سوسن جمال أفسده المال وقادها إلى الجحيم

المستقلة خاص ليمنات
سوسن فتاة متمردة على واقعها تواقة إلى التحليق في آفاق واسعة من الحرية والانعتاق لم تُعر العادات والتقاليد الاجتماعية التي تعيشها المرأة اليمنية أي عناية كبيرة. فهي ترفض تلك القيود التي تكبل الفتاة اليمنية وتعيش تحت كابوسها ترفض أن ترتدي النقاب أو الشر شف فهي تصفه بجلد الغراب المشئوم.
لم تبخل عليها أسرتها بأي مال تطلبه فأسرتها واسعة الثراء فهي تلبي كافة طلباتها وأي مبلغ تريد برغم أن الأسرة كما تصفها سوسن أسرة مفككة ولا يوجد فيها من يدير شؤونها وتفتقد الى الوئام والحنان الأسري وقد تركت سوسن تمارس حريتها بالطريقة التي تريدها فلا يوجد أحد هناك يمكن ان يثنيها عن ما تريده أو يحد من رغباتها الجامحة..فهي تذهب أينما تريد وتعود حينما ترغب .
دون أن يسألها أحدٌ عن سبب خروجها المتكرر من البيت.. سوسن ابنة العشرين عاماً ذات القوام الممشوق والعينين العسليتين والصدر الناهد والوجه ذي التقاسيم الجمالية الأخاذة وتلك الملابس الأنيقة المتجددة باستمرار أضفى على سوسن المزيد من التفاخر.وكانت مثار جذب وإعجاب للكثير من زملائها وزميلاتها في الجامعة الخاصة.التي تدرس فيها…حيث خفقت الكثير من القلوب للتقرب منها والفوز بصداقتها لكن سوسن كل مرة وهي مع رفقة جديدة سوسن تغير الأصدقاء كما تغير ملابسها وتعتبر سلوكها الذي أضحى أقرب الى الاستهتار شيئاً من الحرية التي يجب أن تمارسه كحق من حقوقها….
كان الجميع من الذين تعرفوا عليها يدركون أن ذلك ليس سلوكاً سوياً ولكن من يجرؤ على توجيه مثل تلك الملاحظات لسوسن التي لم تجد اهتماماً بها من أي أحد, سوى شخص واحد كان قد ارتوى بصمت تغار يم الهيام وأدمن في عشق سوسن فقد كان ينظر إلى بوابة الجامعة يرقب بقلب عاشق وصول سوسن لتنبجس أسارير قلبه وتندفع الأمنيات التواقة إلى لفتة أو إجابة من قلب لا يسمع رجفات محبه.
أندفع خالد ذات يوم أثناء مرور سوسن على فناء الجامعة طالباً منها أن تمنحه من وقتها الثمين دقيقتين فقط.
خاطبها خالد بصدق المحب يا سوسن هناك الكثير من يتكلم عنك بكلام سيء وهناك بعض الملاحظات التي يجب أن تراعيها..ردت عليه أحتفظ بما تقوله لنفسك وحذرته من مفاتحتها بمثل ذلك وانطلقت.
أحس خالد بألم ذلك الرد وقوة أثره وكيف وصل حدته كسهم أخترق قلبه وأفرغ كل ما يحمله من الحب لسوسن.لم تتأثر سوسن بكلام خالد ولم يزدها كلامه إلاّ غروراً لكن أخذ عن نفسه عهداً بأنه سوف ينتقم منها ويكسر كبرياءها مهما كان الثمن….
لقد كان يعلم خالد الشقق التي تدخلها سوسن مع صديقاتها وأصدقاء آخرين ويعرف الكثير عن سوسن فقد كان يتبعها دوماً نظراً لشدة كلفة بها…وعشقه العارم لها..الذي بدأ يتحول إلى انتقام من أول مواجهة معها.
تتبع خالد ذات يوم سوسن وهي خارجة مع فتاتين وثلاثة أشخاص آخرين حتى دخولهم أحد المنازل فذهب مسرعاً إلى إمام الجامع يعلمه بذلك وبدوره كإمام قام بإبلاغ الشرطة التي حاولت أن تهاجم المنزل لكن سرعان ما غادر رجال الشرطة المكان بعد تلقيهم أوامر بمغادرة المكان وبعد ساعة تقريباً غادرت سوسن وزميلاتها المنزل وكأن الأمر لم يكن..ولكن كانت سوسن ومن معها قد توقعوا أن المكيدة تلك يقف وراءها خالد واتفقوا جميعهم من التأكد من الذي قام بإبلاغ الشرطة..ليتم تلقينه درساً ربما يصل إلى حد ألمنية.
