بالفكر، وتأهيل الأعضاء للانخراط فى المجتمع. كل ذلك عبر الحوار
في رأيك، متى يمكن الوصول إلى حل سياسي للأزمة في اليمن؟
نأمل ان تنتهي بأقرب وقت واليوم وليس غدا ، لكن مع الأسف ان الأمر مرتبط بجدية جميع الأطراف المعنية، فعندما التقى جمال عبد الناصر والملك فيصل توصلا إلى حل خلال ساعة، وقتها رحل رئيس وجاء آخر وانتهت الأمور، آمل أن نصل إلى وفاق قبل نهاية العام الحالي، وأرى أن مصر تاريخيا لها دور كبير في ذلك، فهي لديها علاقات قوية مع الأطراف اليمنية، كما أنها وقفت بجانب ثورة اليمن، وقدمت تضحيات كبيرة فى الشمال والجنوب.
مصر ليست بعيدة عنا، وأنا على اتصال بقيادات مصرية، للعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية، كما كانت لنا لقاءات سابقة مع المرحوم الوزير عمر سليمان، وكنا نتحدث صراحة عن الأوضاع فيها، وعن القاعدة، والحراك الجنوبي، والحوثيين، وهو سافر إلى اليمن أكثر من مرة في احداها كان معه امين عام جامعة الدول العربية الاسبق السيد عمرو موسى لايجاد حل للازمات اليمنية ضمن البيت العربي، لأن ما يجري في اليمن يهم مصر وأمنها القومي، فأي مشكلات تؤثر على الملاحة البحرية في البحر الأحمر تؤثر في قناة السويس، لهذا فأن أي مشكلات في اليمن تؤثر على الأمن القومي لمصر، بحكم الموقع الجغرافي لليمن وباب المندب، لهذا نعتقد أنه يجب عليها الاهتمام بالأزمة اليمنية، فاستمرار الحروب يؤثر على الملاحة الدولية، ونرى أن دور مصر مهم جدا فى هذه المرحلة، فقناعتي أن مصر عندما تنهض، فأن الأمة العربية بالكامل تنهض معها، وإذا حدث تراجع فى مصر تتراجع الأمة العربية معها.