نسخة جديدة من الزنداني

مجدداً؛ عاد رجل الدين، عبد المجيد الزنداني، إلى الواجهة؛ إذا ظهرن أمس في العاصمة صنعاء، في مهمة غير جديدة، لكنها ليست ضمن ما كرس له نفسه مؤخراً: المطالبة بموقع له، ورجال الدين، في العملية السياسية الانتقالية في البلاد، وهو الأمر الذي عقد من أجله مؤتمراً صحافياً قبل أسابيع.
ظهر الزنداني بهيئته المعروفة لتحديد موقف وتأكيد حضور، لهذا كان المؤتمر الذي عقده، أمس، تظاهرة دينية وسياسية كبيرة وليس مجرد مؤتمر صحفي، كما قالت الأخبار واللافتة التي علقت فيه كنوع من تحديد الهوية والهدف.
لقد حضر، أمس، أكثر من مائة شخص من رجال الدين، و"مشائخ اليمن"، وفي المؤتمر الذي قدم على أنه "مؤتمر صحفي لإدانة الإساءة التي تضمنها مقطع الفيديو المصور ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم".
ولئن كان الزنداني، عقد مؤتمره تحت يافطة الدفاع عن النبي محمد؛ إلا أنه لم يفته تقديم رسالة سياسية؛ إذا استنكر الزنداني، ورفاقه، "ما قام به متظاهرون من اعتداء على السفارة الامريكية"، الخميس الماضي، وطالبوا الحكومة اليمنية بـ "توفير الحماية الأمنية للسفارات والقنصليات المعتمدة طبقاً للدستور".
لعل الزنداني يريد تقديم نسخة جديدة منه، أو تأكيد أنه لم يعد هو الشخص الذي أدرجت أمريكا أسمه ضمن المهمين بدعم الإرهاب والتطرف؛ لهذا دعا أيضاً إلى "إطلاق سراح المختطفين لدى الجماعات المسلحة ومنهم القنصل السعودي والمرأة السويسرية". غير أنه كان حريصاً؛ إذا اعتبر جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم القاعدة، التي تختطف السويسرية، ونائب القنصل السعودي، مجرد جماعة مسلحة، وليست جماعة إرهابية وحسب موقع "الصحوة نت"؛ فقد "استنكر علماء ومشائخ اليمن ما قام به متظاهرون من اعتداء على السفارة الأمريكية وأنه لا يليق بالمسلمين القيام بتلك الأعمال الغوغائية، موضحين أن الدفاع عن الرسول الأعظم يكون بالوسائل السلمية المشروعة وتطبيق شريعته والتحلي بأخلاقه وتوقير آل بيته وأزواجه أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين".
وقال الموقع عن "علماء ومشائخ اليمن" أدانوا، في المؤتمر الصحفي برئاسة الزنداني، "الإساءة إلى النبي التي اشتمل عليها الفيلم الأمريكي، الذي تم إنتاجه في الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبروها إساءة لجميع الأنبياء، وإيذاء واستفزازاً لأكثر من مليا ونصف المليار من المسلمين".
وطبقاً للموقع؛ فقد طالبوا "الإدارة الأمريكية بمنع نشر الفيلم ومحاكمة كل من يقف وراءه والاعتذار الرسمي للمسلمين".
كما طالبوا الحكومة اليمنية "تكليف السفارة اليمنية بواشنطن برفع دعوى قضائية ضد مرتكبي الإساءة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم وتوفير الحماية الأمنية للسفارات والقنصليات المعتمدة طبقاً للدستور والاتفاقيات الدولية وحماية الأجواء اليمنية ورفض أي تواجد أجنبي على الأرض اليمنية".
وفيما شدد "علماء ومشائخ اليمن، في بيانهم الصادر عن المؤتمر الصحفي، على إطلاق سراح المختطفين لدى الجماعات المسلحة ومنهم القنصل السعودي والمرأة السويسرية، وكذا إطلاق سراح الشباب المعتقلين خارج إطار القضاء لدى الجهات المعنية" ؛ دعوا" أبناء الشعب اليمني للقيام بواجبهم في مناصرة إخوانهم من أبناء الشعب السوري ضد آلة القتل والظلم والطغيان التي تقوم بها ميليشيات النظام السوري والتفاعل مع حملة الهيئة الشعبية وغيرها لمناصرة إخواننا في سوريا".
عن: صحيفة الشارع