أرشيف

الصعدي: قدمت استقالتي من المؤتمر وقد أستقيل من عملي الرسمي لأبدأ بمحاكمة الفاسدين

نتعلم من شباب الثورة ارقى مظاهر السلوك الحضاري ادعو الشرفاء إلى الانضمام إلى الثورة
قال إن على المؤتمر أن يتحاور اولاً مع نفسه قبل أن يتحاور مع الآخرين الذين دعاهم للحوار، وان الوضع قد بلغ حدا ًلا يطاق حتى أصبح ما بين خيارين الرحيل او الرحيل..
حاوره / ثابت الأحمدي


* سمعنا عن تقديم استقالتك من المؤتمر الشعبي العام، ما فلسفة هذه الخطوة الوطنية الرائدة؟


– أقول لك بصراحة: أنا في صراع مع الفساد ورموزه منذ فترة طويلة من قبل أن أقدم استقالتي من المؤتمر الشعبي العام سواء في مجال المحليات التي عملت فيها سابقا أو في الوزارة التي التحقت بالعمل فيها وكيلا مؤخرا، وأقول لك أيضا أنني بهذه الخطوة المتمثلة في تقديم استقالتي من المؤتمر الشعبي العام فقد قررت إلى جانبها الالتحاق بثورة الشعب ضد الفساد وضد الظلم والعبث الذي يتم ممارسته كل يوم، وأعتبر ذلك خطوة مبدئية، قد تليها خطوات أخرى مثلا قد أقدم استقالتي من عملي الرسمي كوكيل للوزارة ومن ثم أكشف الفساد والفاسدين بوثائق دامغة وبالأسماء لأنني أحتفظ بملفات خطيرة تجمدت في الهيئة العليا لمكافحة الفساد، وتجمدت في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتجمدت في وزارة المالية وفي وزارة الإدارة المحلية، ملفات واضحة وأنا على ثقة مما أقول، وسواء كانت بما يتعلق بمحافظ ريمة أو بغيره من المسئولين الفاسدين.


* تم تعيينك كوكيل للوزارة على أساس انتمائك الحزبي، كيف تقدم على هذه الخطوة الجريئة، ألا تخشى الحساب السياسي أو التنظيمي، أو العتاب على أقل تقدير؟


– أنا أخشى فقط أنني إذا بقيت في هذا الحزب وهو بهذا الوضع من الفساد ولم أقدم الحقيقة للناس وللجمهور الذين نحن في خدمتهم في الأساس، ما الذي أخشاه؟ لن أخسر شيئا على الإطلاق، أنا كنت حريصا أن أخدم محافظتي الناشئة من خلال محاربة الفساد الذي استشرى بصورة أكثر وتصعد الموقف إثر عملية اختطاف للعملية الديمقراطية كما تعرف حتى وصل إلى رئيس الجمهورية، وفرض علي التنحي قسرا وعينت في منصب لا أرغب العمل فيه، في منصب لا تستطيع أن تغير فيه شيئا من الفساد، وصلت ومعي أعضاء المجلس المحلي إلى قمة هرم الدولة لنمارس حقنا الديمقراطي فلم يسمح لنا، وقد وعدنا الرئيس بتغيير المحافظ إذا لم يفهم في عمله أو يحافظ على المال العام لكن ذلك لم يحصل أبدا والمشكلة أن عندنا قوانين للتغني بها فقط، لا تطبق، حبر على ورق فقط. وهذا ما دفعني إلى هذه الخطوة الأولى التي تليها خطوات أن شاء الله وسنلاحق الفاسدين بالملفات الدامغة التي نملكها إن شاء الله حتى ينالوا جزاءهم العادل.


* قبل أيام دعا الرئيس إلى حوار مع أحزاب اللقاء المشترك لمعالجة الوضع إلا أنه تفاقم بسرعة وخرج عن السيطرة كما يبدو ما الذي تراه؟


– قبل أن يحاور المؤتمر الآخرين عليه أولا أن يتحاور مع نفسه على صعيد التنظيم الداخلي، لأنه ظهر داخل المؤتمر تيارات كثيرة، تيار البلاطجة، تيار العنصرية، تيار المنتفعين الذين يسيئون إلى المؤتمر وإلى الدولة وإلى الرئيس شخصيا.


* ما توقعاتك للحوار إذن؟


– يبدو لي والله أعلم أن الدعوة إلى الحوار جاءت متأخرة وأن الوضع أصبح بيد الشارع الآن لم يعد الآن حتى بيد اللقاء المشترك، الأمور الآن تعقدت من خلال الاعتصامات الشبابية في الميادين الكبيرة، والمفروض أن يستجيب الحزب الحاكم أو اللقاء المشترك الآن لمطالب الشعب، لأن الشعب هو الذي أحس بالضر وأحس بالضربات المتتالية عليه واحدة بعد الأخرى، الكرة الآن في مرمى الشعب وقد سبقوا أحزاب اللقاء المشترك وسبقوا الحزب الحاكم، وهذا نتاج صحوة متأخرة انفجرت بعد أن تراكمت الآلام عقودا من الزمن ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى الوطن العربي كله كما نسمع اليوم ونشاهد، وعلى القيادة الآن الانصياع للمطالب الشرعية التي تأتي من الشعب، اليوم نحن نتعلم من الشعب ونتعلم السلوك الحضاري من هؤلاء الشباب الذين يمارسون حقوقهم الديمقراطية بالطرق السلمية ويواجهون الرصاص بصدورهم العارية وبأقلامهم وكتبهم التي يحملونها، هؤلاء يواجهون البلاطجة بالورود، يواجهونهم بالابتسامة، بالأناشيد الوطنية المعبرة أية قدوة كهذه؟ إنها ثورة عصرية بمعايير جديدة خالصة.


* توقعاتك للمشهد خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة؟


– أتوقع أن الشعب سيفرض خياره مباشرة ولا شيء غير ذلك، سينتصر هؤلاء، الشعب لن يقهر، سيحقق مطالبه بالصمود والصبر والتحلي بالسلوك الحضاري، وهذا أعظم رهان للفوز وبيننا الأيام القادمة.


* خفتت مؤخرا الأصوات المنادية بالانفصال في الجنوب والتي كنا نسمعها خلال السنوات الماضية؟


– تحدثت مع أصدقاء سابقا أن هذه الاعتصامات والمظاهرات السلمية المطالبة برحيل النظام تمثل نهاية الدعوة لمشروع الانفصال الذي ينادي به البعض، أصبح المطلب الجامع لكل اليمنيين الآن هو رحيل السلطة ورحيل النظام الجنوبيون وحدويون شرفاء ولا غبار على ذلك، إنما بعض الأوجاع التي زرعها بعض الفاسدين هناك في الجنوب جعلتهم يرفعون هذا الشعار فقط، أصبح رحيل النظام الآن هو القاسم المشترك لكل اليمنيين قاطبة، وهذا حق شعبي كفله الدستور والقانون ومن حقهم أن ينادوا برحيل النظام، وأنا أدعو إلى التغيير بالطريقة السلمية أفضل من أن يتم بالعنف لنجسد الديمقراطية سلوكا عمليا، ولا نتكلف على الدوام إسقاط المتسلطين بثورات كل مرة، ما هو حاصل الآن لا يمثل ماضي وحاضر الأمة المزدهر والحضاري هذه أصنام عصرية صنعت لنفسها هالة لفترة زمنية وها هي اليوم آيلة للسقوط وستستعيد الشعوب مجدها وإرادتها. وإلا لماذا قامت الثورات من سابق أصلا إلا ضد الاستبداد والطغيان وحكومة الفرد الواحد، نريد رئيسا للبلاد يحكمنا ونحن نحبه ويرحل منها ونحن نحبه، لا رئيسا يدخل من الباب وتخرجه الجماهير من الطاقة!


* الرئيس زار القبائل المحيطة بالعاصمة في رسالة خاصة يريد توجيهها للمناوئين له، ما تعليقك؟


– ما كان ينبغي للرئيس أن يجتمع بفئات معينة في رسالة واضحة مغزاها وهو رئيس للدولة، رئيس الدولة رئيس للكل من المهرة إلى صعدة، والمفروض بدلا من أن يجتمع بتلك القبائل على تلك الطريقة كان عليه أن ينزل إلى الشارع ويجتمع بالشباب المعتصمين وينظر في مطالبهم يجتمع بالشعب الذين لهم مطالب دستورية وقانونية ويرددون تلك الهتافات الوطنية الرائعة، كان عليه أن يسأل نفسه: لماذا هذه الاعتصامات؟ لماذا هذه الهتافات؟ ما ذا يريد هؤلاء؟ عليه أن يحل المشكلة بدلا من أن يتجه إلى القبائل، والشعب اليمني عاطفي أنا متأكد لو لبى لهم نصف المطالب لتنازلوا عن النصف الآخر، لكن ساعة الفهم لم تأت بعد!


* ما رأيك بمصطلح «البراغلة» الذي سمعناه مؤخرا؟


– هذا مصطلح من مخلفات الإمامة والرجعية كنا نسمعه من أجدادنا وآبائنا، مصطلح بغيض وعنصري زال فيما بعد، ومؤخرا ظهر، وأقول لك هذا ليس منطق الشعب هذا المصطلح يردده قلة من المنتفعين الذين يصبون الزيت على النار، وهذا قريب مما يفعله مجنون ليبيا معمر القذافي حين عاد مؤخرا إلى القبيلة لضربها بأخرى وانظر هل استجابت له؟ هذا مشروع فاشل فاشل.


* كلمة أخيرة؟


– أولا رسالة إلى الشعب إذا أردتم أن تشاركوا في السلطة بالدستور والقانون فعليكم الالتحاق بشباب الثورة وساحات التغيير، وإن كنتم تريدون أن تساقون بالهراوات فاخنعوا وارضخوا لما هو حاصل وهذا شأنكم. وأدعوا الشباب أن ينتموا إلى الوطن لا إلى الأشخاص. ورسالة ثانية للشباب أقول لهم واصلوا سلوككم الحضاري أمام الأمة وأمام العالم فلستم أقل من مصر أو تونس أو ليبيا نحن شعب فينا المثقف وفينا الواعي وفينا الرجال الأبطال الصناديد الذين تصدروا القائمة الأولى في كثير من المسابقات والأنشطة الإقليمية والعالمية. رسالة ثالثة أوجهها للأخ رئيس الجمهورية وأقول له: قطعت فترة طويلة في الحكم ولك محاسنك ولك مساوئك وحسناتك بالنسبة لي كشخص أقدرها، لكن الأهم من هذا الشعب الذي كان معك وفيا لمدة ثلاثة وثلاثين سنة فكن معه وفيا، الشعب صبر وتحمل من البطانة الفاسدة من أجلك الكثير فكن وفيا معه واستمع لمطالبه.

نقلا عن صحيفة الأهالي

زر الذهاب إلى الأعلى