لماذا قست قلوبكم وماتت ضمائركم..؟!
يمنات
عبد الوهاب قطران
مرت قرابة خمسة اشهر على خروجي من زنازن سجن المخابرات بصنعاء، الا انني وجميع افراد اسرتي ما زلنا نعاني من اثار السجن الى اللحظة، وماخلفه لنا من متاعب ودمار مادي ونفسي وامراض ومعاناة..
سته اشهر من الاختطاف والتغييب خلف الشمس تسببت في نزيف ارواحنا ودمار اجسادنا وممتلكتنا وحياتنا.
اقسم بمن رفع السماء بلا عمد اننى ما زلت اعالج اثار السجن الى اللحظة، لم اشعر بالاستقرار بعد، رغم مرور خمسة اشهر على خروجي من السجن..
دخلت السجن سته اشهر، وانا بخير بصحة جيدة وكذلك زوجتي واولادي اصحاء مستقرين، وايضا صديقي الاعز الرفيق المناضل احمد سيف حاشد كان بخير وبصحة جيدة، وخرجت من السجن وانا مريض وكلنا امراض..
ما زلت اصلح وارمم كلما حطموه ونهبوه من بيتي اثناء اقتحامه بقوة السلاح، وبدون اي مسوغ قانوني، اعادوا بعضه وهو مدمر وعاطب، لاب توبات، هواتف وذواكر، والبعض لم يعيدوه الى اللحظة، حتى سيارتي قاموا بتفتيشها بعد اختطافي، ومزقوا طربالها وعبثوا بها، وتسببوا بتعطيل كمبيوترها.
ومنذ خروجي وانا اصلح مادمروه بالبيت والسيارة واللبتوبات والهواتف وخزنة البصائر والمغالق وكهرباء البيت ووو..
وما زلت الى اللحظة اعالج محمد واحمد وام محمد يوميا بالمستشفيات بدون جدوى او امل بالشفاء..
لا اشعر بالاستقرار الى اللحظة. صديقي ورفيقي القاضي احمد سيف حاشد اصيب بجلطة قلبية، وانا في السجن وغادر الوطن الى ارض الكنانة لتلقي العلاج ولاينام الا بجهاز تنفس، ولم يفرجوا عني الا بعد يوم من سفره. مرت سنة منذ اخر مرة التقينا..
ويعلم الله متى سنلتقي..؟
الا يدرك السجانين عديمي القلوب والضمائر مايتسببوا به من دمار ومعاناة وعذاب لكل سجين هو وجميع افراد اسرته..؟!
افكر في حال ومعاناة وعذابات من عرفتهم بالسجن هم واسرهم، والذي تم رميهم خلف القضبان بدون اي ذنب ونسيانهم خلف الشمس، دون ان توجه لهم تهمة رسمية ويحالوا للمحاكمة العادلة امام قاضيهم الطبيعي، ومر على بعضهم مرمي خلف القضبان اربع سنوات بدون محاكمة كالشيخ وليد مقبل الغيل، وهاشم الهمداني وابنه واخوانه وابناء عمه القابعين في الزنازن الانفرادية في ظروف قاسية، منذ اكثر من سنة ممنوع عن اهلهم زيارتهم ولايسمح لاهاليهم الاتصال بهم.
لالشيء سوى الغطرسة والطغيان والامعان بالظلم والقهر والاذلال..
وكذلك هو حال الاستاذ الفاضل والتربوي القدير مجيب المخلافي المرمي في سجن المخابرات منذ اكثر من سنة بدون اي ذنب سوى ان السجانين يمتلوكوا سلطة مطلقة للتحكم برقاب العباد..
ومثلهم الكثير ممن لانعرفهم وساقهم سوء حظهم الى يد سجان لايرحم ولايراعي فيهم ال ولاذمة..
اي قلوب ميتة تمتلكوها لتنكلوا بعباد الله بسجونكم، ولماذا لاتراجعوا انفسكم وتنصفوا الناس وتشعروا بمعناتهم المستضعفين..؟!
الم يسبق لكم ان سجنتم وذقتم مرارة الزنازن ومعاناة اهلكم وانتم مغيبين عنهم خلف الشمس..؟
فالاحرى بكم ان تشعروا بمعاناة المساجين المنسيين المستضعفين في سجونكم وتعجلوا بإطلاق سراحهم ..
فالرجوع الى الحق خير من التمادي بالباطل..
شغلت منصب القضاء بأمانة العاصمة وبمحافظة اب، قاضيا ورئيس محكمة لعدة سنوات، وكنت اذا اقتضت الضرورة القصوى وقررت سجن مواطن اخل بنظام الجلسة او تجاوز وثبت لي استحقاقه للسجن لانه افسد او ابتز اخرين بااسمي، اقرر سجنه بحجز المحكمة او المديرية، وكل يوم يرفع لي كشف باسماء المساجين، وكل ليلة اراجع نفسي واشعر بتأنيب ضمير واشعر بمعاناة وعذابات السجين واهله، وافرج عنهم بعد يوم يومين واقصى مدة اسبوع او عشرة ايام فقط.
فلماذا انتم قساة قلوب وماتت ضمائركم..؟
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا