الناطق الرسمي لأنصار الله : ليس من صلاحيات السفير الأمريكي دعوة أي طرف للحوار

يمنات ـ متابعات : قال الناطق الرسمي لأنصار الله الأستاذ : محمد عبد السلام أن الواقع اليمني في ظل الأحداث الراهنة يسير وللأسف باتجاه توسيع نشاط التدخل الخارجي حيث لم يعد القرار اليمني ذا سيادة منذ أن تم التوقيع على المبادرة الخليجية التي كانت فاتحة للتدخل الخارجي وخاصة الأمريكي بشكل غير مسبوق في تاريخ بلدنا من هيمنة على حدود البلد وعلى قراره السياسي والتواجد في مواقع ومعسكرات داخل الأراضي اليمنية .
وما زلنا نتمسك بالثورة الشعبية ليس فقط للحد من الهيمنة والتدخلات والإملاءات الخارجية فحسب بل وفي تحقيق مطالب الثورة التي ضحى الشعب من أجلها وقدم في سبيلها قافلة من الشهداءوالجرحى ولذلك نقرأ الوضع الراهن بأنه ما زال وضع ثوره ضد النظام الظالم .
وقال قبل أن نتساءل عن ما هو النظام السياسي في الإسلام كنظام هيكلية الدولة، اسأل عن مهام الدولة في الإسلام، مهام السلطة في الإسلام ما هي ؟ هي هذه، وليس فقط: هل هو شخص واحد، أو مؤسسات؟ هل عن طريق انتخابات، أو عن طريق اختيار، أو عن طريق شورى أو..أو ..إلى آخره ، في المقدمة ما هي مهام الدولة في الإسلام؟ )
وأضاف أن الرحمة والعدل وخدمة المجتمع هي مهام أساسية للولاية في الإسلام فهل هذه تتعارض مع المطالبة بدولة مدنيه عادلة أم هي منسجمة حقيقة في حال حصلت دولة مدنية ترعى الناس وتهتم بهم وبشئونهم ترعاهم وتربيهم وتزكيهم وتحقق للشعب الأمن والإستقرار في كافة مناحي الحياة هذا هو مطلبنا ومطلب كل أبناء الشعب اليمني وهذه هي رؤيتنا كما قدمها القرآن الكريم في كيف يجب أن يكون من يلي أمر المسلمين أن يكون عادلا رحيما مربيا .
وحول القضية الجنوبية وما يعانية أبناء الجنوب قال نحن نعتقد أن مصطلح الوحدة لم يعد مصطلحا مقبولا لدى أبناء الجنوب ونحن عندما تبنينا خيار الفيدرالية هو على أساس أن يكون هناك حل مرضي لأبناء الجنوب يؤخذ فيه بعين الإنصاف رد إعتبارهم وتضميد جراحهم ومظالمهم التي لحقت بهم ولا زالت من قبل النظام الظالم وأعوانه ، وفي النهاية نحن لن نقف ضد خيار الشعب في الجنوب حتى لو كان يسعى إلى الإنفصال فهذا خيارهم لأننا نعتقد أن الشعب إذا قرر مصيره فلا أحد يستطيع مواجهته ، وفي المقابل عندما نتحدث عن الوحدة من منظور قرآني فنحن نعتقد أن وحدة الأمة الإسلامية جمعاء ليس بين اليمنيين فحسب بل كل المسلمين ضرورة من ضرورات الحياة التي تؤدي إلى قوة المسلمين وعزتهم وعنصرا من مقومات النهوض والقوة لمواجهة التحديات والمخاطر كما نص على ذلك القرآن الكريم ورسم الطريقة المضمونة لتحقيقه
وأضاف أن تلك الرؤية كانت في مضامينها منطقية ومنصفة فالحوار دون إعتذار النظام ومن وقف معه وإسقاط الفتوى التي أباحت عرضه وكرامته ومراعاة مخلفات النظام السابق وما ارتكبه من جرائم سواء في الجنوب أو في الشمال تعتبر في النهاية معالجات ترقيعية ومؤقته وليست معالجات جذرية ومرضية ودائمة وليس من الصحيح أن نزيد على معاناة أبناء الجنوب الذي دخل في الوحدة طوعا وبعدها شنت عليه الحرب وصودرت كل حقوقه وممتلكاته أن نعيده اليوم قسرا إلى تلك الوحدة التي فرط فيها النظام وأعوانه والتي باتت غير مقبولة شعبيا في الجنوب وعلينا إن كنا صادقين ومنصفين أن نحمل كل ما جرى وما زال على أبناء الجنوب النظام الظالم ومن وقف معه بالفتوى والدعم والإسناد ومن عزل الشعب الجنوبي حتى بعد حرب 94عن الممارسة السياسية وصادر كل حقوقه هؤلاء هم من ضرب الوحدة ومزق أشلاءها وهم من يتحملون كل النتائج وليس أبناء الجنوب .
