أرشيف

أناشد كل جنوبي في أي تيار أن يلتقي مع الاخر

لم أجد مقدمة لهذا الحوار الذي أجريتة مع الاستاذة (إحسان عبيد )رئيسة المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث , أجمل مما قالته هي حين سألتها عن نفسها فأجابت : ( إحسان عبيد .. إحدى بنات هذه المدينة الطيبة , ولدت في مدينة الشيخ عثمان , تعلمت في مدارسها وتشبعت برياح الحرية والكرامة , إذا إنني شهدت وليي بشكل دقيق جدا احتفالات بلادنا بالاستقلال الوطني في 67 م حيث أني لم اكن اتجاوز 9 سنوات آنذاك ) .


 عشقت نشاط منظمات المجتمع المدني وصار جزء من تشكيل شخصيتها منذ وقت مبكر وسرى في عروقها ولم تعد قادرة على التخلص منه وقد قاربت على تجاوز 55 من عمرها , بل إذا أمدها الله بالعمر لن ولن تتنازل عن نشاطها في المجتمع المدني , وفق ماقالت .



تحدثت عن شغف وحرص يسكنها لنقل تجربتها للشابات والشباب , كما تحدثت عن أمل يراودها في أن يضطلع هؤلاء بمهمات جسمية نبيلة في إطار المجتمع المدني الذي تعتبرة أحد الركائز القوية والفاعلة فم دعم التغيرات الجذرية لإحداث تطور للمجتمع .


 

 
حاورها : مدير التحرير 


  • عرفناك ناشطة حقوقيه…ألم تمارسي أي نشاط سياسي ، تحديداً الحزبي؟


– كنت عضوه في ألحزب الاشتراكي اليمني، ودرست العلوم السياسية الاجتماعية في المعهد العالي في موسكو،حيث حملت البطاقة الحزبية وأنا في مقتبل العمر. ولكن كان هناك للأسف الشديد مواقف سيئة جداً تجاهي شخصيا بعد احداث86 لم استطع أن أجد لها تفسيراً حتى اللحظة وان وجدت تفسيراً فهو تفسير لا أحبذ إن أجاهر به لأنه بعيد عن المنطق وبعيد عن العقل وبعيد حتى عن النظرات التقدمية للمواقف التي يفترض أن يتبناها الناشط أو العضو الحزبي تجاه رفيقه.

  • هل ما تعرضتي له كان سبباً في تركك للعمل الحزبي؟


 –  هناك عامل أخر وهو نقل نشاط العمل إلى لأحياء السكنية حيث أصبحت المقرات عبارة عن “جيريشات” ، هذا واحد من العوائق التي لم تعقني لوحدي ولكن أعاقت كثيرا من النساء المنتسبات للحزب ، ناهيك عن انه للأسف الشديد بعد الوحدة اليمنية تحولت مقرات الحزب لاشتراكي اليمني إلى مبارز قات ، وهذا كان السبب الأخر في إبعاد كثير من النساء والفتيات عن ممارسه النشاط الحزبي في أوساط الحزب.

  • البعض تخلى عن عضويه الحزب الاشتراكي اليمني أليس هذا فحسب بل تخلوا عن المبادئ التي تربوا عليها،أين أنتي من هؤلاء؟


– انأ لازلت أتبنى فكرا وإيماناً وقناعة بكثير من الأفكار التي تعلمتها والتي حملتها مند أن تربينا نحن في بداية شبابنا على نظام ونهج الحزب الاشتراكي اليمني.

  • حدثينا في لمحة تاريخية موجزه عن تاريخ ونشأة وتطور منظمات المجتمع المدني في عدن؟


– منظمات المجتمع المدني في بداية تأسيسها وتشكيلها في عدن كانت تعرف بالمنظمات الجماهيرية ، والتي كانت تضم المنظمات السياسية للدولة،وكانت هناك العديد من المنظمات التي لا تكرر نفسها ، فاتحاد نساء اليمن كان هو لسان حال المرأة ولم نجد إلى جانبه منظمه أخرى معينة بقضايا المرأة ، واتحاد الشباب هو المعني بالشأن الشبابي والطلابي حيت يتفرع عنه الاتحاد الطلابي والمنظمات القاعدية الاشيديه في كثير من المدارس حتى يصلوا إلى براعم الوطن الذي هم “الطلائع” تلك المنظمات كانت تعتمد في نشاطها على ترجمه وبلورة سياسة الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب، كانت كلا بحسب الفئات والشرائح التي تتعامل معها تقوم برفده بكثير من أكفأ العناصر الشابة ،لخلق صف ثاني وما بعد للإسهام في ممارسه السياسة بشكل عام على مستوى الجنوب .بما أن النظام السياسي في تلك الفترة كان متبني القضايا الاجتماعية وحقوق المواطن هو في الأساس يميل أكثر إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في المجتمع المدني أو المنظمات الجماهيرية تحمل نشاطات ربما لم تكن واحدة من أهم أنشطتها الدفاع عن حقوق الإنسان والحق العام بالنسبة للمواطن ، ولكن كان واحدة من أهم أهدافها هو بناء الإنسان وتعليمه والدفع بكثير من الشباب إلى المواقع المناسبة وإلى البناء الذاتي من حيث التثقيف والتوعية الحقوقية العامة والسياسية.

  • عملتِ قبل الوحدة في اتحاد نساء اليمن , كيف كانت تجربة الاتحاد ؟


– اتحاد نساء اليمن بحكم إنني اشتغلت في وقت مبكر فيه , كان واحد من أهدافه الرئيسة مع بداية التأسيس هو الدفع بالمرأة إلى الخروج إلى ميادين العمل , وهذا الهدف تسبب في إساءة للاتحاد بسبب أن كثير من الناس لم تكن قد استوعبت هذه المهمة , فنظروا للاتحاد على انه محرض للنساء والفتيات للخروج عن طاعة الأسرة وللتمرد , طبعاً هذه الأفكار تلاشت فيما بعد , حيث بدأت الناس تعي أهمية عمل المرأة . كما كان الاتحاد في تلك الفترة واحد من الوسطاء لتشغيل النساء , ويناقش مع السلطة السياسية فتح أفاق ومجالات مختلفة متعددة لعمل النساء , فكان دوره متميزاً كثيراً , ودور يكاد يكون تكميلياً لدور القيادة السياسية .

  • ألا تتفقين معي أن منظمات المجتمع المدني في عدن تراجعت كثيراً ؟


– شيء طبيعي أنها تتراجع كثيراً .

  • لماذا هذا التراجع ؟


– النظام للأسف الشديد عند على أن يفرق هذه المنظمات من مضامينها ومن أهدافها .

  • كيف حدث ذلك ؟


– جاء بعناصره فتدخلت تدخلاً سافراً في الحياة الداخلية لمنظمات المجتمع المدني , فلم فتشنا الآن في كثير من المنظمات التي تسمى منظمات مجتمع مدني , سنجد أن من يترأسونها منتمون للحزب الحاكم, أو من الناصر التي يرضى عنها النظام.
 

  • هم مواطنون ومن حقهم أن يترأسوا تلك المنظمات, كحق مكفول لهم دستورياً؟


– للأسف الشديد بعض المنظمات تحولت كما لو كانت مقرات لحزب السلطة على وجه التحديد, تدخل النظام في تحديد العناصر التي لابد وان تتولى الإمساك بهذه المنظمات هو الذي أوصل منظمات المجتمع المدني إلى هذه الحالة, ودليلي في ذلك اتحاد نساء اليمن في ظل هذه الأوضاع العاصفة بالوطن, في ظل هذا القتل السافر لم نسمع أو نقرأ بأنه تقدم بالعزاء حتى لأمهات الشهداء أو بناتهم أو ..أو.., فهذا دليل قاطع على انه لم يعد من منظمات المجتمع المدني بما تحمل الكلمة من معنى, لأنه صار جزء من النظام. وإذا كانت كل هذه المشكلات المتراكمة التي تعاني منها العمال والموظفين في كثير من مرافق العمل وكثير من المواقع العملية الاقتصادية التي تم تخصيصها والتي جاءت على رؤوس الكثير من العمال وأوصلت الناس إلى حد الفقر, إذا كل هذا يحدث في ظل صمت نقابات عمالية ماذا يعني ذلك؟ يعني أن النقابات أيضاَ هي جزء الآخر من النظام, النقابات لم يعد يهمها قضايا العمال أو تبنيها وهذا نلمسه من كثير من الشكاوي التي تصلنا إلى المؤسسة, على سبيل المثال موظفي فندق عدن وكثير من المرافق الحكومية العامة والمؤسسات الرسمية التي تحمل ملفات ساخنة للمشكلات التي تعاني منها الموظفين والعمال, وهذا يدل على أن النقابات غير موجودة لأنها أصبحت نقابات سلطة .

  • هذا فيما يتعلق بالجانب الآخر, أي أن من أسباب التراجع وجود كمنظمات مجتمع مدني ليست من تلك العينة ما هو دوركم في هذه المرحلة للارتقاء بواقع منظمات المجتمع المدني في عدن؟


– نحن المنظمات الغير تابعة للنظام وغير المفرخة أيضاً, لنا دور لا يقل أهمية عن الدور الذي كان ينبغي أن تلعبه تلك المنظمات, والله الحمد فإن المنظمات واستطيع عدًّهم من (1-6) تقريباً هي الفاعلة والضاغطة الآن في ظل هذه الظروف في الساحة, أنا أتكلم على مستوى محافظة عدن, فالنشاط الذي تمارسه هذه المنظمات كله يأتي في سياق النهوض بدور المواطن للمشاركة الفاعلة في هذا الحراك الثوري الشعبي من أجل انجاز كثير من الأهداف التي حملتها ثورتنا الشبابية الشعبية, وقد كانت أول خطوة بالنسبة لنا هي تشكيل مجلس تنسيق لمنظمات المجتمع المدني على مستوى عدن, هذا المجلس لا أستطيع أن أجافي الحقيقة وأقول إنه يعمل بفاعلية عالية, لكنه يشكل مانسبته 50% من الحراك الموجود على مستوى الساحة.

  • أين تمكن نسبة الـ50% هذه التي يمثلها المجلس؟


– من خلال تواصله مع لجنة الحوار الوطني, ومن خلال مشاركته في تحديد قوائم وأسماء منظمات المجتمع المدني, ومن خلال العناصر الاجتماعية, ومن خلال التسمية بعناصر وطنية موجودة على مستوى المحافظة لتحمل مسؤولية عدن إنشاء الله في وقت لاحق سيتم لإعلان عن هذا المجلس, عبر هذا المجلس كانت هناك كثير من الفعاليات التي يتم تنظيمها بدعوة من منظمات المجتمع المدني لحشد الكثير من العناصر الفاعلة أو الشابة وأيضاً من العناصر المخضرمة في هذا العمل المجتمعي المدني.

  • المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث أين موقعها من كل هذا العمل؟


– مؤسستنا سعت منذ الوهلة الأولى إلى خلق شكل من أشكال التوعية وتنوير الشباب بكثير من القضايا ذلت العلاقة بحراكهم الثوري في الساحات, ولنا لقاءات دائمة بالشابات في محافظة عدن في هذه المؤسسة, نتناول كل ماهو مستجد وحديث على الساحة, وهناك حلقات نقاشية مع الشابات والشباب, ونشعر بأننا نحاول إن نسهم في بلورة الفكر الثوري عند الشباب وهو ماشاء الله لا يقلون فهما واستيعابا لمثل هذه المفاهيم, ونمكنهم من أن يتحركوا بوعي وفاعلية أكثر, فاعلية واعية تحقق ثمارها بشكل أكثر إيجابية.

  • لو طلبنا منك وضع خارطة طريق كي تعود منظمات المجتمع في عدن لممارسة دورها, وفي هذه المرحلة الثورية؟


– في هذه المرحلة أعتقد أن الركيزة الأولى لاستعادة دور ونشاط منظمات المجتمع المدني بشكل أكثر فاعلية هي أن تلتقي هذه المنظمات وتشكل لذاتها مجلس تنسيق أو أي شكل من أشكال التجمع والالتقاء تحت أي مسمى, بحيث تكون هناك خطوة واحدة لهذه المنظمات تتحرك على أساسها, لابد وأن يكون هناك فعل ضاغط لمنظمات المجتمع المدني لدعم الثورة الشبابية للإسهام في تقليص هذه الفترة لتحقيق أهداف الثورة, ويجب أن تلعب دوراً لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء في الساحة, بين الشباب أو أي تيارات موجودة, على اعتبار أنها ممكن أن تضم قي إطارها كل الناس من مختلف الانتماءات السياسية والفكرية, لأنها في الأخير مهمة وطنية وهذا وطن ويفترض أن الكل يتكاتف ويتساند ويتوحد لانجاز هذه المهمات لما فيه مصلحة الوطن.

  • وفي مرحلة ما بعد إسقاط النظام وبناء الدولة المدنية؟


– لابد أن تكون هناك تنقية لهذه المنظمات وأن يكون هناك تغيير جذري في كل الأطر التابعة لكل منظمة منها, بحيث لا يتولى أمرها إلا من هم بالفعل ينتمون إلى هذه الأرض, لا ينتمون للمصلحة الشخصية ولا للولاءات الحزبية, منظمات المجتمع المدني يمكن أن تمارس نشاطها بعد إسقاط النظام, إذا كان بالفعل هناك صدق في التعامل معها ومساعدتها لأداء دورها, وأن تكون تلك المنظمات في اليد الوطنية المستقلة, للحفاظ على مضامينها ورسالتها وأهدافها, فيما بعد يمكن أن ينخرط أي أحد في هذه المنظمة أو تلك للإسهام في أنشطتها,وكن رأس هذه المنظمات وقيادتها ينبغي أن يكون ولاءها لتحقيق المعايير الحقيقية من الكفاءة والقدرة على إدارة شئون هذه المنظمات والشأن المجتمعي السياسي الثقافي الاجتماعي, لأن منظمات المجتمع المدني لا تقف عند سياسة أو عند أي مجال, بل تعمل في كل مناحي الحياة وفي كل مفاصلها وبالتالي لابد أن يكون هناك إدراك لأهمية التدقيق لاختيار الكفاءة العالية لقيادة هذه المنظمات التي ممكن أن تكون لسان حال المواطن في التخاطب وفي المطالبة بحقوقه فيما بعد إسقاط هذا النظام الذي أساء كثير لدور منظمات المجتمع المدني, والنقابات يجب أن تكون هي ممثل ولسان حال كل العمال والموظفين.

  • كثير من المنظمات المجتمع المدني في الوضع الراهن سقط القناع وشاهدنا منظمات تتبع الحزب الحاكم وأخرى تابعة لأحزاب اللقاء المشترك وأخرى تابعة لأشخاص معينين؟. أين تضعين المؤسسة العربية لمساندة قضايا المرأة والحدث؟


– بدون مبالغة وبدون تحيز لأنفسنا.. فأنني أضع المؤسسة العربية في عمق الوطن.. في صدر الوطن… المؤسسة العربية هي لا تنتمي, لا تنحاز لا لجهة ولا حزب من الأحزاب ولا للسلطة, هي منحازة للوطن ولقضايا المواطنين بجنسيهم, وهي صوت الوطن والمواطن.

  • في بداية اعتصامات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين.. كنت من أوائل المشاركات في تلك الاعتصامات وتواجدت يوم 7يوليو2007م في ساحة الحرية ثم مشاركان أخرى.. فجأة اختفيت وتواريت عن حضور مثل هذه الفعاليات.. لماذا!؟


– اختفيت لأسباب صحية في الأساس, وفيما بعد ولا أخفيك سراً رأيت أن هناك تيارات كثيرة وكل تيار يغني على ليلاه, 7 يوليو2007م جاء حاملاً أو معبراً عن هموم وطن جنوبي, وشعرت أن هناك صحيفة جديدة ممكن تكون, نحن ننقش ملامحها بدءًا من هذا اليوم.ولكن للأسف الشديد عندما رأيت الانشقاقات والأهواء الذاتية والشطط السياسي, وبما أنني من النوع الذي يتأني باستمرار, فذلك كانت مؤشر شخصي لي بأن الملامح لم تعد واضحة, أنا مع من يطالب بحق الوطن والمواطن, أنا مع من يقف بقوة وبقوة وبصلابة ضد من أمنتهم كرامتي , ولكن للأسف الشديد بدأ الحراك ذاته يتشقق ويتصدع, فلم أجد في تلك الأجواء ملاذي لوطني الذي ممكن أن أعبر فيه عن ما بجوانحي من رفض لهذا النظام ومقارنة له, فالتزمت الصمت.

