أخبار وتقارير

اليمنيون يستقبلون رمضان بالتظاهرات احتجاجاً على انقطاع الكهرباء

 

استقبل اليمنيون شهر رمضان، بتظاهرات احتجاج على انقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار السلع وزيادة إقامة حواجز تفتيش من قبل رجال القبائل بين المدن الكبيرة تتسبب في معاناة المسافرين .


وقطع متظاهرون غاضبون الطرق العامة أمس السبت بين المديريات بمدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن، إثر زيادة حدة انقطاع الكهرباء في المدينة، فيما انقطعت الكهرباء نهائياً لليوم الثالث على التوالي في محافظة حجة شمال غرب اليمن ،في حين تشهد بعض المدن النائية انقطاعاً تاماً للكهرباء منذ أسابيع .


وعزا مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بمدينة عدن خليل عبد الملك انقطاع التيار “إلى قدم الشبكة الكهربائية، وعدم وجود مشاريع حقيقية لإنقاذ قطاع الكهرباء من أزمة مستمرة منذ عقدين من الزمان” . وقال خليل في بيان إثر زيادة حدة التظاهرات في مدينة عدن “إن خطوط نقل التيار الكهربائي في عدن عمرها الافتراضي بين 22- 28 عاماً مشيراً إلى أن خط الطاقة الحالي يعمل بقوة 33 فولت وهي قوة نقل كهربائية ضئيلة للغاية .


وتحدث خليل عن خطة حكومية مؤجلة منذ 1994 لتجديد خطوط نقل التيار الكهربائي في عدن لكنه قال “إن هذه الخطة لا تزال تراوح مكانها حتى اللحظة” . ويواجه اليمنيون الذين يصنفهم “برنامج الغذاء العالمي” بالأكثر فقراً بين جيرانهم من دول الخليج، ارتفاع أسعار السلع الأساسية وخاصة مادتي القمح والسكر والتمور وبقية المواد التي يكثر استهلاكها في رمضان .


وشهدت أسعار القمح والدقيق والسكر والأرز والزيوت ارتفاعاّ غير مسبوق، بنسبة تصل إلى 30% .


وتعهد وزير الصناعة والتجارة اليمني سعد الدين بن طالب بعدم حدوث أزمة تموينية في رمضان الجاري . وقال إن شهر رمضان سيكون معياراً حقيقياً لقدرة وزارته في الرقابة على الأسعار . غير أن المستهلكين اليمنيين انتقدوا في لقاءات للتلفزيون الرسمي غياب الوزارة عن دورها ومراقبة الأسعار بالسوق متسائلين عن كيفية ارتفاع سعر السكر من 8200 إلى 9200 ريال يمني خلال يوم واحد .


وعزا تجار في العاصمة صنعاء سبب زيادة أسعار السلع الأساسية في رمضان إلى زيادة الطلب، وقلة المعروض، ولجوء بعض التجار إلى تصريف بعض المخزون من السلع التي اقترب انتهاء فترة صلاحيتها .


وزاد من تعكير الأجواء في رمضان قيام رجال القبائل اليمنية بوضع حواجز تفتيش على الطرق السريعة بين المدن الكبرى، أبرزها الطريق الذي يصل مدينة الحديدة بغرب البلاد بصنعاء ما يضطر المسافرين إلى استخدام طرق جانبية تضاعف من مدة السفر .


وقال الموظف عبده قرابش العامل في قطاع النفط ل”يونايتد برس إنترناشونال” إن الرحلة من مدينة الحديدة إلى العاصمة صنعاء والتي في العادة لا تزيد على أربع ساعات قطعها مع أسرته في أكثر من 12 ساعة بعد أن اضطر للسفر عبر مدينة ثالثة هي مدينة حجة، وأضاف قرابش “رغم طول الفترة التي قطعناها للوصول إلى صنعاء إلا أننا لم نسلم من مضايقات رجال القبائل لنا على الحواجز التي نصبوها أيضاً في الطرق الأخرى” . وأشار إلى أن أسعار النقل تضاعفت بواقع 100% بين الحديدة وصنعاء .


ويشهد اليمن أزمة سياسية واقتصادية منذ 16 شهراً عندما بدأت احتجاجات تطالب بتنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن حكم اليمن الذي استمر لأكثر من 3 عقود، أثرت بشكل واضح في إيقاع الحياة اليومية في بلد يصنف بالأكثر فقراً بين دول الجزيرة العربية ولا يزيد متوسط دخل الفرد السنوي عن 800 دولار، ولا يختلف اليمنيون، سواء المتحمسون منهم للاحتجاجات المستمرة منذ بداية الثورة والمطالبة بالتغيير، أو المؤيدون للنظام الجديد إثر تخلي صالح عن الحكم على أن طول أمد الوضع السياسي المحتقن، وانعكاساته على الاقتصاد اليمني ببنيته الهشة أصلاً ومؤشرات أدائه المتذبذب، فرض واقعاً معيشياً واقتصادياً فوق طاقة الجميع، وجعل الكل يشتكي أعباء حياة لم تعد تحتمل .       

  (يو .بي .آي)

زر الذهاب إلى الأعلى