أرشيف

فاتورة نقل الحقيقة

الاختلال السياسي الذي تعيشه منظومة الحكم في البلاد اصبح له ثمناً باهظاً.. مركز CTPJF يرصد 167 جريمة اعتداء، واستهداف للصحافيين والاعلاميين في اقل من شهرين، ويعلن عن قائمة سوداء للجهات وصفهم بأعداء خطرين للصحافة والاعلام، ودعا الرئيس للتنحي الفوري عن السلطة..


 


قال مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF إنه رصد أكثر من 168 جريمة اعتداء واستهداف متنوع خلال أقل من شهرين فقط، وبواقع 24 انتهاكاً اسبوعياً ذهب ضحيتها العشرات من الصحافيين والاعلاميين.


واذ حمل المركز السلطات اليمنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية شخصياً ومسؤولية كل تلك الاعتداءات، التي تستهدف الصحافيين والناشطين الحقوقيين ومجاميع المحتجين، اكد تمسكه بحق ضرورة ضمان الحماية الشخصية والقانونية الكاملة للصحافيين والاعلاميين، وضرورة الكشف عن هوية كافة المتورطين بجرائم تهديدهم او الاعتداء عليهم، واستهداف امنهم وسلامة حياتهم سواء كان اولئك الآثمين جهات أو افراد.


وجدد مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF – في تقرير له- تضامنه الكامل مع كافة الضحايا من الصحافيين والاعلاميين والمدونيين اليمنيين ومراسلي الصحافة العربية الدولية، مؤكداً ادانته المطلقة لتلك الجرائم، التي تمثل انتهاكاً صارخاً لأبسط الضمانات المكفولة في التشريعات الوطنية والمواثيق الإنسانية الدولية، فضلاً عن الالتزامات المعلنة من نظام الرئيس علي عبدالله صالح.


وقال التقرير انها معركة غير متكافئة، التي يخوضها شباب اليمن الثائر، ومعهم الصحافيين والاعلاميين وكتاب الرأي الشرفاء، وهي معركة استخدمت وما تزال، اجهزة نظام الرئيس علي عبدالله صالح مختلف انواع اسلحة الموت بما فيها القنابل المسيلة للدموع ومنها ماهو محرم دولياً، ولم يكتف بذلك فرئيس الجمهورية يقود شخصياً حملات تحريض واسعة ضد الصحافيين والاعلاميين اليمنيين وعلى وجه الخصوص مراسلي وسائط الصحافة والاعلام العربية والاجنبية المعتدين في اليمن، حيث يتكرر اتهام الصحافيين والاعلاميين اليمنيين وعلى وجه الخصوص مراسلي وسائط الصحافة والاعلام العربية والاجنبية المعتمدين في اليمن، حيث يتكرر اتهام الصحافيين والمراسلين بالعمالة والخيانة واثارة الفتن، ونقل المعلومات والاخبار المسيئة، الأمر الذي جعلهم في مرمى الاستهداف الدائم، عزز من ذلك مشاركة قيادات بارزة في الحزب الحاكم والحكومة في تلك الحملات الهجومية والتحريضية.


اضافة الى تنفيذ حملات مماثلة وموجهة في مختلف وسائل الحزب الحاكم، وصحف ومواقع الأحزاب الموالية، وكذلك في التلفزيون الرسمي (الفضائية، وقناة سبأ، وعدن، والعقيق) وصحيفة وموقع 26 سبتمبر التابعين للجيش، وصحف الثورة والجمهورية، و14 اكتوبر.


واعرب عن قلقه الشديد على حياة وسلامة الصحافيين اليمنيين والزملاء الاعلاميين مراسلي وسائط الصحافة والاعلام العربي والاجنبي المعتمدون في اليمن، الذين يعملون في ظل اجواء غير امنة، جعلت منهم ضحايا لانتهاكات عديدة تنوعت بين الترهيب والتهديد والعنف البدني والتضييق المستمر على تحركاتهم، والحرمان من مزاولة مهام ووظائف مهنتهم تجاه نقل وتغطية مجريات الاحداث ومستجدات احتجاجات الشعب اليمني.


وأوضح CTPJF لقد تزايدت الانتهاكات وجرائم استهداف الصحافيين في اليمن والاعتداء عليهم، وبشكل متعمد ومنظم من قبل من اصبح يطلق عليهم بـ (البلاطجة) وهم مجموعات من المعتدين الاثمين، تتردد شكوك كبيرة وشبه مؤكدة بأنهم ينتسبون لأجهزة الأمن اليمنية، لكنهم يرتدون ملابس مدنية، ويحملون عصي وخناجر واسلحة نارية، ويحظون بحماية رجال وقوات الشرطة التي تتواجد يومياً بمعية المئات منهم، لقمع المظاهرات الاحتجاجية السلمية لعشرات من الالاف من شباب الجامعات اليمنية والمواطنين في عديد من مدن ومحافظات اليمن، ابرزها العاصمة صنعاء، وتعز، وعدن، والمكلا، والضالع، وإب:.. وغيرها من المدن اليمنية، حيث يهتفون ضد مظاهر الفساد وتردي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلد، ويطالبون في مسيراتهم الاحتجاجية برحيل النظام، وهم يجابهون منذ اكثر من شهر بعنف بدني واطلاق الرصاص الحي من قبل اولئك (البلاطجة) وقوات الشرطة والأمن، الأمر الذي أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والمئات من الجرحى بعضهم اصاباته خطيرة جداً، سواء كان ذلك في ساحة التغيير بصنعاء، او في ميادين الحرية والكرامة في مختلف مدن اليمن، ولعل معتصمي ميدان الحرية في تعز اصحاب النصيب الأكبر من تلك الاعتداءات الغادرة والآثمة، كان اخرها الايام القليلة الماضية.


ودعا مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF نظام الحكم وعلى رأسه الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي الفوري عن الحكم، لأنه اصبح يمثل خطراً فادحاً على اليمن وسلمه الاجتماعي والديمقراطي والسياسي.


وناشد المركز المجتمع الدولي بمختلف هيئاته ومنظماته الحقوقية والانسانية، والحكومات الديمقراطية في العالم، ممارسة الضغط على الحكومة اليمنية، لتوفير الحماية للصحافيين، وتمكينهم من اداء مهام مهنتهم بكل حرية وأمان، مع سرعة معاقبة المتورطين بكافة الجرائم التي استهدفتهم.


كما دعا الصحافيين ونشطاء المجتمع المدني وحركة حقوق الإنسان ومختلف اطراف المنظومة السياسية في اليمن، الى التفاعل المسؤول مع هذه المطالب المشروعة، وان يكونوا في مقدمة الصفوف المطالبة بالتغيير والعاملة من اجل تحقيقه، مشيراً الى اهمية وضرورة المشاركة بفعالية في هذه الوقفات الاحتجاجية، سواء في العاصمة صنعاء او في تعز وعدن وبقية مدن ومحافظات اليمن.


واختتم مركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF تقريره الخاص، مؤكداً ان الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن تشهد تدهوراً مأساوياً خطيراً أكبر مما يعاني منه شعبي مصر وتونس.


واضاف المكتب التنفيذي لمركز CTPJF ان الاختلال السياسي الذي تعيشه منظومة الحكم في البلاد اصبح له ثمناً باهظاً، يدفع فواتيرة كل اليمنيين يومياً من امنهم وحياتهم وامالهم وتطلعاتهم، وفي ظل تفرد طرف واحد في الحكم، واقصاء شركاء المنظومة الديمقراطية والعمل السياسي، تعززت مظاهر الشمولية عبر قضاء غير مستقل ونزيه، وتعدد مصادر القرار، وتنامي مراكز القوى والنفوذ، وتغييب دولة المؤسسات واختلال القانون، وترسيخ الفوضى وتعزيز قنوات الفساد وتقوية ادوات الافساد، وسحق المواطنة تحول دون ممارسة اي مهنة، وعلى رأسها مهنة الصحافة والاعلام والعمل السياسي الناضج مهمة محفوظة بالمخاطر والشتائم والترهيب والتحريض وتهم العمالة والتخريب واستهداف (الثوابت) فضلاً عن الاختطافات والتعذيب.

نقلا عن الشراع

زر الذهاب إلى الأعلى