  • كيف تنظرين لواقع الحراك الجنوبي اليوم؟ ومن أين يتجه؟


– آمل أن يتجه إلى لتواجد, إلى إيجاد نقاط التقاء أكبر, آمل أن يتجه إلى البعد عن كل ما يمكن أن يعيقه في تحقيق أهدافه, لأن التيارات المتعددة الموجودة الآن والتي نسمع عنها, لا يمكن أن تخدم القضية الجنوبية, وهذا الذي نحن خائفون منه, وبالتالي أناشد من هذا المنبر كل وطني جنوبي شريف في أي تيار من التيارات التي تحمل راية قضية الجنوب أن يلتقي مع الآخر, عليهم أن يجدوا نقاط التقاء ثانية.. كلنا في الجنوب مشكلتنا واحدة.. كلنا اعتبرنا في يوم ما انه كما لو كنا محتلين, كلنا أحسسنا أنه في الوهلة الأولى في 7يوليو2007م عندما ارتفع الصوت للمطالبة بحق, تعاملت معنا السلطة باللامبالاة, تعاملت باحتقار لمطالبنا , وكان علينا أن نستمر في هذا العمل , لكن أي عمل ممكن ينجز ونحن متفرقون , نحن لا يمكن أن نكون فرقاء اليوم أو غداً أو في المستقبل , لان مصلحتنا واحدة وأهدافنا واحدة بالتالي علينا أن نلتقي .. لابد أن نلتقي .

  • عدن كانت من أوائل المدن التي تفاعلت مع ثورة الشباب , وقدمت عدد من الشهداء بينهم أول شهيد في الثورة , لكننا نلاحظ اليوم تراجعاً فما الذي حدث بالضبط ؟


– عدن على وجه التحديد أصبحت جامعة لكثير من التشكيلات والتكوينات الوطنية , لكن شبابنا في ساحة الثورة للأسف الشديد , واجهوا وضعاً لم يتوقعوه , وأجهدوا استحواذاً على هذه الساحات , رأوا في بعض القيادات شكل من أشكال الهيمنة حتى على أفكارهم , وشكل من أشكال التعصب والعصبية ,فأي شيء يصل حد التمزق ينتهي , كل الساحات للأسف الشديد تراجعت , أنا زرت ساحة المنصورة أسفني أني رأيت المجموعة التابعة للحراك والمجموعة الثانية تتبع ثورة الشباب في ذات الساحة ومتباعدين عن بعض ,وكان كل مجموعة عدد من الأفراد اتفقوا على مطالب وتجمعوا حوله بالتالي عزلوا أنفسهم عن الآخرين , كل فرقة تحمل مطلب معين وهدف معين , في حين أنه العمل الوطني كأن يوجب أن يلتقي الجميع لإسقاط النظام هذا قناعتي الشخصية , إسقاط النظام الخطوة الأولى , لان مشكلتنا كجنوبيين مع هذا النظام , بعد هكذا يلتقي ويلتقون أصحاب الشأن وأصحاب الحق , ليست فقط قضية جنوبية هناك قضايا كثيرة يئن منها الوطن , وكان يمكن أن تكون خطوات مرحلية , ومن ثم القضية الجنوبية والشكل الذي يحضى بإجماع وطني لحلها , صار الجنوب يئن والشمال يئن , نحن لا نستطيع أن نكرر أن هناك متضرر في الشمال كثيرين متضررين من هذا النظام ..


يجب أن يساندونا ونحن نساندهم لتحقيق الهدف الأول بإسقاط النظام , وبعدها نحن كجنوبيين حاملين قضية منذ أول طلقة حرب 94 علينا أن نتحاور مع الآخر , نتحاور في أجواء صافية أجواء لا تسيء للوحدة , الوحدة التي تسيء للوحدة , الوحدة التي أساء لها هذا النظام بكل المعاني وكل القيم .


  • هناك من يلقي باللائمة على عناصر بعض أحزاب اللقاء المشترك وإنها تسبب في نفور بعض الشباب على الساحات ؟


– شبابنا تشتت بين الأحزاب وبين تحديد أولويات القضايا , تخرج مسيرة تطالب بحل القضية الجنوبية وأخرى مقابلة لها تطلب بإسقاط النظام, حتى شبابنا في الساحات تجزأوا وتشتتوا وتفرقوا, ناهيك على الممارسات السيئة لبعض الأحزاب السياسية للأسف التي أساءت كثيرا وكانت سببا من أسباب ابتعاد الشباب والشابات من الساحة .


