معارك عنيفة تخلف 39 قتيلا في صنعاء ووضع انساني “مأساوي” في زنجبار
تجددت الاشتباكات العنيفة الاربعاء في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني على عبدالله صالح ومناصري شيخ قبيلة حاشد النافذة صادق الاحمر فيما اكدت مصادر طبية ان 39 شخصا قتلوا في
المعارك بين الطرفين معظمهم سقطوا خلال الليل.
وفي مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم القاعدة، تسود حالة من الفوضى العارمة وسط تفاقم للاوضاع “المأساوية” في المدينة وفي صفوف النازحين منها، بحسب مصادر متطابقة.
وذكر شهود عيان ان اشتباكات عنيفة تشارك فيها قوات مكافحة الارهاب التابعة لقوات الامن المركزي الموالية لصالح اندلعت في محيط مبنى وزارة الادارة المحلية ومبنى شرطة حي الحصبة في شمال العاصمة في محاولة لاستعادتهما بعد ان سيطر عليهما المسلحون القبليون.
وارخت هذه المعارك بظلالها على الاحتجاجات الشعبية التي تركزت طوال اشهر في وسط العاصمة، اذ ان “ساحة التغيير” التي كان يبيت فيها كل ليلة الاف المحتجين المطالبين بتنحي الرئيس فرغت الا من بضع مئات من المحتجين الصامدين رغم المعارك.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء ان النزاع في اليمن لن ينتهي الا اذا اخلى الرئيس صالح وحكومته الطريق للمعارضة للبدء في عملية انتقال سياسي.
واكدت كلينتون تأييد الولايات المتحدة القوي لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي التي تنص على تخلي صالح عن السلطة مقابل وعد بعدم محاكمته، والتي رفض الرئيس اليمني التوقيع عليها بعد ان كان وافق عليها.
وقالت كلينتون “لا يمكننا ان نتوقع نهاية لهذا النزاع الا اذا تنحى صالح وحكومته وسمحا للمعارضة والمجتمع المدني بالبدء في الانتقال الى اصلاح سياسي واقتصادي”.
وسيكون “الوضع المتدهور في اليمن” في رأس الملفات التي سيحملها معه جون برينان، مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب، خلال زيارته المرتقبة هذا الاسبوع الى كل من السعودية والامارات هذا الاسبوع، كما اعلن البيت الابيض الاربعاء.
وبعد الظهر خفت حدة المعارك في العاصمة في حين استمر التوتر وانتشار عشرات المسلحين القبليين في شوارع حي الحصبة الذي تتركز فيه المواجهات.
واكدت مصادر رسمية لوكالة فرانس برس ان مسلحي ال الاحمر سيطروا منذ مساء الثلاثاء على مكتب النائب العام في صنعاء بمساعدة من قوات الجيش التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر، مع العلم ان المكتب يقع في الجهة الغربية من مقر قيادة قوات على محسن الاحمر.
وذكر موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع في رسالة نصية ان عناصر من انصار الشيخ صادق الاحمر سجلوا خرقا بارزا خلال الليل في جنوب صنعاء اذ سيطروا على مبنى في دوار 14 اكتوبر الواقع في الجهة الجنوبية الغربية من دار الرئاسة.
واكدت مصادر طبية ان القتال العنيف الذي دار ليل الثلاثاء الاربعاء في صنعاء اسفر عن 37 قتيلا.
وذكرت مصادر من مستشفى الجمهورية ان المؤسسة تلقت 37 جثة خلال الليل غالبيتها جثث جنود من القوات الموالية لصالح ولمقاتلين قبليين.
وفي وقت لاحق، افاد مصدر طبي من مستشفى العلوم عن تلقي جثتين لمقاتلين قضيا اليوم الاربعاء.
واستمرت المعارك في حي الحصبة بشمال صنعاء طوال الليل بحسب سكان المنطقة.
وقال احد السكان لوكالة فرانس برس “سمعنا اصوات سيارات الاسعاف طوال الليل وكانت تنقل الضحايا”.
وما زالت المعارك تتركز في حي الحصبة، معقل الشيخ صادق الاحمر.
وكانت المعارك عادت بقوة ليل الاثنين الثلاثاء بين المسلحين القبليين والقوات الموالية للرئيس بعد عدة ايام من الهدنة.
واسفرت الليلة الاولى من المعارك عن سبعة قتلى من المسلحين القبليين، لترتفع حصيلة الضحايا منذ ليل الاثنين الى 44 قتيلا.
وذكر شهود ان معسكر اللواء الرابع في الجيش الواقع بالقرب من مبنى الاذاعة والتلفزيون تعرض لقصف مباشر بالقذائف خلال الليل فيما تعرض مبنى وزارة الداخلية لقذائف صاروخية.
وكان المقاتلون القبليون سيطروا ايضا على مقر اللجنة الدائمة للحزب الحاكم في حي الحصبة فيما اكد شهود ان الحرس الجمهوري استقدم تعزيزات عسكرية الى الحي الذي اغلقت الطرقات المؤدية اليه بواسطة حواجز نصبها طرفا القتال.
وبدأ سكان العاصمة اليمنية يشترون الحاجات التموينية لتخزينها خوفا من تطور الامور نحو الاسوأ.
وكذلك، سحبت الكويت بعثتها الدبلوماسية في صنعاء “نظرا للتوتر الحاصل في الاوضاع الامنية” واكتفت “بالابقاء على ادارييها من العاملين المحليين هناك فقط لتصريف اعمال السفارة”، حسبما افادت وكالة الانباء الكويتية.
وفي محافظة ابين الجنوبية، استمر نزوح مئات الاسر من مدينة زنجبار ومحيطها نتيجة اشتداد المواجهات بين الجيش ومسلحي القاعدة.
وقال الناشط الحقوقي اسامة الشرمي وهو من ابناء المدينة، لفرانس برس ان “اوضاعا ماساوية جدا يعيشها السكان جراء الاشتباكات المستمرة فيما عشرات الاسر لم تستطع الخروج من المدينة بسبب ارتفاع تكلفة اجرة المواصلات”.
واضاف ان عشرات الاسر التي نزحت الى عدن او الى مدن اخرى في الجنوب تعاني من عدم وجود مساعدات غذائية، مقدرا عدد النازحين الى عدن بحوالى خمسة الاف شخص فيما قدر ان يكون هناك عدد مماثل نزحوا الى مدن جعار وشقرة واحور وغيرها.
وقتل مدنيان الاربعاء في المعارك التي دارت في زنجبار واصيب خمسة مسلحين متطرفين بجروح، كما افادت مصادر طبية، في حين قتل جندي يمني في هجوم للقاعدة الاربعاء بالقرب من مدينة لودر المجاورة، بحسب مصدر عسكري.
وقد اسفرت المواجهات في المدينة وجوارها منذ يوم الجمعة عن 46 قتيلا عسكريا ومدنيا بحسب مصادر امنية وشهود.
الى ذلك اعلن عبدالرب السلامي رئيس جمعية الاحسان الخيرية في عدن ان الجمعية “تكفلت باعالة ورعاية النازحين القادمين من مدينة زنجبار لمدة ثلاثة ايام” في مختلف مراكز الايواء ولا سيما في المدارس.
من جهته قال مدير جمعية الهلال الأحمر اليمني عمر الزغلي في بيان ان فريقا فنيا من ادارة الكوارث والايواء “سينزلون الى مدارس التعليم الأساسي في مديريات ومركز التعليم الاساسي والثانوي في عدن والقيام بعملية الحصر وتقديم المساعدات الفنية من قبل اللجنة الدولية للهلال والصليب الاحمر.
اما النازح الى عدن عوض المطري فاكد لفرانس برس ان الوضع في زنجبار “ماساوي” وهي تحولت الى “مدينة اشباح”.
وذكر ان المقاتلين المتطرفين الذين يقدمون على انهم من القاعدة ويطلقون على انفسهم اسم “انصار الشريعة” قالوا انهم يستعدون لاعلان امارة اسلامية في المنطقة.
المصدر : أ ف ب