أرشيف

الزعبي تواجه قراصنة البحر والكنيست

تتواصل في إسرائيل حملة التحريض على النائبة العربية في الكنيست حنين الزعبي، على خلفية مشاركتها في أسطول الحرية، وكشفها لتفاصيل المجزرة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية بحق المتضامين الدوليين.

وشهد الكنيست الأربعاء جلسة تحريض على النائبة الزعبي، انخرط فيها عشرات النواب اليهود من مختلف أحزاب اليمين، موجهين لها تهديدات صريحة ومبطنة وشتائم وتأليب عنصري.

وتلقى مكتب النائبة في الكنيست عشرات المحادثات الهاتفية والرسائل الإلكترونية والتي تبيح قتلها وإيذائها والمس بها جسديا وتتمنى لها الموت السريع، وأن تفقد أسرتها بالأسلوب ذاته الذي لقي به المتضامنون حتفهم.

وخلال الجلسة وجه بعض النواب اليهود ألفاظا بذيئة للزعبي، وتمادوا في عنفهم الكلامي، موجهين لها عبارات "خائنة، حصان طروادة، إرهابية" مطالبين بسحب حصانتها البرلمانية وطردها من إسرائيل.

وحاول بعض النواب اليهود الاعتداء عليها خلال اعتلائها منبر الكنيست، إلا أن النواب العرب وحراس البرلمان تصدوا لهم وشكلوا درعا واقيا حول الزعبي.

وقوبلت كلمات النواب العرب جمال زحالقة ومحمد بركة وإبراهيم صرصور وطلب الصانع بصراخ وزعيق من النواب اليهود، الذين انبروا يطلقون الشتائم والبذاءات ضد أعضاء الكنيست العرب، والجماهير العربية في الداخل.

ورغم الشتائم ومحاولات الاعتداء والتحريض والعنف الكلامي، حافظت الزعبي على هدوئها واعتلت منبر الكنيست لترد على حملة التحريض. وقالت بكلمات واضحة وهادئة "أنا لن أرد على التحريض وعلى الشتائم والتأليب، لأنني ببساطة احتقر هذه الأقوال ومن يقولها".

وفقد النواب اليهود أعصابهم بسبب هدوء الزعبي، ووصل الأمر بالنائبة انستاسيا ميخائيلي من حزب "إسرائيل بيتنا" بالتوجه نحو منبر الكنيست خلال إلقاء الزعبي لكلمتها، ومحاولة الاعتداء جسديا على الزعبي وإنزالها من على المنبر، إلا أن الحراس حالوا دون ذلك في اللحظات الأخيرة.

القرصنة واحدة

وقالت النائبة حنين الزعبي"لم أفاجأ من حملة التحريض، لكن لم أتوقع الملاحظات والعبارات الشخصية التي وجهت لي والتي لم تلتقطها كاميرات التلفاز. فهذه الجوقة لم تكن نتاج عنصرية وإنما نتاج زعرانات، فالقرصنة بالمياه الإقليمية، هي ذات القرصنة والزعرنة في الكنيست، ولو أعطي السلاح لهم في الكنيست لعرفوا كيف يستعملونه ضدي".

وتابعت الزعبي في حديثها للجزيرة نت "العنصرية العدائية التي سادت في جلسة الكنيست، هي الوجه السياسي للعدائية التي وجدت على سطح أسطول الحرية خلال اقتحامه من قبل البحرية الإسرائيلية".

وأردفت قائلة "الفرق أنه في الكنيست لم يكن بحوزتهم سلاح فاستعملوا حناجرهم وقريحتهم العنصرية، وشعرت بأنني وسط مجموعة من فاقدي الصواب والأخلاق".

وفي أعقاب ما حدث، أبلغ ضابط الأمن في الكنيست النائبة الزعبي، بأنه تقرر وضع حراسة مشددة عليها حتى خلال وجودها في البرلمان.

وأشارت الزعبي، إلى الإجراء القاضي بتشديد حراستها حتى داخل أروقة الكنيست بأنه مؤشر على أن أعضاء الكنيست اليهود يشكلون خطرا عليها. وأضافت "الجو العام في البلاد مخيف والرأي العام الإسرائيلي يشهد تطرفا غير مسبوق، أظن أن علي أن أخاف على حياتي".

وخلصت إلى القول إن جزءا من حملة التحريض، كون إسرائيل تشعر بحالة من العزلة والانتقادات الدولية، ولا تستطيع أن تتحمل أي انتقادات من الداخل، خصوصا وأنني كنت شاهدة عيان على اقتحام الأسطول، حيث تعرضت للبقرة المقدسة" التي اسمها الجيش.

سأشارك ثانية

وأكدت النائبة الزعبي أن كل التحريض والتهديد لن يردعها عن القيام بواجبها الوطني والإنساني، وقالت "سأشارك في أسطول الحرية مرة أخرى، رغم أنف العنصريين".

وأدان التجمع الوطني الديمقراطي بشدة الهجوم الأرعن الذي تعرضت له النائبة الزعبي.

وأكد التجمع في بيان أن ما حصل يدل على الحضيض الذي وصلته السياسة الإسرائيلية، وعلى هشاشة ما يسمى الديمقراطية الإسرائيلية، وعلى الارتباك والتخبط والهلع الذي أصاب إسرائيل في أعقاب ردة الفعل الدولية المنددة بجريمة القرصنة الإسرائيلية ضد أسطول الحرية.

 الجزيرة 

زر الذهاب إلى الأعلى