أنا زرت ساحة كريتر, حيث دخلتها بالعافية سألوني من أنتي وماذا تريدين؟ أنا من هذه البلد , أنا من هذه الأرض , مواطنة من حقي أن أحس أن هذا المكان متنفس لي, دخلنا في مناقشات مع بناتنا الشابات, قلنا لهم: علينا أن لا نتصرف, الساحات موجودة للثورة وللتعبير الوطني عن الثورة وعن ما تحمله من شجن وهمّ لهذا الوطن , الساحات يفترض أنها تكون مفتوحة حتى للشرفاء والمنتمين للمؤتمر الشعبي العام , من حق كل النساء الشريفات المنتميات للمؤتمر المؤمنة بأن هذه السلطة أساءت لها وأضاعت حقها في الحضور للساحة والتعبير عن حقها ومساندتها للثورة , كل هذا الخلط العجيب الغريب , غير المستنير تسبب في أن تكون ساحات عدن خالية للأسف الشديد .

  • ما حدث لك من موقف الم يخلق لك خوف من المستقبل من القادم ؟


–  أنا أتمنى وآمل أن ألا يصل أي متطرف للسلطة وما بين السطور كلام .

  • الأحد الماضي قدمت تعز شهيدة في رحاب الثورة كيف وقع الخبر على قلب إحسان عبيد ؟


–  كل التعازي لأهل وذوي الشهيدة , التعازي موصولة لنساء اليمن بشكل عام , التعازي موصولة لشباب وشابات الثورة باستشهاد الشهيدة ” عزيزة ” كان لي اتصال مباشر م مع الأخت ” إشراق ألمقطري ” للسؤال عن أحوالهم , ففاجأني بهذا الخبر الذي نزل علي كوقع الصاعقة ..


أن تصل هذه السلطة إلى حد السفه وتصوب بندقيتها إلى رأس المرأة , أن تصل إلى حد السفه بأن لأجعل هناك حرمة للمساس بالنساء في الشارع وأن تهدر دماءهم , رغم يقيني ورغم اقتناعي أنه لا توجد امرأة تنزل للساحة وتشارك بذلك الزخم الثوري إلا وهي مقنعه أنه ممكن أن تقابل أي مصير , فالثورة لابد أن يدفع لها ثمن , في الوقت ذاته شعرت بنشوة أن تكون ضمن عداد شهداء الثورة امرأة , شعرت بفخر أنه في كل خطوة من الخطوات الوطنية الثورية لابد وان تجد المرأة , ليس هناك غيبة للمرأة في كل منعطف وكل حراك وطني .

  • ماذا تحمل لنا قادم الأيام ؟


– المجهول .

  • إلى متى هذا العبث بعدن ؟


– أحزاب سياسية ولجنة حوار وطني مثقفون وسياسيون وحتى أن كانوا خارج الأطر السياسي المنتظمة تتلقون ويتحدثون ويناقشون عن هذه الأوضاع , وأنه لابد أن نعمل ونعمل وفي النهاية لا ينعمل شيء , هذا العبث سيظل مستمراً كما هو وضع مثقفي عدن وأبناءها وكل الوطنيين في هذه المدينة , طالما هم في حالة من هذه السكون وهذا السبات سيظل وضع عدن بهذا الشكل , والمخيف أنه يزادا سوءًا , إذا كنا نحن في عدن على مستوى الساحة لم نستطع منذ أربعة أشهر ويزيد عن الإعلام عن مجلس وطني أو هيئة وطنية أو هيئة تنسيق بمشاركة كل القوى الفاعلة في الساحة وعدن , ثم في لجنة الحوار الوطني .

  • الناشطات في عدن هناك من يتهمكن بممارسة لعبة الضرب تحت الحزام فيما بينكن؟


– لا اعتقد.. لا مجال ضرب لأننا كلنا نضرب. ومن يطرح هذا الطرح أكيد في خلفه نوايا وأهداف أخرى, كلنا في الهم واحد, لا مجال أن نضرب بعض أو نتآمر على بعض.

  • أترك لك ختام هذا الحوار؟


– كلما أريده وأتمنى النصر ثم النصر تم النصر للوطن والثورة الشبابية لقضيتنا الجنوبية.


المصدر : صحيفة وفاق


الأحد 23|10|2011

زر الذهاب إلى الأعلى