طالبان تفرض بعض النظام حول مطار كابول بعد الفوضى وترسل “مئات” المقاتلين لوادي بانشير للسيطرة عليه
يمنات – وكالات
ذكر شهود أن حركة طالبان الحاكمة حاليا في أفغانستان فرضت بعض النظام حول مطار كابول الذي تعمه الفوضى اليوم الأحد 22 اغسطس/آب 2021، فجعلت الناس يشكلون طوابير خارج البوابات الرئيسية ولم تسمح للحشود بالتجمع في محيطه.
وقال الشهود إنه لم يكن هناك عنف أو فوضى عند المطار فجر الأحد. وأضافوا أن طوابير طويلة تتشكل على الرغم من أن الوقت كان مبكرا للغاية.
و أعلنت طالبان الأحد توجه “مئات” المقاتلين إلى منطقة وادي بانشير شمال كابول الخارجة عن سيطرتها وحيث تسعى مقاومة مسلحة لتنظيم صفوفها والتصدي للحركة المتطرفة التي تكاد تحكم قبصتها على كامل أفغانستان.
وكتبت الحركة في تغريدة على حسابها على تويتر بالعربية “مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بانشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي”.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن بلاده سيّرت أربع رحلات جوية إلى كابول ليل السبت لإجلاء أكثر من 300 شخص من بينهم أستراليون وأفغان يحملون تأشيرات ومواطنون من نيوزيلندا والولايات المتحدة وبريطانيا.
ونصحت الولايات المتحدة وألمانيا رعاياهما في أفغانستان بعدم الذهاب إلى مطار كابول أمس السبت، وحذرتا من مخاطر أمنية مع احتشاد الآلاف سعيا إلى الفرار من البلاد.
وقال مسؤولون بحلف شمال الأطلسي وطالبان إن ما لا يقل عن 12 شخصا قُتلوا في المطار وحوله منذ الأحد الماضي. وقال شهود إن بعضهم أصيب بطلق ناري والبعض الآخر لقي حتفه في وقائع تدافع.
وزادت الحشود عند المطار رغم الأجواء الحارة المستمرة منذ أسبوع، واصطدم آباء وأمهات وأطفال بجدران خرسانية أثناء التدافع في محاولات يائسة للسماح لأسرهم بالمغادرة.
وأرجأت سويسرا أمس السبت رحلة طيران مستأجرة كانت ستقلع من كابول بسبب الفوضى عند المطار.
بدوره قال أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، إنه مستعد كي يسامح في دماء والده، الذي اغتيل قبل يومين من هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2011، إذا توفرت شروط السلام والأمن في أفغانستان.
ويملك مسعود نفوذاً كبيراً في وادي بنجشير، المنطقة الرئيسية التي لم تسيطر عليها حركة طالبان حاليا.
وقال في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية نشرتها اليوم الأحد :”نحن مستعدون للتحدث مع طالبان، ولدينا اتصالات مع الحركة … وحتى والدي قد تحدث مع طالبان. لقد ذهب أعزل بلا أي حراسة للتحدث مع قيادة الحركة خارج كابل في عام 1996، وقال لهم: ماذا تريدون؟ تطبيق دين الإسلام؟ فنحن أيضاً مسلمون ونريد السلام أيضاً، ولذا فدعونا نعمل معا”. وأضاف “مع ذلك، فإن الحركة تريد فرض الأشياء بالسلاح، وهو ما لن نقبله، فإذا كانوا يريدون السلام، وتحدثوا إلينا وعملوا معنا، نحن جميعاً أفغان وسيكون هناك سلام”.
وتابع مسعود بالقول :”في عهد والدي، لم تستطع طالبان الاستيلاء على الشمال، ثم قام تنظيم القاعدة بقتله … لكن لديّ الرغبة والاستعداد للعفو عن دماء والدي من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في البلاد … ومستعدون لتشكيل حكومة شاملة مع طالبان من خلال المفاوضات السياسية، ولكن ما هو غير مقبول هو تشكيل حكومة أفغانية تتسم بالتطرف”.وأكد
:”لا نريد القتال، ومع ذلك، فإننا على استعداد للقتال إذا دخلوا بنجشير. صحيح أنهم يمكنهم الدخول بسلام بدون أسلحة، ولكن في حال دخلوا بالبنادق، فنحن مستعدون للدفاع حتى آخر رجل، ولكن يجب إعطاء السلام فرصة حتى ولو كان هذا السلام مع طالبان”.
ولم تسيطر حركة طالبان على بنجشير خلال فترة حكمها السابقة للبلاد بين عامى 1996 و2001.
22 وقال أحمد مسعود، إنه يأمل في إجراء محادثات سلام مع الحركة التي سيطرت على كابول الأسبوع الماضي لكنه أكد أن قواته مستعدة للقتال.
وأضاف مسعود لرويترز عبر الهاتف اليوم الأحد من معقله في إقليم وادي بانجشير الجبلي في شمال غرب كابول حيث جمع فلول وحدات الجيش النظامي وقوات خاصة وميليشيا محلية “نريد من طالبان أن تدرك أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو المفاوضات…لا نريد اندلاع حرب”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا