رحلة الجحيم بين صنعاء وموروني
تحطّمت طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية اليمنية صباح الثلاثاء قبالة شواطئ جزر القمر كان على متنها 153 راكبا، من بينهم 66 فرنسيا.
أعلن نائب المدير العام لشؤون التشغيل في "اليمنية" محمد السميري "العثور على ناج واحد من الحادث وهو طفل صغير لم تعرف هويته بعد"، مضيفا أنه "تم انتشال حتى الساعة ثلاث جثث خلال عمليات البحث في موقع تحطم الطائرة". ورجحت مصادر الملاحة الجوية سبب التحطم إلى رداءة الأحوال الجوية وهبوب رياح عاصفة حالت دون هبوط الطائرة، التي كانت قريبة من مطار موروني، في جزر القمر.
وتوالت ردود الفعل سواء في اليمن أو في جزر القمر إثر وقوع الكارثة. وقال رئيس جالية جزر القمر في فرنسا، سعيد ماشنغاما، الذي سافر مرتين على نفس الطائرة "الرحلة تتم على مرحلتين. الأولى بين مرسيليا وصنعاء على متن طائرة ايرباص حديثة توفي كل شروط ومعايير الأمن، أما المرحلة الثانية، بين صنعاء وعاصمة جزر القمر، فتجري على متن طائرة صغيرة الحجم وقديمة الصنع تفتقد إلى أدنى المعايير التقنية المتعامل بها في الدول الغربية".
" كنت أتوقع هذا الحادث"
وأضاف سعيد ماشنغاما "كنت أتوقع مثل هذا الحادث المؤلم. لقد سجلت مشاكل عديدة في السابق بمطار صنعاء، أبرزها رفض رعايا قمريون السفر على مثل هذه الطائرات خشية وقوع حادث خلال الرحلة. فالسلطات اليمنية لم تصغ لمطالبنا، بل ظلت تفرض علينا السفر على متن هذه الطائرات".
وتعاني جالية جزر القمر، التي يبلغ عددها نحو 300.000 شخص، من مشاكل المواصلات وعدم توفر خط جوي مباشر يربط باريس ومرسيليا بالعاصمة موروني. وتابع سعيد "لقد طرحنا المشكلة على السلطات الفرنسية مرارا، لكن بلا جدوى، ناهيك عن حكومة جزر القمر التي لا تفتقد للاستقرار السياسي وللمال الكافيين لتحسين ظروف السفر"، وسيلتقي سعيد ماشنغاما ظهر الثلاثاء بممثلي جالية جزر القمر لتحديد الإجراءات التي ستتخذها جراء هذا الحادث.
صدمة عميقة لدى اليمنيين
أما في اليمن، فكان خبر سقوط طائرة "إيرباص" قبالة شواطئ جزر القمر بمثابة الفاجعة. ووصف الصحفي باش رحيل في مكالمة هاتفية مع فرانس 24 الحادث "بالمؤسف جدا" منوها أن اليمنيين شعورا بصدمة عميقة لأنهم كانوا يعتقدون بأن "اليمنية" معروفة بسجل جيد في ميدان الطيران ولم يسبق لعا أن شهدت حوادث مثل هذه.
وأضاف "لقد توافد الأهالي إلى مطاري عدن وصنعاء صباح الثلاثاء لمعرفة أسباب الكارثة، فيما أعلن وزير المواصلات خالد الوزير تشكيل لجنة لمتابعة الوضع والبحث في مدى ضرورة إرسال فرقة إلى مكان الحادث".
من جهته، صرّح محمد الشهاري، وهو صحفي في جريدة "26 سبتمبر" أن الحزن سيد الموقف في اليمن خاصة وان هذا الحادث هو الأول من نوعه منذ تأسيس "اليمنية"، في سبعينيات القرن الماضي. وأكّد عدم وجود يمنيين من بين الضحايا ماعدا قائد الطائرة ومساعده. وردّا على سؤال حول قدم الطائرات اليمنية، أجاب الصحفي بأن غالبية حوادث الطيران تقع في أوروبا وان "اليمنية" تزخر بأسطول جيد والدليل على ذلك عدم وقوع أي حادثة منذ سنوات.
وروت نادية ظروف السفر مع عائلتها عام 2005 إلى جزر القمر على متن طائرة يمنية قائلة "لقد بقينا كرهائن لمدة أربع ليالي وخمسة أيام في مطار صنعاء الدولي. اليمنية تنقل المسافرين من باريس إلى صنعاء على متن طائرة حديثة الصنع، لكن المسافة المتبقية التي تربط صنعاء بالعاصمة موروني تشبه الجحيم.