وتساءل قالاً أننا كنا في الماضي شركاء في العمل السياسي عبر حزب الحق، ولكن لما لم يكن هناك مجال حقيقي للعمل الديمقراطي حيث واجه الحزب الكثير من المؤامرات التي استهدفت قياداته عبر محاولة تنفيذ إغتيالات لقيادات الحزب المؤثرة، إضافة إلى ما واجه الحزب من حرب سياسية وإعلامية وتحريضية حتى كان الإنتماء إليه تهمة بالإمامة والرجعية، ولما بات الحزب ديكورا يستفيد منه النظام فقط خرجت أبرز القيادات المؤسسة للحزب كالسيد/حسين بدر الدين الحوثي والذي كان عضوا في مجلس النواب عن حزب الحق، وبهذا لم يكن هناك أي أجواء متاحة للعمل السياسي، واليوم لا نرى أن هناك شيئ تغير بشكل صحيح خاصة عندما نرى بعض الأحزاب لم تستطع تحقيق شيئ لها إلا بالإرتماء في أحضان الأمريكيين لتحقيق بعض المكاسب السياسية على المستوى المحلي وهو ما يعني أن المشاريع السياسية القائمة ليست مقنعة شعبيا ولا تعتبر دليلا للعمل مثلها، إضافة إلى المؤامرات التي تستهدفنا من شن حروب والإعتقالات والتعسفات لا تشجع على الشراكة والعمل السياسي البناء،وفي حال تهيأت الأجواء لن نمانع من العمل السياسي، فمن حيث المبدأ شاركنا في الماضي ولنا تجربة، وسنشارك في المستقبل إن تهيأت الظروف.
وعن تدخلات السفير الامريكي قال من الطبيعي أن يظهر السفير الأمريكي كحمامة سلام وديعة،فهذا أسلوب معروف عنهم يقتلون في العراق وأفغانستان وباكستان واليمن بدعوى الحرية والديمقراطية وتخليص الشعوب من أسلحة الدمار الشامل !! فهل متوقع من السفير الأمريكي أن يتحدث بغير هذا، ومن ثم ليس من صلاحيات السفير الأمريكي ولا من مهامه أن يدعو أي طرف يمني للحوار خاصة وطائراتهم تقتل اليمنيين وتنتهك السيادة كل يوم، وينفذ إملاءات واسعة على القرار السياسي والعسكري في اليمن، فنحن من حيث المبدأ لا نرى شرعية للسفير الأمريكي أن يدعو أحدا للحوار أو يتدخل في أي شأن من شئونه ، ونعتقد أن الجميع لا يجهل من هي الولايات المتحدة الأمريكية بما تقوم به من جرائم ليس على مستوى اليمن فحسب بل في كل مكان في العالم العربي والإسلامي وفي مختلف قارات الأرض وهي من تستعدي الشعوب وتعتدي على الشعب اليمني فهي من جاءت إلى اليمن بطائراتها وجنودها في عدة مناطق يمنية فهل عندما نقوم بموقفنا الوطني اللازم وبطريقة سلمية أمام هذه الأعمال يعتبر استعداء .
وعن حوادث الاغتيالات تزايدت في الفترة الأخيرة قال الناطق الرسمي لأنصار الله نعتقد أن الفوضى الأمنية العارمة هي تخدم أجندة دولية، فهي في كل الحالات لا تخدم الشعب اليمني ومن خلال الفوضى تبرز الحاجة وعند البعض قد يراها الضرورة لتلقي الدعم والإسناد من الخارج، كما أن عمليات الإغتيالات هي تخدم في نهاية المطاف مشاريع سياسية لها علاقة بإستهداف الثورة الشعبية وتخويف التيارات الحرة والنزيهة في الوطن التي باتت تتذمر عن حال اليمن الذي وصل إليه في ظل الوصاية الخارجية .
ودائما حوادث الاختطافات تأتي في إطار الفوضى الأمنية العارمة لأن نتائجها في النهاية إثارة الخلافات بين القبائل اليمنية وإشعال فتيل الحروب الداخلية وخلط الأوراق الأمنية وتخويف الناس وإشغالهم بقضايا مفتعلة ومدبرة تشغل الشعب اليمني عن التفكير بحياته وأمنه واستقراره، ومن هنا تكون الأجواء مهيأة لتدخلات خارجية أمنية وسياسية واقتصادية وإفقاد البلد أمنه واستقراره .
وحول ظهور القيادي الاخواني حميد الأحمرعلى قناة الميادين الأسبوع قبل الماضي وتحدثه عن أنصار الله قال الجميع فهم ما يقصد إليه حميد الأحمر في المقابلة،لأنه كان متسرعا أكثر من اللازم للحديث عنا قبل أوانه، وبهذا فحديثه مكشوف، كما أنه غير جديد.
وعن سخرية السفير الامريكي اليهودي من شعار انصار الله قال الناطق الرسمي نحن نرفع الشعار بطريقة سلمية ولا نفرضه على أحد، ومن يواجهنا هم من يضعون أنفسهم في مكان المدافع والمحامي عن الأمريكيين، فالحروب التي شنت علينا بسبب موقفنا هذا كانت من أجل الأمريكيين ونزولا عند رغبتهم، وماذا نعمل عندما يتم مواجهتنا بالحرب بسبب موقفنا السلمي هذا، ألا يجب أن يتوجه اللوم إلى من يدافع عن الأمريكيين ويقاتل أبناء شعبه بسبب موقفهم هذا ؟
ومن يسخر من الشعار كان واضحا أنه يحمل مشروع منسجم مع الأمريكيين، فهو يوجه السخط نحو الأمريكيين الذين بلغ تدخلهم في اليمن أكثر مما حصل في الماضي بكثير، ومن يواجه الشعار هو من يضع نفسه في خدمتهم ولا شك أن السفير الأمريكي يرتاح كثيرا من هذه الأدوار.
كما أن الشعار موقف سياسي يعبر عن السخط الشعبي من السياسة الأمريكية في اليمن والمنطقة، ومن يدافع عن الأمريكيين أو يضع نفسه محاميا عنهم هو من يتحمل المسئولية والله يقول ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) وإذا كان هناك من يرى أن الأمريكيين في معزل عن التأثر بهذا الشعار فهذا أمر لا يخصهم فهو حق كفله القانون والدستور لنا أن نعبر عن رأينا وليس لهم الحق في مواجهته وشن الحرب على من يرفعه .