فضاء حر

توازن جديد يسقط اليمن في غياهب إحتلال غاشم ودائم .

يمنات

صلاح القرشي

القوات السعودية التي انتشرت قيل يومين في شبوة ، هي قوات إحتلال بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى .
ولٱنها مسلوبة الارادة لم تعترض حكومة الشرعية على هذا الانتشار الجديد بعد ما تكشفت وبطريقة علنية ومباشرة النوايا الاحتلالية للامارات والسعودية بعد ضرب الجيش الوطني في عدن وابين قبل ايام ومنعه من اسقاط تمرد الانتقالي.

واي يمني سوا كان مسؤول او مواطن عادي يفرق بين اهداف ونوايا الامارات والسعودية ومن خلفهم وفوقهم امريكا وبريطانيا في اليمن فهو ياما عميل مرتبط بهم او مصاب بلوثة عقلية .

الحوثي والانتقالي وبقية المليشيات المدعومة من التحالف ، يمثل بقائها ضرورة حتمية لرباعية العدوان ، في بقائها ووجودها وممارسة هيمنتها وإحتلالها ونهبها لليمن .

لان اهدافهم جميعا تتقاطع في اليمن ، ومشاريعهم مرتبطة ببعضها البعض .

في المقابل وجود قيادة الشرعية في فنادقها مقيدة ومسلوبة الارادة وبصورة ضعيفة ورمزية ضرورة حتمية لرباعية العدوان ، في شرعنة كل ما نفذته وستنفذة في اليمن، فقط لفترة من الزمن الى حين حصولهم على مخرج وصيغة مناسبة للإنتهاء منها.

وفي الوقت الحالي ستغير الطائرات الحربية الاماراتية والسعودية على كتائب والوية الجيش الوطني التابع لحكومة الشرعية إن هي حاولت التقدم بريا صوب مدينة صنعاء وحاولت إسقاطها وإنهاء ” تمرد الحوثي ” بالضبط كما فعلت وقصفتها عندما تقدمت هده القوات من مارب وسيطرت على شبوة وابين ومن ثم سيطرت على عدة احياء في مدينة عدن ولحج ، وكان إنتصارها ونجاحها قاب قوسين او ادنئ من إسقاط تمرد وانقلاب الانتقالي في الجنوب .

وهذا يدل على ترابط اهداف ومشاريع القوى الانفصالية في عدن وصنعاء مع اهداف ومشاريع الامارات والسعودية وامريكا وبريطانيا في اليمن.

القوات السعودية والقوات الاماراتية والامريكية والبريطانيا وغيرها من القوات الغربية الحليفة لها المنتشرة والمنتظر إنتشارها في اليمن ستحتل اليمن وستبقى فيه لعشرات السنين للاسف تحت التوازن الجديد التي فرضته رباعية العدوان (يقوم بين هذه القوى المسلحة على الارض اليمنية بفعل ترابط وتقاطع مشاريعها واهدافها وبقائها في اليمن ).

فمثلا عيدروس الزبيدي وكل قيادة الانتقالي لن يقوموا يوما بتحريك قواتهم او اعلان الحرب على قوات الاحتلال لدول رباعية العدوان المنتشرة في اليمن ، لان هذه القيادة وقواتهم متعلق ومرتبط بقائها في عدن والجنوب ببقاء وتدخل الامارات والسعودية وامريكا وبريطانيا ، وفي إستمرار إحتلال قوات هذه الدول لليمن. فبدون وجودهم سيسحق الانتقالي ويتم إسقاطه مثلما كان سيحصل وشاهدنا في احداث عدن الاخيرة .

وهكذا بالمثل الحوثي ، فلولا تدخل بريطانيا وامريكا في وقف هزيمته في الحديدة ، وقصف قوات الحكومة الشرعية في نهم وبقية الجبهات ومنع تقدمها صوب صنعاء لكان سقط ، وطبعا لم تفعل كل ذلك هكذا لوجه الله ، او حبا في سواد عيون الحوثيين ، ولان هذه الدول ليست جمعية خيرية .

ولهذا السبب سيحرص الانتقالي والحوثي على عدم طرد او خروج قوات الاحتلال التابعة لرباعية العدوان من اليمن .

وخاصة وانهم يستمدون وجودهم وبقائهم وإعتراف بسلطاتهم على المناطق التي يسيطرون عليها من هذه الدول .

بإعتقادي الشخصي ان بقاء الحوثي في صنعاء سيمثل لدول الاحتلال ماكان يمثله بقاء المملكة المتوكية في صنعاء لبريطانيا وبقائها في الجنوب ،

فالامام احمد رفض اي دخول اسلحة عبر الحديدة ومرورها عبر منافذ الحدود للثوار في الجنوب الساعيين انذاك لطرد البريطانين المحتلين .

وسينتهج الحوثي نفس هذه السياسة بعد الاعتراف به من هذه الدول المحتلة للجنوب ، لان اي ثورة شعبية تنطلق من الشمال وتسقط وتطرد المحتلين للجنوب ستعود لتسقطه في صنعاء مباشرتا .

والعكس صحيح ستحرص هذه الدول المحتلة على اجهاض اي ثورة شعبية مسلحة تسقط الحوثي في صنعاء ، لانها إن نجحت في ذلك ستعود وستجتاح الجنوب وتطرهم منها.

ولهذا للٱسف جميعهم متفقين على محاصرة وإضعاف الشعب اليمني وتركيعه وإخماد اي مقاومة به وتجويعة وإفقارة ، كما ان التاريخ يعيد نفسه.

وكنا نٱمل من الحوثيين ان لا يتقزم مشروعهم ويضيق ويختزل في عودة السادة للحكم واحتكاره تحت اي مسمى وفي جزء من الوطن . وعلى حساب إستقلال وسيادة ووحدة الوطن .

الحوثيين ٱختصروا الطريق الصعب وفضلوا هذا الخيار للوصول الى الحكم ، لان خيار المحافظة على إستقلال وسيادة ووحدة الوطن والوقوف في وجهة رباعية العدوان وبقائهم في اليمن بشكل حقيقي وجدي سيكلفهم السقوط سريعا ، وهذه الدول ستبيعهم لبقية القوى الاخرى المدعومة منها وتهدر دمائهم لها وتحت غطاء جوي حقيقي لها .

كما لاننسى وقوع اليمن داخل دائرة الاستقطاب بين محاور المنطقة وهذا يضاف لبقية الاسباب التي اوقعته تحت هذا الاحتلال الاماراتي السعودي الامريكي البريطاني .

اخيرا الخروج من هذا المٱزق وهذا المستنقع والاحتلال لن يتم إلا بضرب وإسقاط هذا التوازن الجديد الذي فرض على اليمن ، ولايتٱتى ذلك إلا بتوحد اليمنين ودخول دولة عربية قوية على خط الازمة ، تدعم اليمنين وتسعى الى إسقاط هذا التوازن الجديد وتغيره ، كما فعلت جمهورية مصر العربية المتحدة في عام 62 م من القرن الماضي .

فهل سينتظر اليمنين الكثير من الوقت والسنين للدور المصري من جديد او اي دور عربي اخر مشابه له لكي يستطيع تدمير اعمدة هذا التوازن الجديد وإسقاطه وإستعادة حريتهم وكرامتهم وسيادتهم واستقلالهم وثروات ارضهم .

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى