أرشيف

معارك ومواجهات مسلحة.. والزياني وابن عمر قريباً في صنعاء

أستمرت موجة القتال الدائرة في العاصمة اليمنية صنعاء يوم أمس بين قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس علي عبدالله صالح، ومناهضيه من أنصار الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، في العديد من الأحياء الشمالية للعاصمة، وتعرضت مواقع الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، المؤيد للثورة الشبابية لقصف مدفعي وصاروخي كثيف التوازي مع قصف الحرس الجمهوري للعديد من القرى في منطقة أرحب بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، حيث تدور مواجهات كر وفر بين الحرس ورجال القبائل المناهضين لنظام الرئيس صالح .

 

وشهدت أحياء الحصبة، صوفان، النهضة، الجراف، شعوب، وكذلك شوارع مازدا، عمران، القيادة والإذاعة، مواجهات شوارع عنيفة تخللها قصف صاروخي ومدفعي على المناطق التي يتمركز فيها أنصار الشيخ الأحمر؛ فيما هزت الإنفجارات القوية معظم أحياء العاصمة طوال ساعات النهار والليل .

 

وأكد أطباء في المستشفى العسكري ومستشفى 48 وصول عدد غير محدود من القتلى والجرحى من الجنود والمسلحين والمدنيين نهار أمس، بخاصة بعد توسع المواجهات إلى محيط ساحة التغيير ومبنى الإذاعة ومشاركة وحدات من قوات اللواء الرابع في المواجهات التي استمرت لساعات على طول شارع القيادة حيث مقر وزارة الدفاع .

 

وقالت مصادر قريبة من الجيش المؤيد للثورة، إن قوات صالح تراجعت أمس عن استخدام مقاتلات سلاح الجو في قصف مواقع الفرقة الأولى مدرع، بعدما شرعت في نصب صواريخ “سام 7” لصد الغارات الجوية، مشيراً إلى أن قوات الفرقة صدت هجمات شنتها قوات الحرس الجمهوري في منطقة جسر عمران في محاولة للسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الفرقة .

 

وأقفلت قوات الجيش بعض منافذ العاصمة صنعاء ونصبت حواجز تفتيش في أكثر الشوارع الرئيسة المؤدية إلى مناطق القبائل باتجاه أرحب ونهم، شمالي العاصمة .

 

وفي محافظة تعز، جنوبي العاصمة، قصفت قوات الحرس الجمهوري العديد من أحياء المدينة بالمدفعية والدبابات وصواريخ الهاون وسمع دوي انفجارات قوية في أحياء المسبح، الموشكي، المعهد الصحي ومحيط ساحة التغيير؛ فيما انخرط عشرات الآلاف من شبان الثورة تالياً في تظاهرة مليونية جابت شوارع العاصمة تنديداً بالقصف العشوائي على أحياء وشوارع المدينة .

 

واتهمت وزارة الداخلية “ميليشيا أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك بقصف الأحياء الآهلة في العاصمة، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية، وقالت إن هذه الميليشيا أطلقت قذائف هاون وصواريخ “لو” على منازل المواطنين في أحياء بمنطقة شعوب، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح، بالإضافة إلى إلحاق أضرار في بعض المنازل، كما اتهمت هؤلاء بقصف مقر شركة النفط اليمنية في شارع الستين بقذائف الهاون، حيث أدى ذلك إلى تضرر المبنى، وقصفت بقذائف ال”آر .بي .جي” مبنى وزارة الداخلية ومعسكر شرطة النجدة والمنازل المجاورة لها وخلفت إصابات لدى المواطنين” .

 

ونشرت أحزاب في المعارضة مناشدات لسكان أحياء العاصمة تدعو المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لوقف المذبحة التي ترتكبها قوات صالح بناء على توجيهاته التي كشفت عنها مكالمة صوتية موجهة لنجله الأكبر أحمد، قائد الحرس الجمهوري، وأخوه غير الشقيق علي صالح الأحمر، قائد العمليات القتالية بالحرس الجمهوري وأمرهم فيها ببدء الحرب في أحياء شمالي العاصمة من دون الاكتراث لحياة المدنيين .

 

ومن جانب آخر أكدت مصادر في المعارضة اليمنية أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني والمبعوث الخاص بالأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، سيعودان خلال الأيام الثلاثة القادمة إلى صنعاء لاستكمال جهودهما في تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية بحسب قرار مجلس الأمن بشأن الأزمة اليمنية الذي صدر الجمعة الماضية .

 

وبحسب ذات المصدر فإن الهدف من زيارة الدكتور الزياني وابن عمر إلى اليمن يتمثل في استكمال إجراءات التوقيع على المبادرة الخليجية من طرف الرئيس صالح، وهي مهمة صعبة نظراً لرفض الرئيس صالح التوقيع على المبادرة، بخاصة أنه سبق أن رفض التوقيع على المبادرة أكثر من ثلاث مرات .

 

وأوضحت ذات المصادر نقلاً عن دبلوماسي خليجي أن تنفيذ قرار مجلس الأمن يبدأ من توقيع الرئيس علي عبدالله صالح للمبادرة الخليجية وتنحيه عن السلطة، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي سيعود هذه المرة وهو يحمل سلطات قرار مجلس الأمن وسيطلب من جميع الأطراف اليمنية تنفيذ قرار المجلس، وأكد أنه لم يعد هناك لأي طرف أدنى مساحة للمراوغة والتسويف .

 

واعتبر الدبلوماسي الخليجي أن لجوء أي طرف من الأطراف اليمنية إلى التهرب والمماطلة واختلاق الحجج تهرباً من تنفيذ قرار المجلس سيكون انتحاراً سياسياً .

 

وقال إن على الأطراف السياسية اليمنية أن تدرك أن مساعي الدول الخليجية لتجنيب اليمن الانزلاق إلى العنف والحرب الأهلية من خلال تنفيذ المبادرة الخليجية لإنجاح عملية نقل السلطة، ستكون هذه المساعي بلغة سياسية مختلفة عما قبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي .

 

المصدر: دار الخليج

 

زر الذهاب إلى الأعلى