تحليلات

التطرف والإرهاب في عيون الشباب

 يمنات ـ غمدان السامعي

 

شهدت اليمن مؤخرا وما زالت تشهد الكثير من ألعمليات الإرهابية ، فانفجار هنا وعملية انتحارية هناك، إضافة إلى تأزم حاد في المواقف بين مختلف القوى الدينية كأمر يبشر بكارثة محدقة تحل في ربوع الوطن .. فعن التطرف والإرهاب.. أسبابه ومخاطره طرحت (يمنات) هذه القضية على عدد من الشباب من مختلف التوجهات الفكرية .


طاغوت اسمه صراع السنة والشيعة

قال ميزار الجنيد :الإرهاب والتطرف معضلة الإنسانية جمعاء كونه يتنافى مع حاجة الناس إلى العيش الآمن والكريم ،وبسبب التخلف الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية وبلادنا على وجه الخصوص  فإن مصنع إنتاج هذه الآفة الخطرة والضارة هي ثقافة الاستبداد والفتوى الممنهجة ضد بني البشر ـ تكرما في الذهاب إلى جنة الخلد حسب روايات بعض من يدعون انتماءهم إلى الإسلام و بأنهم علماء ومطابخهم الفاسدة التي تقتل الإنسان والحياة اليوم بدم بارد لكي تلقى حور العين جزاء موفورا لما تقترفه بحق البشر .

14 06 12 16337743

وأضاف إن ما يحصل اليوم من صراع بين الإصلاح والحوثيين هو نتاج طبيعي لثقافة التخلف والعودة إلى الماضي وادعاء الأحقية بالله عز وجل كماركة خاصة بكل واحد منهم أدعياء على الحق أوصياء على الإنسانية ـ خرمانين حور العين ـ لا قيمة للإنسان في ثقافتهم ويقاتلون من اجل الحق .

وقال أحذر من أن التطرف سيؤدي إلى تدمير النسيج الاجتماعي وتشريد المجتمع والزج به في صراعات طائفية وقبلية وصراع لن يتوقف، كما يضعنا الآن أمام طاغوت اسمه صراع السنة والشيعة.

وأضاف الجنيد قائلا :لقد كان لشبا ب الثورة دور مهم منذ البدايات الأولى لإيقاف نزيف الدم اليمني وكان للتضحيات التي قدمها الشباب أهداف عظيمة وهي احترام آدمية الإنسان اليمني وكرامته وقد بادروا في لحظات سابقة بالتواصل وتشكيل لجان للتواصل مع هؤلاء ووقعوا اتفاقات موثقة بينهم لكي يتوقف نزيف الدم المتواصل إلا أن ما يحصل اليوم يتم تغذيته من قوى إقليمية جعلت من اليمن ساحة للصراعات إضافة إلى أن صالح وبما يمتلكه من أموال نهبها من الشعب يقوم بتسخيرها لإشباع غريزته التي أدمن عليها وتحدث عن أن اليمن ستكون بدونه شبيهة بأفغانستان أو الصومال…

أدوات القوة يجب أن تحتكر بيد الدولة

أما الناشط السياسي والحقوقي خالد الآنسي قال: قبل تأسيس وقيام دولة تكفل لكل من فيها فرص متكافئة في التفكير والتسويق لكل هذه الأفكار و تحتكر أدوات القوة وتمنع من اللجوء إلى العنف، ستظل مشكله التطرف والعنف قائمة.

14 06 12 600082392

وأضاف يفترض علينا جميعاً أن نرفض العنف سواء أتى من القاعدة أو من الحوثيين أو من السلفيين أو من الإصلاح أو من الاشتراكي أو من أي كان ويفترض فينا أن تكون أدواة القوة محتكرة بيد الدولة وأن نسعى إلى خلق دولة تكون وظيفتها إدارة مصالح المجتمع وتحقق توازنا يكفل فرصا متكافئة دون أن تخل بمبدأ العدالة وتمنع الترويج للعنف أو استخدامه لفرض هذه الأفكار.

وأضاف : ليس أمام شباب الثورة من خيار إلا الضغط والعمل على بناء الدولة المدنية الحديثة التي ستقوم بهذه الوظائف والتي سيكون لديها القدرة على منع دعوات التحريض على الكراهية والعنف وكفالة تكافؤ الفرص في التفكير والتسويق للأفكار، وإذا لم تبن الدولة المدنية الحديثة التي ستقوم بذلك فلن يستطيع الشباب فعل شيء وإنما سيتحولون إلى جمعية لمعالجة مرض السرطان فيما أدوات إنتاج السرطان قائمة ومستمرة ولن تحل القضية إلا إذا تم تجفيف المنابع التي تسبب السرطان،والآن المنبع الذي يسبب العنف هو غياب الدولة التي تقوم بوظائفها وتكفل العدالة والمساواة للجميع.

