أرشيف

هدوء نسبي بالمدن اليمنية مع استمرار التوتر شمال العاصمة

في الوقت الذي شهدت فيه المدن اليمنية هدوءا ملحوظا خلال الأيام القليلة الماضية، والذي تزامن مع تشكيل حكومة الوفاق الوطني وزيارة المبعوث الأممي لليمن السفير جمال بن عمر، مازال التوتر يخيم علي منطقة الحصبة شمال العاصمة صنعاء في ظل أحداث عنف متكررة بين الحين والآخر.

ففي العاصمة صنعاء، شهدت منطقة “الحصبة” اشتباكات متكررة علي فترات وآخرها الليلة الماضية بين قوات الحرس والنجدة والأمن ، وبين عناصر مسلحة موالية للزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر شيخ قبائل حاشد المناهضة للنظام .

ومازالت المظاهر المسلحة بادية للعيان من خلال انتشار العناصر المسلحة والمتاريس سواء من قبل القوات الحكومية أو من قبل العناصر المسلحة الموالية للمعارضة.. خاصة في المناطق المحيطة بمقر وزارة الداخلية اليمنية ، علي الرغم من أن المظاهر المسلحة قد خفت بشكل ملحوظ في مناطق وسط العاصمة دون أن تنتهي بشكل كامل .. وذلك نتيجة عدم الثقة بين الجانبين .

ويأتي هذا الانتشار حول مقر وزارة الداخلية رغم أنها كانت من نصيب أحزاب المعارضة في حكومة الوفاق الوطني اليمنية المشكلة مناصفة بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وبين تحالف أحزاب اللقاء المشترك المعارض وشركائه .. وذلك وفقا لآلية تنفيذ المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية اليمنية .

وعلي صعيد آخر واصل الشباب المحتجون علي النظام اعتصاماتهم ومسيراتهم خلال الساعات الماضية وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة .وفي هذا الصدد دعت ما يعرف باسم “اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية” الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الى بدء الإجراءات الفعلية بتقديم من وصفتهم بـ رموز نظام الرئيس علي عبدالله صالح إلى محكمة الجنايات الدولية ومنعهم من السفر وتجميد أرصدتهم.

وقالت اللجنة في بيان لها وزع بساحة الاعتصامات الرئيسية أمام جامعة صنعاء وسط العاصمة اليمنية  إنها بصدد إعلان قائمة سوداء بجميع المتورطين بانتهاكات حقوق الإنسان من المدنيين والعسكريين والمسئولين الحكوميين. وطالبت اللجنة التنظيمية ، المنظمات والهيئات الدولية وفي مقدمتها مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باتخاذ ما وصفته بخطوات جادة وشجاعة تجاه رموز النظام العائلي الذين ارتكبوا جرائم إبادة بحق الإنسانية.

وجاء في البيان إن جرائم الإبادة بحق الإنسانية تمثلت في سقوط 1132 شهيدا منذ بداية الثورة (فبراير الماضي) حتى الآن ، إضافة إلي 22 ألفا و 321 مصابا واعتقال 819 شخصا ..ودعت اللجنة الشباب في كافة ساحات الحرية والتغيير إلي رفع وتيرة الحذر والتصدي لمحاولات شق الصف ، وأكدت أهمية المضي قدما نحو تحقيق كافة أهدافهم وعدم التراجع .

واعتبرت اللجنة أن ما تحقق في اليمن حتي الآن هو أول ثمرات النضال.. وقالت  إن هذه خطوة سوف تتلوها خطوات ثورية تثبت عراقة وأصالة الشعب اليمني الحضاري العظيم. وعلي صعيد الأوضاع في المناطق الجنوبية خاصة محافظة تعز فقد واصلت لجنة التهدئة أعمال مراقبتها لمدي الالتزام باتفاق الهدنة بعد أن تمت إزالة المظاهر المسلحة من العديد من الشوارع والمواقع الرئيسية سواء التابعة للقوات الحكومية أو للعناصر المسلحة الموالية لقوي المعارضة .

زر الذهاب إلى الأعلى