أرشيف

المخاطر تخيم على إستقرار ووحدة اليمن

 يرى المحللون أن المخاطر عادت لتخيم على استقرار ووحدة اليمن مع تنامي تهديد تنظيم القاعدة وعدم التوصل إلى حل حقيقي للتمرد الحوثي في شمال البلاد فضلا عن تنامي المشاعر الانفصالية في الجنوب. وقال دبلوماسي أجنبي في صنعاء إن «اليمن ليس دولة منهارة» أي أنه ليس بلدا تفككت فيه الدولة، «لكنه على شفير ذلك، ويمكنه أن ينزلق بسرعة إلى هذا الوضع لأن مشاكله تتراكم».

من جهته، ذكر دبلوماسي آخر أن «هناك منطقة على شكل هلال» تمتد من شمال البلاد إلى المناطق القبلية في الشرق «حيث ليس للحكومة فعليا أي سيطرة على المستوى الأمني». وعمد البعض في الفترة الأخيرة إلى إجراء مقارنة بين اليمن والصومال الواقع في الضفة الأخرى من باب المندب الذي يعيش حالة من الفوضى منذ سقوط الدكتاتور السابق محمد سياد بري في 1991. وهذه المقارنة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون إيجابية بالنسبة لليمن.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، وضع رئيس الأركان الاأميركي الأميرال مايكل مولن الصومال واليمن في سلة واحدة وأعرب عن القلق الشديد إزاء ظهور ملاذات آمنة محتملة لمتطرفين إسلاميين يدينون بالولاء لتنظيم القاعدة في كلا البلدين.

ولخص مؤسس ومدير منتدى التنمية السياسية علي سيف حسن الوضع بالقول إنه «خلال السنوات العشرين او الثلاثين الماضية، أتى الى هنا كل الإسلاميين الذين يعانون من مشاكل (..) إنه ملجأ بالنسبة لهم». إلا أن الخطر بالنسبة للنظام اليمني لا يقتصر أبدا على التهديد الجهادي إذ أن النظام يواجه "«ثلاث حركات تمرد» حسبما كتب مؤخراً المحلل براين أونيل في نشرة «تيروريزم مونيتر» الصادرة عن مؤسسة جيمستاون الأميركية.

 

فإلى جانب التصدي للـ«جهاديين»، تواجه السلطات تمردين في الشمال، وتحديداً في محافظة صعدة، وفي المناطق الجنوبية. والقتال في الشمال بين القوات الحكومية وقوات «الشباب المؤمن» المتمردة المنبثقة عن الطائفة الزيدية، والذي أسفر عن مقتل الآلاف منذ 2004، توقف اعتبارا من تموز/يوليو الماضي، إلا أنه لم يتم حل المشاكل في العمق.

وذكر دبلوماسي أن «خطر عودة القتل جدي، ويبقى أن نعرف متى».

وفي الجنوب حيث سبق أن سحقت محاولة للانفصال في 1994، يتصاعد التململ بقوة من جديد منذ سنتين ضد كل ما يمثل الشمال والنظام في صنعاء. ويحاول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي وصل إلى السلطة عام 1978، فهو سياسي محنك، أن يتأقلم مع الأزمات ويواجها للحفاظ على السلطة وإنما أيضا للحفاظ على وحدة البلاد».

ولكن الدبلوماسي وعند سؤاله حول إمكانية تفكك اليمن إذا ما غادر صالح السلطة، قال إن الامر يتعلق «بالظروف التي يتم عبرها هذا التحول». وسيبلغ صالح السابعة والستين من العمر هذه السنة، وهو كان أعيد انتخابه في 2006 ضمن انتخابات رئاسية كان له فيها، وللمرة الأولى، منافس حقيقي.

ولتجنب حصول مقاطعة للانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في نيسان/ أبريل المقبل، توصل الحزب الحاكم (حزب المؤتمر الشعبي العام) نهاية شباط/ فبراير إلى اتفاق مع المعارضة من أجل تأجيل الانتخابات سنتين لإفساح المجال أمام إصلاح النظام السياسي والانتخابي في البلاد.

ولكن، يعتقد البعض أن القبائل، وإن كانت إحدى أسباب ضعف الدولة، يمكنها إذا اقتضت الأمور ذلك أن تكون بمثابة الخلاص لليمن عبر احتلالها مكان السلطة المركزية. وخلص الدبلوماسي إلى القول إن «اليمن بلد ضعيف» ولكن «هو ليس الصومال،..لأن القبائل موجودة».

زر الذهاب إلى الأعلى