في حجة : طلقة نارية تصيب فؤاد بإعاقة دائمة والمشائخ يبيعونه ب200 ألف
على كرسي متحرك قُيدت حياته كاملة، وبدون ذلك الكرسي لا شيء يمكنه الاعتماد عليه للتنقل والحركة، وأيضاً لإيصال شكواه إلى الناس كما هي هنا عبر (المستقلة) التي صادفته في أحد أزقة مديرية «قفل شمر»، ووثقت جزءاً بسيطاً من حكايته المتعبة. فؤاد شائع علي حام.. هذا هو اسمه، وحكايته أن طلقة نارية أصابته في كتفه الأيمن من الخلف، وخرجت من جانب الكتف الأيسر، وخلال مرورها بين المنطقتين تمكنت من تعطيل الكثير من عمليات جسمه الحيوية، وأقعدته على ذلك الكرسي، مقيداً بالحاجة لرعاية نوعية، واهتمام خاص، فقد أزاحت فقرتين من عموده الفقري، وأورثته جسداً بلا حراك، وروحاً مكبلة في كرسي، وساقين ناحلتين جداً. يتهم فؤاد مشائخ المنطقة وأقاربهم بالتعاون والتواطؤ مع غريمه الذي تحتفظ “المستقلة” باسمه، يعيش حياته مطمئناً هانئاً، يسرح ويمرح في المنطقة ولا أحد يسأله حتى.. لماذا فعلت ذلك؟ ولا إن كان يشعر بأي تأنيب للضمير إزاء ما يعانيه فؤاد. يقول قؤاد: «المشائخ اتفقوا عليَّ وباعوني بـ200 ألف ريال، وأنا أصبحت معاق حركياً وأتلقى العلاج يومياً بدون فائدة». ويصرُّ فؤاد على هذه العبارة، فليس لديه الوقت للمزيد من التفاصيل، يسرد قصته، لربما يجد من يلتفت إليها، أو يجد الإنصاف الذي يبحث عنه. “الكبار دعسوا الصغار”، هكذا يعبر فؤاد عن غياب العدالة والمساواة، ولأجل ذلك يطالب “رئيس الجمهورية ومحافظ حجة والنائب العام أن يتدخلوا في قضيته وينصفوه”. الغريب في قضية فؤاد أن المحكمة حكمت له بـ”200” ألف ريال فقط، حيث يبدو الأمر أشبه بنكتة، رصاصة تصيبه في مناطق حساسة من جسده، ومع إنه نجا من الموت، فإنه لم ينجُ من الشلل، فما الذي يفعله له مثل هذا المبلغ، يؤكد فؤاد أنه خسر أكثر من 7 ملايين ريال من أجل القضية والعلاج. كما أفاد الكثيرون ممن تجمعوا حول فؤاد أثناء حديثه لـ”المستقلة” بصحة ما يقوله، وأكَّد أحدهم أنه تم خداعه، فبعد أن قالوا له أنه سيستعيد عافيته بعد ستة أشهر، تم إعادته إلى منزله معاقاً ورموه هناك بلا مبالاة. لم يدخر فؤاد شيئاً فذكر الأسماء جميعها، صاحب الطلقة التي أعاقته، وأسماء المشائخ الذين تواطئوا معه، وعندما سألناه إن كان يخشى من تهديدهم له، وأن يتم إيذائه إذا وجدت قصته طريقها إلى الصحف، أجاب بأنه لم يعد لديه شيء ليخسره، وأنه لم يعد خائفاً الآن. ويتابع فؤاد شكواه: “شلوا عليَّ حتى حق الضمان، سجلوني في المعاقين وشلوه عليَّ، كل هذا عشان أتنازل.. المشائخ يشتوني أتنازل.. وغريمي يمشي بالسوق ما حد يكلمه، شبعان بطران.. معاه محلات تجارية، مستوصفات، قلابات، زرع، أرض، يهددني وأنا مسكين ما معي حاجة، حتى البول أبول لتحتي”. عندما سألناه عن سبب إطلاق النار عليه أجاب: “شبعان بطران مدري من معلم، كلما حاكيناه يقول لي أقتلك واقتل أبوك..” “سجلوني، وصوروني، وصلوا صوتي لكل الناس.. للرئيس والمحافظ قولوا لهم ينصفوني”هكذا يختتم حديثه لـ”المستقلة” بهذه العبارات، ويمضي في أزقة المدينة بكرسيه المتحرك وجسده المتهالك وقدميه الناحلتين، بحثاً عن إنصاف، وعن أمان يقياه بطش الأقويا