صدمة وحرقة سعودية… والايرانين اسيادا للخليج
يمنات
صلاح القرشي
الايرانين اسياد الخليج… والعرب تحولوا الى شبه دول فاشلة ومنطقة استقطاب بين الدول الاقليمية الكبرى القائدة للمحاور الامريكية والدولية في المنطقة .
مثل ماقاله وزير خارجية السعودية الجبير عن ما قدمته االسعودية خلال ال 8 عقود المنصرمة من تعاون وخدمة الاهداف والمصالح الامريكية ، مثل اليوم عتاب وحرقة كبيرة في قلوب الملك والامراء السعودين بعد تحول المواقف الامريكية تجاههم ، وخاصة وان السعودية انفقت عشرات التيريليونات من الدولارات في سبيل اسقاط الانظمة القومية العربية وتحويلها الى حلفاء للامريكا ، وتمويل برامج وخطط الاستخبارات الامريكية في المنطقة والعالم .
لم يكن لدى السعودين من وجود استراتيجية ورؤية واضحة لما بعد ال 8 عقود من خدمة الاهداف الامريكية في المنطقة ، ومن وجود خيارات لديهم لمواجهة اي تغير في تعامل حلفائهم الامريكين والغرب معهم بعد تحقيق ونجاح اهدافهم في المنطقة ،
بمعنى ان الاسرة السعودية تعرضت لصدمة كبيرة و لم تضع في حسبانها رفض الامريكين وحلفائهم في قبول دور قيادي لها في المنطقة العربية ، وبحيث تكون هي وريثة النظام القومي الذي سقط لتصبح هي من تغطي الفراغ كقائدة للدول العربية بدلا عن الدور المصري والعراقي والسوري والليبي واواوا ، كما كانت تمني نفسها في لعب هذا الدور ، وكانت تعتقد ان امريكا والغرب سيمنحوها ذلك الدور عرفانا منهم ومكافئة لها على كل خدماتها لهم طوال ال 8عقود ، لكن هذا لم يحدث ؟!
بل اصبحت السعودية نفسها في موقع الفريسة التي يجب ان تلتهمها امريكا ، وتحول هاجس الامريكين تجاهها في كيفية تجريد السعودية مما تمتلكه من ثروة ضخمة بعد ان فقدت دورها واهميتها لديهم ، وحتى لا تقع هذه الثروة وتستغل من قبل دول اخرى كالصين وروسيا في دعم برامجهم وخططهم في المنطقة كما فعل معها الامريكين من قبل .
، ولم يغفلوا الامريكين من القيام ايضا بإضعاف مكانة السعودية كقوة دينية مؤثرة بفعل وجود المشاعر المقدسة لكافة مسلمي العالم في ارضها ، ولكي لا تستطيع استخدام هذه الورقة بالدفاع عن نفسها ،
الرئيس الامريكي كان له الدور الاكبر في هذا ، بفعل خطاباته التي فضح دورها تجاه وجود وبقاء اسرائيل ، واخراج تطبيعها وتعاملها مع اسرائيل الى طور العلنية ، وتحويل المحيط الشعبي العربي بالسعودية الى بيئة معادية لها ، يتمنون سقوطها . وهكذا تم اسقاط مكانة السعودية الدينية من عقول وقلوب مليار ونصف مسلم .
الامريكيون وحلفائهم يبدو انهم قد جهزوا كل الوسائل والخطط والبرامج التي على ضوئها سيتم تجريدالسعودية من الثروة التي تملكها وبحيث تصبح عديمة الحيلة في حرية التصرف بها واوا ..
فبالاضافة الى ما نشاهده اليوم من اغراق السعودية في مستقعات مكلفة في حروب وبؤر التوتر في دولة المنطقة ، مثل الحرب في العراق وسوريا وليبيا و اليمن وما تنفقة من تكاليف باهضة وشراء السلاح ، وهي تكاليف تكبد الخزينة السعودية مئات من المليارات من الدولارات .
فقد استعد وجهز لها الامريكين قائمة كبيرة م̷ـــِْن الاستحقاقات المالية لتجريدها من الثروة ، وتشمل هذه القائمة مطالبتها بدفع (تسعة تيريليون دولار ) يعني 9 الف مليار دولار امريكي مقابل فواتير تكاليف هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، وتكاليف الحرب الامريكية ضد العراق وافغانستان ، وفق بيانات بدات تسربها دوائر القرار الامريكية .
كما سيترتب عليها دفع عشرات المليارات مقابل فواتير حماية عرشها ، وحتى لو اضحت هذه الحماية اسمية وشكلية ، لاتقيها من الصفعات التي تتلقها من الحوثين والايرانين في هذه المرحلة . ولم يوفر ترامب محفل من المحافل الدولية او مهرجان انتخابي له الا وطالبها وعمل على هيانتها و تجريحها بخصوص ذلك .
وعلي السعودين ايضا ان يدفعوا عشرات المليارات من الدولارات للامريكين مقابل حماية ” حرية الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز ويمكن ان يمتد للبحر الاحمر كما نشاهد ذلك من خلال تطورات ومستجدات وتفاعلات الاحداث وإتجاهاتها في المنطقة . .
وهناك تكاليف اخرى سيجتهد الامريكين في خلقها وابرازها وبحيث تؤدي في النهاية كلها الى السطو ووضع اليد بشكل مباشر على ثروة الشعب العربي في السعوديةبإختلاف مصادرها ، سوا الاموال والارصدة النقديةفي الداخل والخارج وكل استثمارتها الخارجية ،او لثروتها الاحتياطيات النفطية والغازية التي مازلات تحت جوف الارض ، والتي ستكون تحت الارتهان والحجز لمواجهة كل هذه الاستحقاقات المالية المترتبة عليها والتي فرضها وسيفرضها الامريكيون عليها .
الامريكين وحلفائهم اصبحوا موجودين عسكريا وسياسيا وإقتصاديا بشكل دائم في المنطقة في الخليج العربي والعراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها، ومشتركين الى حد كبير في السلطة وادارة وتشكيل انظمة هذه الدول .
ويبدو انهم قرروا تغير سياستهم و تعاملهم الخاص بالتوازن الاقليمي في ادارة المنطقة وفقا للاستراتيجية جديدة، ومع دول اقليمية قوية ومؤثرة تشارك في قيادة محاورهم، وبحيث تكون قوية مؤهلة مثل ( ايران وتركيا وكيان العدو الصهيوني وغيرها) وتستطيع قيادة دول الخليج العربي واحتوائها وبقية الدول العربية ، و تستطيع ايضا من مواجهة الطموحات الصينية والروسية في المنطقة .
وهذا يعني انه غير مسموح إطلاقا لاي دولة عربية ان تقود الدول العربية وحتى لو كانت هذه الدولة حليفة للامريكا ودول الغرب وكيان العدو في فليسطين مثل السعودية ، وبحيث ان كل التسويات المتمخضة عن هذا الحراك الحاصل في المنطقة ستكون على حساب العرب للاسف .
وعلى الدول العربية ان تتحول الى محل استقطاب بين هذه الدول الاقليمية الكبرى وتحت هيمنتها ، بمعنى اوضح لانستبعد ابدا ان تتحول ايران الى سيدة الخليج العربي في قادم الايام كما تشير كل الدلائل والمواقف الامريكية والغربية تجاه الاحداث ، وهو ايضا مايتوقعه معظم المحللين والمسؤولين السياسين في المنطقة .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.