مر ما يقارب أسبوع من تلك الحادثة حتى تأكدت سوسن أن خالد هو من كان وراء ذلك البلاغ…وكانت قد أضمرت في نفسها انتقاماً منه..لم تشعر سوسن خالد الذي هو زميل لها في نفس الكلية بأنها تعلم أنه يقف وراء ما حدث بل أبدت له انه بدأ يثير إعجابها وأخذت تستلطفه يوماً بعد يوم وشكرته على نصيحته التي وجهها لها في ساحة الجامعة وأن لها أثراً في نفسها لكنها لم توضح له ذلك.. ولقد كان لذلك الاستلطاف أثر كبير في نفس خالد بل وأشعل لوعة الحب مجدداً في قلبه وتساءل في نفسه هل سوسن جادة في قولها وأنها على استعداد لتغير نمط حياتها.وعزم على مصارحتها بما يجوس في قلبه من الحب.
لم ينتظر خالد طويلاً فقد صارح سوسن بحقيقة مشاعره معتقداً أن الحظ قد أبتسم له وانه لم يعد هناك أي حاجز بينه وبين سوسن فلم تجب عليه واكتفت برد مصحوب مع ابتسامة تخفي تحتها حقدين للانتقام حيث قالت له سأفكر في الأمر أعتقد خالد أن ابتسامتها عنوان الموافقة وأن تلك الفراشة الجميلة التي يصعب عليه ملاحقتها أو الوصول إليها قد أصبح ملك يديه عاش خالد فرحة لم يذق مثلها فرحاً ولا سروراً.
مر أكثر من يوم بعد أن أباح خالد لسوسن بمشاعره وكانت هي أكثر منه لطفاً واستجابة إليه وأعتبر ذلك هي الموافقة التي لم تصرح بها وأقنع نفسه بذلك وعزم عن فتح الموضوع معها,مرة آخرى, وهنا ردت عليه سوسن بأنها تبادله نفس المشاعر.
ومرت الأيام ولم تزل سوسن تحمل كراهية وبغضاء لخالد وخططت مع صديق آخر لها للتخلص من خالد أو صابته بعاهة دائمة لا يشفى منها…وتم رسم الخطة وهي استدراج خالد إلى أحد المنازل ليتم تنفيذ الجريمة….
أخذت سوسن تسير في تنفيذ الجريمة حيث أقنعت خالد,بضرورة أن يتقدم لخطبتها وأعطته مبلغاً كبيراً يذهب لوالدها,والذي سوف يكون بانتظاره في منزلهم الجديد الواقع بإحدى ضواحي العاصمة.
جن جنون خالد من الفرح ولم يمر كثير من الوقت حتى أستأجر تاكسي احد اصدقائه وتوجه إلى ذلك المنزل, وقرع باب الحوش فوجده مفتوحاً فدلف إلى الداخل وإذ بباب حوش المنزل يغلق ذاتياً أستغرب خالد مما يجري وإذا بشخص يقوم بمهاجمته ضرباً فيما ظهرت سوسن ضاحكه لقد أخذت ديتك مقدماً وحان الآن موعد الانتقام وسوسن انتقامها هو القتل وسأحرقك كما جعلت نار الانتقام تحرق فؤادي هذه المرة وقامت بصب ماء النار على جسده وخرجت وهي تقول تخلصوا من الجثة.
تساءل أقرباء خالد عن اختفائه المفاجئ فبدأوا يسألون معارفه وأقرباءه, فأعلمهم بأنه أخر يوم كان قد قام بإيصاله إلى أحد المنازل الواقعة في أحد ضواحي العاصمة وبعد ذلك اليوم لم يعد لخالد أثر, تم إبلاغ الشرطة والذين بدورهم اكتشفوا خيوط الجريمة ووجدوا جثة خالد مدفونة بحوش ذلك المنزل وتم اعتقال سوسن وجرى التحقيق معها واعترفت بكافة تفاصيل الجريمة الشنعاء.