كما أرجع هيمنة القوى التقليدية على الساحات، كأمر يحد من قيام الشباب بدوره،إلى ضعف القوى الحداثية وهروبها وعزوفها وخطابها الاستعلائي على الجميع  وتركها الساحات لما يسمى بالقوى التقليدية .

عمليات ممنهجة

الصحفي والناشط السياسي أحمد الزكري قال: كل ما يحدث اليوم من عمليات إرهابية مستمرة ومتلاحقة ومتوزعة في أكثر من مكان ابتداء بالحرب في أبين والتفجيرات في صنعاء وصعدة والجوف وغيرها عملية مدروسة وممنهجة ومستمرة منذ سنوات، لكن بأشكال وبوسائل مختلفة  وكان يقودها النظام السابق والذي ما يزال إلى اليوم موجوداً داخل الكوادر المشاركة في الحكومة وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها، وبالتالي هو يحاول من خلالها أن يقوض السلم الاجتماعي و يؤثر على حياة واستقرار الناس كما يريد أن يؤثر على الخطوات التي تمت وفقاً للمبادرة التي أدت إلى إخراجه من داخل السلطة وهي واحدة من نتائج الثورة الشبابية التي ما تزال مستمرة لتحقيق أهدافها.

14 06 12 951041432

مؤكدا أن هذه الافتعالات تهدف إلى إجهاض المبادرات والفعاليات الشبابية المستمرة التي تطالب بتحقيق أهداف الثورة ،وبالتالي هذه الحوادث التي لا أستبعد أن يكون لبقايا النظام دور أساسي فيها بغية جر البلد إلى فتنة والتأثير على السلم الأهلي بفتنة طائفية هنا وفتنه مذهبية هناك كما حصل مؤخراً في قضية الجوف التي حصل فيها استهداف لجماعة الحوثيين وعلى أساس أن جماعة أخرى  التي تمثل الوجه الآخر من الناحية الدينية وبالتالي هي تريد أن تعمل على إحداث فتنة مذهبية.

أمريكا عملت على صنع القاعدة

أما الشاب لؤي عبد الإله الشامي عضو المركز الإعلامي لشباب الصمود بساحة التغيير بصنعاء قال:إن مصطلح الإرهاب المتمثل بما يسمى القاعدة ما هو إلا ذريعة أمريكية صنعتها وأنشأتها ابتداء من أفغانستان مروراً بكل ارض أو دولة أرادت أن تدخلها أو تنتهك سيادتها أو تنهب ثرواتها وتسيطر على جيشها ومالها وحكمها وهو ما يساعد الاستخبارات الأمريكية لتسهيل عملية دخولها.

14 06 12 556501951

لافتا إلى أن الولايات المتحدة عملت على صنع ما يسمى بالقاعدة في أفغانستان للقضاء على الاتحاد السوفيتي سابقاً .

وأبدى استغربه قائلا: في المقابل هناك جمود وسطحية سلبية تطفو على المجتمعات العربية حتى لا يقفوا وقفة واحدة جدية ضد ما يسمى بالقاعدة رغم إدراكهم بأنها ما هي إلا ذريعة لاحتلال الشعوب.

موضحا أن المخاطر التي تثيرها القاعدة كمرض تحاول أمريكا أن تنشره في الوطن الإسلامي مثل أفغانستان مرورا بالصومال والعراق والآن في اليمن والملفت أننا الآن لا نسمع بقاعدة في أفغانستان أو باكستان ولا غيرها بل انتقلت كلها إلى اليمن وهذا ما يكشف الألعوبة وأعتقد أن أغلبية الشعب قد كشفها .

كما عزا التوتر في العلاقة بين الإصلاح وأنصار الله إلى اختلاف في وجهات النظر السياسية, فهناك مصالح ومأرب وغايات لقيادات حزب الإصلاح قد تتنافى نوعا ما مع طموح وأهداف الشباب ونرى في أنصار الله أنهم أقرب في الآراء بل تتفق كلياً مع سياسات الشباب كمطلب الدولة المدنية وهو ـ كما قال ـ عكس موقف الإصلاح وهنا مكمن الاختلاف.

زر الذهاب إلى الأعلى