عبد الفتاح عثمان.. الخير فيه أصيل..!
يمنات
محمد الصُّهباني
هذه الصورة لصديقي الإنسان عبد الفتاح عثمان، تاجر معروف في مديرية خدير، بتعز. التقطت ظهيرة اليوم، الثاني من ديسمبر/ 2024م، كانون الأول، دون أن يكون راضٍ عنها، وألحت عليه أن تكون بهذه الوضعية. قلت له: “أعرف أنك لا تهتم بالتقاط الصور، ولكن يجب أن أحتفظ لك بصورة للذكرى”. فابتسم مليًا.
قد يعرف كثيرون هذا الرجل، ولكن رُبَّما لا يعرفون شيئًا عن قلبه الكبير وإنسانيته إلا الله. وأنا، وقد أكون مخطئًا. وإذا سألنا: ما هي صفات إنسان يحمل فعلاً قلبًا كبيرًا في تعاملاته مع الآخرين؟ فالرحمة، العطف، التسامح، الشهامة، الصدق، التواضع، المروءة.
والحاج عبد الفتاح يعيش حياته بهذه الصفات أو يزيد. شأنهُ شأن بقية الناس في مدينة “الدِّمنة” التي أُنشئ فيها، ليكون قريبًا من البسطاء، خصوصًا. ضاحكًا بشوشًا، ومنفتحًا مع من اقترب منه، وكل من يحاول أن يكون قريبًا منه.
ما وجدت تاجرًا في المدينة إلا وتلبسه الغرور في أحاديثه وتعاملاته مع الآخرين إلا من رحم ربي. غير أن عبده الفتَّاح تجاوز هؤلاء، أخلاقًا وسموًا وتجارةً، إن جاز التعبير. تاجر سعيد، ويعيش سعادة في شبع الضباحا والبائسون.
يقول الإمام علي: “لا تُعاشِر نفسًا شبعت بعد جوع، فإن الخير فيها دخيل، وعاشر نفسًا جاعت بعد شبع، فإن الخير فيها أصيل”.
وعبده الفتَّاح، عرف الخير وطريقه إلى أعمال الخير، دون تصنع، أو انتظار كلمة شكر “من منافق”. وأقسم أنني اشاهده منذ أكثر من ست سنوات، وهو لا يتناول وجبة الغداء إلا في حضرة جياع الحي. صدقوا أو لا تصدقوا أنه يتناولها في أحيان كثيرة مع عماله المهمشين، وغيرهم ممن لا يعلمون معه.
أتساءل: هل شاهدتم تاجرًا في المدينة يتناول وجباته مع “المهمشين”؟. أليس في ذلك عظمة إنسان لا يشبع إلا بشبع هؤلاء الجوعى؟.
هذا أقل بكثير من أن أتحدث عن صفات هذا الإنسان التي تُجسِّد سرًّا وجهرًا مقولة لأبي الرحيل – رحمة الله عليه – أرددها دائمًا “إن الطرق إلى الله لاتُعدُّ ولا تُحصى”.
كان يجب أن أكتب عنه منذ عرفته عن قرب، إنسانٌ، هو أكبر من أن ينتظر إطراءً مني أو من كائن كان.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا