من لحج القمندان الفن والأصالة والتراث .. ومن عبق أزهار بساتين الحسيني وربى وادي تبن.. يصدح صوتاً يحمل شجن بلابل البان وروائح كاذي لحج الماء والخضرة والوجه الحسن.. ذلكم هو نجل اسطورة الفن اليمني وسلطان الطرب اللحجي الراحل فيصل علوي ..إنه الفنان الشاب علوي فيصل علوي الذي من خلال الحوار التالي:
• كيف كان وقع أثر رحيل والدك بالنسبة لأسرته قبل الآخرين؟
– لا شك أن وقع أثر رحيل والدي على الأسرة من الصعب وصفه ولكن أقدر أقول بأن فيصل علوي سبب فراغاً كبيراً بين جمهوره ومحبيه فما بالكم بأسرته التي تعاني من فراقه وأنا أولهم بحكم أنني كنت قريبا منه جداً أمتهن مهنته الفنية ومن الجليسين معه والمطلعين على أعماله وأشارك معه في الكثير من حفلاته.
• هل ترى أن الجهات المختصة أدت دورها كما ينبغي تجاه الفنان فيصل علوي أثناء معاناته مع المرض وبعد وفاته ؟
– الحقيقة أن الجهات المختصة لم تقصر في حق والدي أثناء مرضه وعلى رأسهم فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح.
• من هم الفنانين اليمنيين الذين وقفوا إلى جانب والدك في فترة مرضه؟
– هناك الكثير من الفنانين الذين كانوا على تواصل مع والدي أثناء مرضه وقاموا بمواساته إما من خلال زيارته في المستشفى أو من خلال الاتصال به هاتفياً وأنتهزها فرصة لكي أقدم جزيل الشكر للفنان فؤاد الكبسي على ما قدمه لوالدي من دعم وعطاء أثناء مرضه.
• كيف تقيم الفراغ الذي تركه الفنان فيصل في الساحة الفنية؟
– فيصل علوي إن كان غاب عن الدنيا بجسده فإن روحه وفنه وإنجازاته الفنية وطربه وعطائه لازالت تحوم وتصول وتجول في قلوب الجماهير ربوع البلاد التي أحبت فيصل علوي.
• هل بإمكانك تغطية هذا الفراغ؟
– نعم، بإذن الله أستطيع لأني تربيت على يد عملاق في الفن وهذا ليس غروراً ولكن ناتج عن ثقة بالنفس والتوفيق من عند الله عز وجل
• هل هناك شيء آخر تركه فيصل لأولاده غير الإرث الفني؟
– نعم.. ترك لنا محبة الناس لفيصل علوي ولأسرته والحمد لله على ما أعطى.
• كيف جاء دخول الفنان علوي إلى عالم الفن؟ هل كان ذلك تأثراً بوالدك؟ أم حباً ورغبة ذاتية؟
– أولاً أنا في الأصل من أسرة فنية أباً عن جد، إضافة إلى أن الموهبة وجدت بالفطرة وخلقت معي ومن البديهي أن أتأثر بوالدي ولكن هذا لا يمنع أن أشق طريقي وأن أكون مدرسة خاصة بي مستقبلاً كما أن هنالك أعمال خاصة بي تدل على ذلك.
•هل يجيد الفنان علوي تأدية ألوان أخرى غير اللون اللحجي؟
– بالطبع.. ففي محافظة لحج لا يعترف بالفنان إلا إذا أجاد جميع الألوان اليمنية وبجدارة فما بالك بنجل الفنان فيصل علوي والذي هو من أسرة فنية.
• أفرزت مرحلة الستينات وما قبلها جيل من عمالقة الفن والغناء مثل المرشدي وفيصل علوي وعطروش ومحمد سعد وغيرهم لماذا لا نرى في جيل اليوم مثل أولئك العمالقة؟
– تلك المرحلة أفرزت هؤلاء العمالقة وذلك نتيجة لأسباب وعوامل لا نجدها في مرحلتنا من هذه العوامل كان هناك اهتمام من قبل السلطنة اللحجية وكانت هناك لجان فنية مختصة بالصوت والنص والألحان وهناك الكثير نفتقده في زمننا هذا، رغم وجود كثير من المواهب الفنية في جيلنا ولكن لا تجد الأهتمام الذي ينميها ويجعلها تزدهر.
• طيب.. هل ستستطيع لحج أن تأتي بقمندان آخر؟
-القمندان هو أعظم ما جادت به التربه اللحجية بل هو هبة السماء للحج فهو رائد ومؤسس مدرسة التراث والغناء اللحجي وهرم من أهرام التراث الغنائي اليمني بصورة عامة.. فلحج بيئة خصبة بالشعراء والأدباء والمبدعين كما أن تاريخها دائماً زاخر في ذلك أما بالنسبة لأن تأتي لحج بشخصية بحجم القمندان هذا ما نتركه للأيام فهي التي ستحدد لنا وتخبرنا بهذا.
• هناك تراجع شهدته الأغنية اللحجية في المرحلة الأخيرة.. إلى ماذا يعود هذا التراجع في نظرك؟
– أنا لا أرى أي تراجعاً في الأغنية اللحجية كما يدعي البعض، بل على العكس كما ذكرت لك بأن لحج ولادة وأقول هذا الكلام من خلال مهنتي الفنية وتعايشي مع زخمها.
• إلى أي مدى أثرت الظروف المعيشية عند الناس على تذوق الأغنية بصورة عامة؟
– الظروف المعيشية أكيد لها تأثير على حياة الناس وتذوقهم للأغنية، ولكن يبقى أن الشيء الجميل والسليم والحلو يفرض نفسه في كل زمان ومكان.
• كيف تقيم الفارق بين مرحلة الفن في الثمانينات والفن اليوم؟
– في الثمانينات كانت هناك عوامل وأسباب جعلت الفن اليمني أفضل مما هو عليه الآن، وكل ما ينقصنا من أجل أن نكون أفضل من تلك المرحلة هو أن تتوفر تلك العوامل وبعض التسهيلات من الدولة والمختصين في هذا المجال وسوف تكون مرحلتنا أفضل مما سبقها.
• الأمسيات الفنية لعبت دوراً هاماً في اشهار والدك كالسهرات التي كانت تقام في الحسيني وكذا المخادر.. هل مازال اليوم في لحج نموذج من هذا القبيل؟
– الوالد عمله وفنه السليم والجميل هو الذي فرضه وجعل له هذه الشهرة، أما بالنسبة للأمسيات والسهرات والمقايل والمخادر لا زالت موجودة إلى الآن.
• هل قمت بأحياء سهرات غنائية في لحج وغيرها من محافظات الجمهورية؟
– يبدو أن الأخ الصحفي سام لا يتابع أخبار الفن والأمسيات والسهرات التي تعرض على القنوات الفضائية على الإطلاق.
< حتى وإن كنت أدركت أن ذلك ما أريده هنا أن توضح هذا الأمر للقارئ الذي ربما لا يعرف عن نشاطك في هذا السياق؟
– نعم لقد قمت باحياء أكثر من سهرة غنائية وفي أكثر من محافظة من محافظات الجمهورية.
• إلى أي مدى تميل للأغنية العاطفية؟
– ميولي كبير جداً للأغنية العاطفية ويصعب وصفه.
• هل سافرت إلى خارج الوطن للمشاركة في مهرجانات عامة أو حفلات خاصة؟
– نعم شاركت مع والدي في حفلات كثيرة جداً في الخارج وكانت عبارة عن حفلات خاصة جداً يتم تنسيقها عبر متعهدين، أما الحفلات التي كانت تأتي عبر الدولة فهي قليلة جداً.
وبالنسبة للحفلات الخاصة بي شاركت في حفلة واحدة كانت عبر الدولة، أما الحفلات التي كانت تأتي عبر المتعهدين فهي كثيرة ولله الحمد.
• ما هي الكلمة الأخيرة التي تود قولها عبر المستقلة؟
– في آخر هذا اللقاء أود أن أشكر جريدة المستقلة على اتاحة هذه الفرصة وأريد أن أنتهز هذه الفرصة واوجه الدعوة للجهات المختصة بالفنانين والمبدعين اليمنيين بأن يكون هناك اهتمام كبير من قبلهم بالفنانين والمواهب المبدعة من خلال تحسين معيشتهم وتوظيف العاطلين عن العمل وأنا واحد منهم وتوفير كل الظروف الملائمة والمناسبة والتي ستساعد على ازدهار الاغنية اليمنية والحفاظ على جمالها ورونقها وبأجمل مما عرفت به في السابق.
وأتمنى أن يستمر التواصل بيننا وبين جريدة المستقلة .