فضاء حر

غرور الطغاة ..!!!

يمنات

أيوب التميمي

(تشاوسيسكو) طاغية رومانيا السابق قبل مصرعه بأربعة أيام وقد اندلعت الأحداث في مدينة (تيمي شوارا) على يد قسيس مسالم فسئل عما يجري وهل يخشى أن تتطور الأمور الى أسوأ قال: عندما تتحول أشجار البلوط الى تين عندها قد تتغير الأوضاع في رومانيا. قال له الصحفي من جديد ولكن العاصفة في أوربا الشرقية عرت كل الأشجار فهل يمكن أن يصيب رومانيا ما أصاب من حولها أجاب بثقة مطلقة: هذا صحيح وقد تغيرت الأوضاع في كثير من دول أوربا الشرقية ولكن رومانيا شيء آخر لاتعرفونه أنتم نحن نعلمه.

*وهي نفس المقولة التي رددها بعض الزعماء العرب عند هبوب رياح الربيع العربي، ان ليبيا ليست تونس وليبيا ليست اليمن وهكذا هي لغة كل طاغية يكرر نفس المقولة ويحيق به نفس العذاب. كان ينطق على نحو من يسيطر على القدر وتجري الرياح مرسلات بين يديه. وأنه يشكل استثناءً أسطورياً فوق قوانين التاريخ. ولكن الذي حدث أنه في أيام معدودات أصبح تحت التراب عظة لكل طواغيت الأرض الذين لايتعظون.

*ترك” تشاوسيسكو” خلفه (قصر الشعب) الذي أنفق عليه ميزانية خاصة كي يعمره فسكن المقابر والبلى وتركه خلفه خاويا على عروشه بما ظلم. وسرى عليه قانون التاريخ كما سرى على الطواغيت من قبل ،فما بكت عليهم السماء والأرض وماكانوا منظرين.

ومن سخرية الأقدار أن” شاوسسكو” كان شيوعياً أحمراً مراً، والشيء الذي جاءت من أجل اقتلاعه الشيوعية تحديداً تم ترسيخه على يد الرفاق أضعافاً مضاعفة مما كان في عهد شاوسسكو ،،،،!

يصف الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد) هذا النموذج من الأعوان:(الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم الى الشرطي والفراش وكناس الشوارع. ولايكون كل صنف الا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً؛ لأن الاسافل لايهمهم جلب محبة الناس وإنما غاية مسعاهم اكتساب ثقة المستبد. وهذه الفئة يكثر عددها ويقل حسب شدة الاستبداد وخفته فكلما كان المستبد حريصا على العسف احتاج الى زيادة جيش العاملين له واحتاج الى الدقة في اتخاذهم من أسفل السافلين الذين لاأثر عندهم لدين أو وجدان واحتاج الى لحفظ النسبة بينهم بالطريقة المعكوسة وهي أن يكون أسفلهم طبعاً أعلاهم وظيفة وقربا. إن العقل والتاريخ يشهد أن الوزير الأعظم هو اللئيم الأعظم في الأمة).

أخطر مرضين ينخران في الضمير البشري لانتاج ظاهرة العقل المعتقل هما الآبائية ومرض الاستكبار. الآبائية بالخوف من الجديد الذي يدعو الى التغيير، والاستكبار برفض الحق ولو جاءتهم كل آية في مرض مركب معقد من بنية الجهل، وأخطر مرض يجمد حركة المجتمع هي رفضه للأفكار الجديدة، لإنه يقتل بهذا روح الابداع والمبادرة والتغيير.

ما بأن يعلن حاكم عن استبداده بالحكم الا والتف حوله كل أسقاط المملكة وحثالتها وماأعني بذلك صغار اللصوص بل اولئك الذين يدفعهم طموح حارق وبخل شديد ليصيروا هم أنفسهم طغاة مصغرين في ظل الطاغية الكبير. هكذا الشأن بين اللصوص ومشاهير القراصنة: فريق يستكشف البلد وفريق يلاحق المسافرين. فريق يقف على مرقبة وفريق يختبيء. فريق يقتل وفريق يسلب).

من كتاب آلة الطواغيت

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى